حسن عبد الرحمن – رئيس تحرير – entrepreneuralarabiya
ديجيفيجاي براتاب اجتذب 11 مليون دولار لتمويل شركة حجوزات على الإنترنت
بالنسبة لاستثمار على الإنترنت كان من الصعب خلال السنوات الماضية اجتذاب مستثمرين استراتيجيين، لكن براتاب اجتذب أكثر من جهة استثمارية رافقته لاطلاق شركة حجوزات على الإنترنت.
بالنسبة لك كرائد أعمال حققت نجاحاً باهراً وأصبح لديك شركة قوية في عالمالسياحة الإلكترونية دعني أسألك السؤال التقليدي، هل كان التمويل هو الهم الأول بالنسبة إليك وكيف تجاوزت ذلك؟
بالتأكيد، مثل كل رائد أعمال جديد كان هذا التحدي موجود منذ البداية، ففي بادئ الأمر عملنا على نموذج لمنتج من الصفر. ففي ذلك الوقت حينما بدأنا نجتمع مع المستثمرين المحتملين، أُغلقت شركتي سفر ناشئتين في الإمارات العربية المتحدة، وهو ما أثار بعض مخاوفهم وشكوكهم، ولكن حينها أعتقد أن المنتج الذي قمنا ببنائه وعرضناه بفضل فريقنا الموهوب جعلنا متميزين.
لقد كنا محظوظون للغاية بسبب الدعم الذي تلقيناه من بعض أبرز الأسماء في السوق. قررت حينها مجموعة الصانع القابضة أن تستثمر 4 ملايين دولاراً بشكل مبدئي، وكان هذا أول انجاز نحققه. وفي الآونة الأخيرة حصلنا على 7 ملايين دولار تمويل من المستثمرين الحاليين وهم، مجموعة الصانع القابضة والمستثمرين العالميين Accel Partners (سبوتيفاي – فيسبوك – فليبكارت…)، بالإضافة إلى شركة ” F&C” لاستثمارات الخارجية بالمملكة العربية السعودية.
الرجل الذي نتحدث معه ويخبرنا قصة نجاحه هو ديجفيجاي براتاب
اقتنع بفكرة تأسيس شركة حجوزات سياحية على الإنترنت وحمل طموحه هذا إلى ممولين ألهمهم حماسه ووضوح رؤيته إلى المساهمة بتمويل مبدئي بقيمة 4 مليون دولار، ثم 7 ملايين دولار فيما بعد، بعد ذلك كما قال ولاشك أن هذا المبلغ لم يكن قليلاً بالنسبة لشركة حجوزات على الإنترنت لم تختبر بعد كاستثمار متعارف عليه.
من هو ديجفيجاى براتاب ؟
يقول :”أنا متخصص في مجال الرحلات والتكنولوجيا، والمسؤول عن التعامل مع الأمور التكنولوجية وتطوير المنتجات لدىHolidayMe”. أمتلك خبرة تمتد لـ 14 عاماً في تكنولوجيا السفر في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تبوأت مناصب إدارية عليا في “Hoteltravel.com” (التي استحوذت عليها Makemytrip.com) و”توماس كوك”. أنا من أشد المتحمسين للتكنولوجيا الحديثة، وأتطلع دائماً إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة واستغلالها بشكل فعال من خلال تطوير المنتجات الخاصة بنا في HolidayMe.
حدثنا عن مشروعك، ولماذا اخترت هذا المجال؟
منذ البداية، كانت تتمثل رؤيتي في تأسيس” HolidayMe.com” كشركة ناجحة في مجال الرحلات والعطلات في منطقة الشرق الأوسط مع التركيز على اعتماد التكنولوجيا الحديثة والأتمتة التي تنطوي على تحويل كل مفردات وعناصر العمل إلى النمط الأوتوماتيكي الحديث. تتطلب العطلات كمنتج الكثير من المتابعة والمثابرة والتخطيط والدعم في مراحل ما قبل الشراء حتى وصول الخدمة أو المنتج للعميل. من خلال إدراكي لاحتياجات العملاء ومخاوفهم من تجربة السفر الالكتروني وكذلك بالنسبة لموردي الخدمات الذين يتعاملون مع الخدمات والمنتجات بشكل غير شفاف أو واضح للعملاء خارج نطاق الانترنت، أردت سد تلك الفجوة عن طريق تحويل كل الخطوات من خلال اعتماد أحدث تقنيات الأتمتة وتحويل كافة خطوات المعاملات إلى النمط الاوتوماتيكي الحديث. ومن أجل تحقيق هذا الهدف الأساسي، ركزت على تأسيس وسائل تكنولوجية تساعد المستخدمين على استكشاف وجهات جديدة بسهولة وتمنحهم العديد من الخيارات والبدائل، بالإضافة إلى ذلك، كان لابد من أتمتة كافة العمليات والخطوات بين مزودي الخدمات والموظفين والعملاء، وهو ما يحقق بالتأكيد العديد من المزايا أهمها تقليل القيمة المادية للتعاملات وتخفيض تكلفة التشغيل مع زيادة العوائد في المقابل. من خلال خبرتي لسنوات طويلة في قطاع السفر بمجاليه “أعمال لأعمال” و”أعمال لعملاء”، أدركت أن سوق السفر عبر الانترنت لديه الكثير من البوابات الإلكترونية العادية لحجز العطلات. على الرغم من هذا، لا تقدم أي من تلك البوابات الإلكترونية منتج كامل للسفر مدعوماً ببنية تكنولوجية قوية. لقد
رغبت في سد الثغرات في هذا المجال، وهذا هو السبب في أنني قررت خلق شيء جديد ومبتكر في صناعة السفر.
ما المعوقات التي واجهتكم ؟
يمثل التحدي الأكبر الذي واجهنا في تحويل رؤيتنا إلى منتج وإنجاز حقيقي على أرض الواقع من خلال إقناع أفضل المواهب الشبابية في عالم التكنولوجيا والتقنيات لترك وظائفهم الدائمة والمستقرة والانضمام إلى ” HolidayMe.com”. كانت المهمة بالطبع صعبة للغاية حتى في إقناعهم لحضور مقابلات العمل معنا، حيث تطلب رحيلهم عن مواقعهم وترك رواتبهم المرتفعة وامتيازاتهم الهائلة الكثير من الإقناع. على الرغم من كل ذلك، إلا أننا لم نيأس وثابرنا من أجل تحقيق تلك الخطوة، وبالفعل فقد نجحنا في ضمهم بعدما اقتنعوا بفكرتنا وأهدافنا. شيئاً فشيئاً استطعنا ضم وتوظيف أفضل العقول وبدأت رؤيتنا وفكرتنا ترى النور وتتجسد على أرض الواقع. لقد بدأنا فقط مع 3 موظفين، ولكن الآن نمتلك فريقاً مكون من أكثر من 120 من المهنيين في ” HolidayMe.com”.
ما خطتك للمنافسة، وما أسس النجاح التي تعتمد عليها؟
“التكنولوجيا أولاً”. تعد التكنولوجيا العامل الرئيسي الذي أعتقد أنه سيمنحنا دائماً ميزة التفوق والمنافسة. وكما ذكرت من قبل، فقد أعطت لنا التكنولوجيا أولوية وقوة داخل السوق، وانطلاقاً من ذلك، فنحن نأمل في استمرار تحسين منتجاتنا وتعزيز الابتكار للحفاظ على تفوقنا في هذا المجال. يتمثل العامل الآخر المهم في علاقتنا وشراكتنا مع مزودي وجهات السفر وشركات الطيران. نعمل حالياً مع أكثر من 100 من الموردين ومزودي الخدمات، كما نرغب في توسيع قاعدة أعمالنا لأكثر من ذلك. تمثل ثقة شركائنا ودعمهم لنا أمر حيوي ومهم للغاية من أجل تحقيق أهدافنا في المستقبل.
لا يعني لي النجاح مجرد تحقيق هدف وحيد. فبالنسبة لي، يمثل النجاح كل خطوة أقوم بتحقيقها على أكمل وجه خلال رحلة أعمالنا الصعبة والمثيرة. وبالفعل فإن نجاحنا يتزايد يوماً بعد يوم في المنطقة من خلال استخدام منتجاتنا وخدماتنا بشكل يومي في إجراء الحجوزات والسفر.
هل واجهت عقبات في انتشار ثقافة أن يقدم أحداً منتجات مخصصة للسفر على شبكة الانترنت ؟
نعم، ففي البداية كان من الصعب ترك علامة وبصمة كبيرة في السوق الذي كان مختلفاً للغاية. تعد معدلات استخدام بطاقات الائتمان منخفضة للغاية بالشرق الأوسط بالمقارنة مع الأسواق العالمية الأخرى، وكانت أيضاً فكرة حجز السفر عبر الانترنت أمر جديد على جمهور المسافرين. ولكننا عملنا على إطلاق العديد من الحملات التوعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والراديو وإعلانات الانترنت والتواصل مع الجمهور بشكل منتظم. لدينا الآن أكثر من 400 ألف متابع على صفحتنا على موقع فيسبوك، والعدد في تزايد مستمر. وبصرف النظر عن آلاف المكالمات التي نتلقاها، يستقبل مكتبنا في دبي عدداً هائلاً من العملاء يومياً.
كيف ترى مستقبل هذا القطاع ؟
يتميز صناعة السفر السفر والعطلات في منطقة الشرق الأوسط بالضخامة، فالناس هنا يسافرون 3 مرات على الأقل في السنة، وبذلك فإنهم ينفقون جزءاً كبيراً من دخلهم على السفر، كما أنهم على استعداد دائم بتجربة وجهات جديدة. مثالاً على ذلك ما يجري في جورجيا، التي لم يكن يسمع عنها أحد منذ عامين، ولكنها الآن من أكثر الوجهات مبيعاً. فلذلك نعم، أنا متفائل جداً حول مستقبل هذه الصناعة، كما أنني واثق بأن ” HolidayMe” ستواصل النجاح ومواكبة تطلعات ملايين المسافرين في المنطقة، كما سيستمر مكتبنا في جذب آلاف العملاء المحتملين.