خاص – ايمان مصطفى
تسابق حكومات العالم الزمن للحاق بركب التطور والتكنولوجيا. وأولى مراحل هذا التطور هو ربط الخدمات المقدمة للمستهلكين بشبكة المعلومات الدولية “الإنترنت”، لما لهذا الإجراء من أهمية في تسريع عملية الحصول على الخدمة من قبل المستهلكين، وتبسيط الإجراءات واختصار التكلفة، خاصة في ظل ارتفاع نسبة مستخدمي الشبكة الدولية المطرد حول العالم.
دخلت الكويت هذا المجال وبقوة؛ حيث سجل سكانها نسبة مرتفعة جدًا في استخدام شبكة المعلومات الدولية بلغت 78.7% عام 2015 ، مقارنًة بـ 70% عام 2012، يسدد ما نسبته 21% منهم فواتير الخدمات من كهرباء وماء وجوالات إلكترونيًا عبر الشبكة الدولية، بينما يقوم 92% منهم بالشراء والتسوق وممارسة الأنشطة التجارية عبر الإنترنت. وهذا ما جعل الكويت تتصدر دول منطقة الشرق الأوسط في حجم التجارة الإلكترونية.
ومثلت هذه الأرقام في الكويت الدافع الأكبر لرواد الأعمال للدخول في هذا المجال، لما يقدمه من فرص واعدة للاستثمار وتحقيق الأرباح، وانطلقت عدة منصات لإصدار الفواتير وتحصيل الأموال رقميًا، ووصلت لمعدلات ربحية عالية وكبيرة.
استحواذ غير تقليدي
على صعيد متصل من مساعي الشركات الكويتية الناشئة لمواكبة المشهد التقني العالمي، استحوذت منصة “ماي فاتورة” لدفع الفواتير رقميًا عن طريق بطاقات الإئتمان و”كيه نت” للدفع الرقمي، على منصة إصدار الفواتير وتحصيل الأموال رقميًا – “تاجر دوت كوم“.
واستحوذت “ماي فاتورة” على 60% من شركة “بيزات” Byzat المالكة لـ “تاجر دوت كوم”، والمتخصصة في قطاع التجزئة الرقمي وحلول تسريع الأعمال، وبذلك انضمت منصة “تاجر دوت كوم” إلى خوادم “ماي فاتورة”.
تأتي صفقة الاستحواذ التي جرت قبل بضعة أشهر غير اعتيادية على البيئة الريادية بالمنطقة، إذ كانت “ماي فاتورة” قد انطلقت نهاية أغسطس العام الماضي، بعد عام ونصف على انطلاق “تاجر دوت كوم”، وهو ما يعني أن الشركة الأجدد قررت أن تستحوذ على الأقدم منها!
لماذا؟
لعل سبب الاستحواذ يعود إلى محاولة تأمين “ماي فاتورة” لحصتها السوقية أمام منافس قوي، إذ أن حجم أرقام “تاجر دوت كوم” وعملائه فاق ما حققته “ماي فاتورة” وقت الاستحواذ “بأكثر من أربعة اضعاف”، بحسب عبد الله الدبوس، المدير التنفيذي لـ “ماي فاتورة” ومؤسّسها.
ويقول الدبوس عن الاستحواذ: “إن “ماي فاتورة” لم تكن تخطط مطلقًا لضم “تاجر” والاستحواذ عليها؛ لكن الدراسة التي أجرتها “ماي فاتورة” أكدت نجاح منصة”تاجر دوت كوم” الباهر، ورصدنا أرقامًا مميزة للغاية، أبرزها أن المنصة كان لديها 50 عميلًا من الشركات الكبرى من قطاعات الطيران والتأمين والعقارات، بالإضافة إلى 400 عميل من قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة”.
بالفعل أتت صفقة الاستحواذ ثمارها، حيث ازداد عدد عملاء “ماي فاتورة” وبلغ 700 عميل من داخل الكويت وخارجها.
وصرح “الدبوس قائلًا: “إن أسباب استحواذ “ماي فاتورة” على “تاجر دوت كوم”، ترجع إلى خوارزمية التطوير النوعية واستراتيجية العمل الناجحة.
ومن ناحية أخرى، أكد الدبوس أنه لن يتم تغيير العلامة التجارية لـ”تاجر دوت كوم”، لما لها من شهرة واسعة بين العملاء في الكويت.
خدمات “ماي فاتورة”
وبنظرة سريعة على نظام “ماي فاتورة” نجد أنه لا يتطلب أن يكون العميل مسجلًا عليه، بينما يشترط أن يكون التاجر مسجلًا على النظام، ولا سيًّما ليتمكن من متابعة لوحة السداد، لمراجعة فواتيره المسددة والمعلقة بما يسهل إدارة الأموال، وتحفيز حركة التدفقات النقدية على التجار وأصحاب المشروعات.
وما أن يتمم العميل عملية الدفع إلكترونيًا، يستلم التاجر رسالة بتأكيد تحويل مبلغ الفاتورة إلى حسابه البنكي.
وتقدم “ماي فاتورة” مجموعة من خدمات الدفع على الشبكة تتضمن؛ إنشاء متجر رقمي خاص بكل تاجر لبيع منتجاته، وتحرير وإرسال الفواتير إلى العملاء عبر رسالة نصية أو بريد إلكتروني. كما يمكن لخدمات “ماي فاتورة” الاندماج بسهولة على مواقع التسوق الأخرى، ويقبل النظام التعديل حسب احتياجات العملاء، وكذلك إصدار فواتير بأنظمة التقسيط.
الانتشار والتوسع
ولفت الدبوس إلى أن انضمام عملاء من دول خليجية مجاورة كالإمارت وقطر، جعل فريق عمل “ماي فاتورة “يوجه جهوده كاملة للوصول لأكبر شريحة من العملاء بمنطقة الخليج العربي، وتعريفهم بكافة خدمات المنصة وتسهيلاتها، مشيرًا إلى أن مرحلة الانتشار ستركز جهودها على السعودية كسوق كبير وواعد في مجال المدفوعات والتعاملات الرقمية والتجارة الإلكترونية، وسينطلق ليشمل البحرين، ويخرج من الخليج العربي إلى الأردن، مؤكدًا أن هناك مساعٍ من قِبل القائمين على الشركة لتوفير شركاء استراتيجيين في كل دولة.
فهل ينتظر “ماي فاتورة” نجاح أكبر بالمنطقة؟