حسن عبد الرحمن – رئيس التحرير – entrepreneuralarabiya
تمثل ريا أبي راشد نموذجاً للريادة والنجاح والطموح والتفرد، فقد استطاعت اختراق طوق “هوليود” المؤسسة الأكثر شهرة في العالم وتدخل إلى عالمها وخفاياها وأسرارها، وهو وصول ليس بالأمر السهل على شخصية قادمة من الشرق.
ريا ابي راشد رائدة أعمال من نوع خاص وهي الأولى التي استطاعت الوصول إلى شهرة النجوم الذين تقابلهم. فهي من ألمع الاعلاميين العرب، ليس فقط لأنها قابلت معظم نجوم العالم في الفن السابع، بل لأنها شخصية أسرة وجذابة وبسيطة في نفس الوقت.
يحسب لريا أبي راشد أن قصة نجاحها أثرت بأجيال متلاحقة من الشباب العربي، من خلال برامجها الملفته وذات الشعبية الهائلة، فقد سجلت في برنامجها تاريخ هوليود ونجومها سنة بعد سنة وتابعت أخبارهم ونشاطاتهم ومشاريعهم السينمائية قبل وبعد انطلاقها. مما يجعل برنامجها مرجعاً فنيا وسينمائياً.
في حديثنا الخاص مع ريا ابي راشد بدا واضحاً أنها لا تعتز كثيراً بهوليود، وتعتبرها مؤسسة لبيع الوهم وتنصح كل من يتابع برامجها التفريق بين التسلية والتثقيف وبين التأثر الأعمى بالنجوم، فعالم السجادة الحمراء والاوسكارات عالم معقد وبراق لدرجة أنه يخفي العالم الحقيقي الذي يقف وراءه النجوم، هذا العالم هو عالم افتراضي، يحتاج إلى غربلة، وهذا بالطبع لايلغي جماليات السينما ولا التقنية التي كانت هوليود سبباً في حدوثها، سواء على صعيد الصورة او الكاميرا أو عالم الانيميشن الساحر الذي يسابق اليوم سينما الواقع.
ريا أبي راشد هي اليوم سفيرة سوني موبايل وهي تعتز بهذه التجربة التي منحتها الكثير، وسوني ليست فقط شركة تقنية بل هي شركة ساهمت في تطوير السينما من خلال الصورة التي طورتها عبر تقنياتها المبدعة، وعبر تقنيات الكاميرا كما طوّرت ودعمت تقنيات الانيميشن الرائعة.
من هذه الزاوية لم تكن الشركة بعيدة عن اهتماماتها، وكانت فرصة للطرفين لتمرير رسالة انسانية تحمل بعداً اجتماعياً يساعد الكثيرين حول العالم.
تقول ابي راشد أن تمثيلي لسوني هو ترويج لنا معاً اعطينا معاً صورة أكثر سهولة للوصول إلى اوسع جمهور ممكن من خلال قربي من شرائح واسعة من الشباب ومن خلال منتجات سوني القريبة هي الأخرى والمشهورة في كل أنحاء العالم.
هوليود صناعة الوهم
هوليود صناعة الوهم ولكنها تقرب القضايا وتوصلها إلى أوسع جمهور حول العالم، ومع انتشار دور السينما وسهولة ارتيادها، اصبحت السينما أداة تاثير هائلة، ومن هنا فإن رسالة السيينما هي سلاح ذو حدين، ولكن هذه السسينما لابد منها، فهي جزء من نمط الحياة البشر حول العالم.
تعتز ريا، بقربها من النجوم العرب الذين حققوا حضوراً مهما ي تجارب سينمائية في هوليود، وترى أنهم لايقلون موهبة عن نظرائهم هناكن ولكن الفرص لاتتاح بشكل متساوي، فالمنطقة على الرغم من عدد المواهب التي تضمها إلا أنه ليس من السهل وصولها إلى العالمية، وليس ذلك شرطاً في راي بي راشد، فالموهبة الي تعكس خصوصية المكان الذي تعيش فيه لا تقل أهمية عن العالمية.
وتقدم النجمة العالمية أبي راشد، منذ عام 2010 برنامج المواهب الشهير “أرابز جوت تالنت” إلى جانب مغني الراب السعودي قصي خضر.
وتنفرد بتقديم برنامجها الخاص “سكووب مع ريا” الذي يغطي آخر أخبار هوليوود بالإضافة إلى استضافتها لأبرز المشاهير من الممثلين.
وبدأت حياتها المهنية كصحافية في بيروت قبل انتقالها إلى المملكة المتحدة في عام 1999، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والماجستير في السينما وعلى درجة الماجستير في الصحافة والإذاعة من جامعة وستمنستر في لندن. وتتحدث لغات عدة بطلاقة وهم العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
وتعتبر ريّا أول محاورة عربية تدخل كواليس نجوم السينما والموسيقى والفن الغربي، ومن هنا توسعت نشاطاتها بعد حصولها على شهادة ماجستير في الصحافة المرئية في لندن، لتشمل إعداد وتقديم برنامج “سكووب” في عام 2005 الذي تقوم ريّا فيه بمحاورة نجوم الغرب. وتعتبر ريّا برنامج “سكووب” أهم إنجازاتها كمحاورة خاصة. وهو البرنامج الأكثر شهرة في مجاله، في المنطقة باسرها.
ريا أبي راشد مع مديرة الاتصال والتسويق لسوني موبايل الخليج غيتا غائم ماغامي
فهي أول صحفية عربية تقابل أهم الممثلين والمخرجين العالميين مثل (توم كروز Tom Cruise وأنجلينا جولي Angelina Jolie وجورج كلوني George Clooney وبراد بيت Brad Pitt ونيكول كيدمان Nicole Kidman ومارتن سكورسيزي Martin Scorcese والكثيرين غيرهم…) كما قابلت أيضاً مطربين عالميين مثل (شاكيرا Shakira وبيونسيه Beyonce وماريا كيري Mariah Carey) ورياضيين مثل (لويس فيغو وبوريس بيكر)، وكذلك مصممين أياء مثل Karl Lagerfeld، والجميع يشاهد لقاءاتها الخاصة هذه في برنامجها “سكووب مع ريا” Scoop with Raya والذي يعرض على قناة MBC 2.
عملت ريا كل عام على تغطية فعاليات أهم حفلات توزيع الجوائز والمهرجانات السينمائية مثل الأوسكار Oscars والغولدن غلوب Golden Globe ومهرجان كان Cannes ومهرجاني فينيس وبرلين الدوليان.
كان لـ ريا أيضاً حوارات وجهاً لوجه مع أهم الفنانين العرب مثل عمر الشريف ويوسف شاهين وراغب علامة وكاظم الساهر.
تعاونت ريا مع العديد مع الفضائيات بصفتها صحفية للمشاهير، من هذه الفضائيات Entertainment Tonight الأمريكية، وStar TV السويسرية وZDF الألمانية وORF الأسترالية وTelecine البرازيلية. وغالباً ما يُطلب منها القيام بلقاءات عامة لاستديوهات السينما الكبرى مثل Warner Bros وDisney وParamount.
وبصرف النظر عن لقاءاتها للمشاهير، استضافت ريا أيضاً برنامج اقتصادي اسبوعي World Business الذي يُبث على قناة CNBC أوروبا وآسيا وPBS في أمريكا وقناة العربية في العالم العربي حيث حضرت المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس. كما أنها استضافت أيضاً أحداثاً أخرى مثل مسابقة American Idol في دبي وإطلاق عالم فيراري في أبوظبي تحوّلت ريا أبي راشد من محررة «صحفية صغيرة»، إلى «إعلامية» يطلبها نجوم هوليوود بالاسم، ليس فقط بل ويحلون ضيوفًا معها في لقاءات صحفية، دون أن يتقاضوا دولارًا واحدًا، رحلة طويلة كان لها صعوباتها ومحناتها، إلا أن الفتاة اللبنانية تمكنت منها جميعًا، فهي كسرت قاعدة أن الإعلامي العربي لا يراه أحد في الغرب.
كان اللقاء الأول لـ”إعلامية العرب في هوليوود”، مع ميج رايان عام ١٩٩٨، وتقول إنها كانت وقتها متحمسة جدًا للقاء، «حتى إني اشتريت لها عباءة كهدية”.
نفت ريا في وقت سابق، أن يكون هناك إغراءات أو أجور مادية تدفع للنجوم الأجانب ليظهروا في برامجها، وقالت إنهم لا يدفعون أي مبلغ للنجوم الكبار الذين تلتقي بهم، غير أنه من الصعب جدًا الوصول إلى هؤلاء النجوم والحصول على لقاء معهم.
وأوضحت أن النجوم كلما قدروا عمل الإعلامي ومهاراته في المحاورة، وعرفته بعض الاستديوهات، تزيد فرص اللقاءات التي يمنحونها له، ويعتبرون أن تلك المقابلات جزء من الدعاية للفيلم.
قالت ريا في إحدى حواراتها إن بعض نجوم هوليوود يحبون إجراء الحوار معها، ويقدرون أنها من الشرق الأوسط. وكشفت أن النجم العالمي، جورج كلوني، طلبها بالاسم لكي تجري معه مقابلة في مهرجان “فنيس”، وهي كانت المقابلة الوحيدة له.
تعتبر برنامج “سكوب” ابنها الحقيقي وتقول ان خططها للمستقبل تتمثل في استمرار هذا البرنامج وتطويره، وهو أشهر وأنجح برامجها، تستضيف خلاله نجم عالمي بشكل أسبوعي، وهو ما جعله مميزًا عن غيره من البرامج. وتعتبر الإعلامية اللبنانية، أن هذا البرنامج هو “ابنها”، لذا فهي لا تفكر في التوقف عن تقديمه، مشيرة إلى أنها ترى أن البرنامج يمكن أن يعيش لثلاثين سنة، وربما أكثر، لأنه متجدد والمشاهدون يعشقونه.
نتمنى لريا ابي راشد استمرار النجاح فهي قصة رائدة حقيقية في مجالها وماتزال إلى اليوم ملهمة أجيال يحلمون بالوصول إلى ما وصلت إليه.