القاهرة: حنان سليمان
لأكثر من ست سنوات هي فترة تنظيمه لمسابقات في مجال الأمن الإليكتروني، ومعتز صلاح يرى قاعدة تنمو من التقنيين الماهرين في العالم بعضهم معروف لدى شركات مثل “فيسبوك” و”تويتر” لاكتشافهم ثغرات في مواقعها، يقابلها من الجهة الأخرى شركات ترغب في توظيف هذه المهارات لكنها لا تعرف طريقهم ولم تسمع عنهم. هذه الفجوة التي يقدر البعض أن تصل إلى 6 ملايين وظيفة خالية تبحث عمن يشغلها في 2019.
ترجع هذه الفجوة، في رأي معتز، إلى مشكلتين؛ أولهما افتقار الشركات لنظم تقييم المتقدمين لوظائف الأمن الإليكتروني واعتمادهم على المقابلات الشخصية وقياس المهارات الكلامية فحسب دون المهارات الفنية وهي الأهم. وثانيهما أن الثقافة السائدة في بلدان كثيرة وخاصة الدول العربية، هي توظيف أصحاب الشهادات ومن أنهى دراسته الجامعية في حاسبات ومعلومات أو هندسة اتصالات في حين أن هذه المهارات التقنية كثيرا ما تتوفر لدى الشباب الصغير ممن يطلق عليهم مهاويس التكنولوجيا Geeks، لهذا كان التوظيف في هذا المجال مقتصر على دوائر الثقة وسمعة المعاهد والمؤسسات المتخصصة بالمجال دون اختبار خريجيها بشكل جدي.
في بداية العام الجاري، أطلق معتز منصة Cyber Talents من مصر لسد فجوة التوظيف في مجال الأمن الإليكتروني على مستوى العالم وهو مجال مربح للعاملين فيه حتى أن بعضهم يحقق ثروات طائلة رغم سنه الصغير. جمع معتز 5 آلاف دولار عبر حملة تمويل جماعي أطلقت على منصة “ذومال” كان غالبية مموليها أجانب. توفر المنصة تقييمات فنية عملية من خلال تحديات وأسئلة ومسابقات يجيب عليها المتخصصون بالمجال ليحصلوا بعدها على نقاط ويتم ترتيبهم على مستوى الجامعة والدولة ثم العالم، وهي تشبه منصة “هاير هنت” للتوظيف لكنها متخصصة في مجال الأمن الإليكتروني. تستطيع الشركة أو صاحب العمل بدوره بعد التسجيل بالمنصة أن يبحث في المجال المحدد الذي يرغب في التوظيف فيه ليجد من قاموا بحل تحدياته ويبحث فيهم عن الأنسب له.
يقول معتز، المدير التنفيذي للمنصة: “المسابقات التي كنا ننظمها للطلبة والخريجين في المؤتمر السنوي الذي يقام على مدار يومين أفادت البعض واستطاع فائزون فيها الحصول على وظائف جيدة في الخارج في شركات مثل سيمانتك وكاسبرسكي. أوقفنا هذه المسابقات في 2015 ونقلنا تحدياتها إلى المنصة لإفادة أكبر عدد ممكن من الشركات”.
تركز المنصة على الولايات المتحدة باعتبارها السوق الأكبر للأمن الإليكتروني إذ تضم وحدها نحو ربع الوظائف المتاحة. ورغم وجود العديد من البرامج والمسابقات إلا أنه لا يتم التخديم عليها للتوظيف. يضيف معتز: “وكالات التوظيف في أمريكا عادة ما تأخذ راتب شهرين أي ما يقرب من 6 آلاف دولار لتوظيف شخص واحد في هذا المجال. السوق كبير هناك خاصة وأن التوظيف لا يقتصر على أبناء البلد، لكن ربما يتغير الوضع مع رئاسة دونالد ترامب”.
للشركات، توفر المنصة خدمتين هما تقييم مرشحين لديهم بالفعل وهي المرحلة الأولى التي ستبدأ في فبراير القادم على المنصة ترسل فيها الشركة التحديات المطلوبة، من إجمالي 100 تحدي سيكونوا متاحين، للمرشحين الذين ترغب في اختبارهم وتدفع 5 دولارات عن كل دعوة تحصل بعدها على تقرير كامل على نجاحاته وإخفاقاته. أما الخدمة الثانية فهي توظيف المهارات من خلال المنصة والتي سيتم إطلاقها نهاية العام القادم، بينما يمكن للعاملين في مجال الأمن الإليكتروني التسجيل حاليا في المنصة وخوض التحديات. وفي يونيو الماضي، فازت الشركة بفترة احتضان لدى مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال في مصر.
تتيح المنصة أيضا للجامعات إنشاء حسابات مجانية عليها بحيث يتم تنظيم مسابقات للطلبة تستفيد منها المنصة أيضا في التعرف على المهارات المتوفرة. ويخطط مؤسس المنصة لتنظيم فعاليات ومسابقات بجوائز مالية كبيرة تستقطب أفضل المتخصصين بالمجال للمشاركة من أي دولة في العالم. يقول معتز: “نظمنا مسابقة في أبريل الماضي في دبي بلغت قيمة جائزتها 25 ألف درهم وشارك فيها أفراد من انجلترا وروسيا وفرنسا والسودان”.