القاهرة: حنان سليمان
لاحظ عاملون في مجال أمن المعلومات بعض المشاكل التي اعترضت الاتصالات المشفرة عن طريق الانترنت في مصر واتصالات بأساليب أخرى تستعملها الشركات لربط فروعها ببعضها البعض بالإضافة لأساليب التحكم في السيرفرات أو الخوادم والتواصل الذي يجري في هذا الإطار وتعرض كل ذلك لعمليات قطع تظهر بوضوح في بعض الأوقات وتخفت في أوقات أخرى، وذلك خلال العام الحالي بشكل أساسي.
كان هذا الموضوع هو محور محاضرة أحمد مكاوي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “سبيرولا سيستمز“، في التجمع السنوي للعاملين في مجال أمن المعلومات بالقاهرة Cairo Security Camp، والذي عقد الأسبوع الماضي في أحد فنادق القاهرة للعام السابع على التوالي.
وكانت شركات الاتصالات المصرية قد قطعت خدمة الانترنت إبان الثورة المصرية في يناير 2011 لمدة يومين بالتزامن مع قطع خدمة الاتصالات على الهواتف المحمولة.
وقال مكاوي لـ”انتربرونور العربية”: الانترنت لم يعد خدمة كمالية. لو انقطعت الخدمة يومين سيؤدي هذا إلى كارثة اقتصادية. ما يحدث الآن حجمه كبير لكن المستخدم العادي ربما لا يفهمه لكن المشكلة هذه المرة لم يعرفها الجميع مثلما كان الوضع في 2011 لأن القطع لم يحدث لمواقع كبرى يدخل عليها المستخدم المصري بشكل معتاد مثل “جوجل” أو “فيسبوك”، وإنما هي واضحة لمن يدخل على مواقع برمجة مثل “لارافيل” ومواقع صحفية مثل “العربي الجديد”. وأضاف أن المستخدم العادي داخل مصر سيجد أثر هذه المشكلة في عدم قدرته على الدخول لمواقع معينة أو بطئها في الفتح بدرجة تجعلها غير قابلة للاستخدام.
وقال مكاوي: لا توجد قاعدة لإغلاق المواقع. الموضوع فيه من “يشد الكبس” ويجعلني غير قادر على الوصول للخوادم التي أتحكم فيها لأحل أي مشكلة، فالإغلاق يتم على مناطق جغرافية بأكملها لبعض الوقت فيحجب عشرات الآلاف من المواقع عن مصر رغبة في الإغلاق على موقع واحد بعينه ولكن يصعب استهدافه وحده. هذا ما حدث مع موقع “العربي الجديد” على سبيل المثال والذي كان مستضافا على Content Delivery Network فحجب 50 ألف موقع منها مواقع مغنيين وبرمجة وألعاب. ربما يكون هذا ناتجا عن خطأ غير مقصود من الجهة التي تقوم بالقطع، ربما لا تدرك اتساع نطاق تأثير ما تفعله وربما يكون الأمر مقصودا.
وأشار مكاوي إلى تأثير هذا القطع على عمل الشركات المتخصصة في مجال أمن المعلومات موضحا أن هناك تأثير مباشر وغير مباشر. وقال إن التأثير المباشر يتمثل في خسارة مالية وخسارة عملاء وهو ما حدث مع شركته التي تملك سيرفرات ولديها عملاء في الخارج ولم تتمكن من التواصل معهم بشكل فعال والقيام بالمهام المطلوبة في الوقت المناسب بسبب عدم القدرة على الدخول على المواقع أو الاتصال بالخادم. وذكر لـ”انتربرونور العربية” أن أحد مواقع التجارة الإليكترونية في الخارج والذي يقدر حجم التعاملات عليه بآلاف الدولارات يوميا، وقع لمدة يومين بسبب عدم استطاعة شركته المسئولة عن إدارة سيرفر هذا الموقع، التحكم فيه.
أما التأثير غير المباشر، كما يبين مكاوي، فهو سمعة الشركات المصرية العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات التي عاد العملاء الأجانب ينظرون لها على أنها لا يمكن الاعتماد عليها لأنها قد تختفي في أي لحظة وتعجز عن التدخل لإنجاز عملها، وهي الصورة التي رسخت في الأذهان عقب قطع الانترنت في 2011، خاصة وأن جهات دولية تتحدث عن المشكلة صراحة في ظل صمت مصري.
وكان المرصد المفتوح لتدخلات الشبكة Open Observatory of Network Interference (OONI) قد رصد في تقرير له نهاية أكتوبر الماضي ما يحدث من تلاعب وحجب لبعض المواقع في مصر.