“حمدان بن عويِّد البدر”، رجلُ أعمال سعودي طموح، يرى في إيجاد الحلول والابتكار متعةً لا حدود لها، وفي الإصرار والتحدي رفيقين دائمين له طيلة مسيرته، من أبناء محافظة سكاكا في منطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية، أنهى دراسته الجامعية في مجال الكيمياء ثم التحق بوظيفة نوعية في وزارة الداخلية في مجال الأدلة الجنائية لمدةِ ثمانية عشر عاماً، ليتفرغ بعد ذلك للعمل التجاري وعالم الأعمال، كانت له محاولات فريدة من نوعها لتأسيس بعض المشروعات والأعمال التجارية، لم يكتب لها جميعاً النجاح بادئ الأمر، إلا أنه اتخذ من تلك المحاولات محطة له للتعلّم واكتساب المزيد من الخبرات، ونجح بامتياز في تأسيس وإدارة عدة شركات يُشار إليها اليوم بالبنان وفي عدة قطاعات مختلفة .
لماذا سعيت للعمل الحر؟
كان العمل الحر والتجارة هاجساً لديّ منذ بداية مرحلة الشباب، وتنامى شيئاً فشيئاً في الفترة التي أعقبت الدراسة الجامعية، ومع تزايد الخبرات والمهارات الحياتية؛ أصبحَ الهاجسُ رغبة ملحة وطموحاً أسعى له وأنا في وظيفتي الحكومية، والتي كانت محطة مهمة بالنسبة لي، فأنا أعتقد أن الوظيفة في المراحل الأولى من حياة الشاب هامةٌ جداً، فهي توفر له في الغالب حياة كريمة مستقرة وفي نفس الوقت تمنحه الفرصة للتعرف على الذات والتطوير وتنمية المهارات والقدرات، وبالرغم من ذلك أدركت أن الحرية المالية والاستقلال المنشود لن يتحقق بالوظيفة فقط، فبدأت مبكرا بالاهتمام بالأعمال والتعرف على الفرص المتوفرة والتي تتناسب مع حجم مهاراتي التي اكتسبتها وإمكانياتي التي أحظى بها .
ـ كيف كانت خطوتك الأولى لعالم الأعمال ؟
كانت الانطلاقة في عام 1991 بتأسيس مفهوم (Concept) جديد للمأكولات الصينية وتأسيس العلامة التجارية ” كانتون”، والذي يعد باكورة العلامات التجارية الناجحة لشركة “دار الضيافة”. ومن أوائل المطاعم الصينية في المملكة. الذي يقدم الأطباق الصينية الغنية بنكهاتها ومكوناتها على الطريقة السريعة.
ما هي المراحل التي تلت تأسيس مطعم “كانتون” ؟
استمرت هذه المرحلة للعلامة التجارية “كانتون” قرابة الخمسة عشر عاماً، وبكثير من العمل والجهد الدؤوب والبحث والتطوير، تحققت نجاحات أخرى، وبدأنا بالتفكير ودراسة عملية تطوير العلامة التجارية، والتوسع، لابتكار المزيد من العلامات التجارية السعودية في مجال المطاعم والأغذية، ليتحقق لنا ذلك ويتم تأسيس شركة دار الضيافة القابضة كإحدى الشركات التجارية السعودية الرائدة في مجال إدارة وتشغيل المطاعم والمقاهي، والتي أصبحت تملك سبعة علامات تجارية مميزة في هذا المجال منها (6) علامات تجارية ذات فكرة سعودية خالصة 100 %، فبالإضافة إلى مطعم “كانتون” للمأكولات الصينية، تم افتتاح مطعم “سزلرهاوس” الذي يجمع في تنوع فريد للأطباق الغربية والإيطالية والصينية، ويتمتع بمستواه الرفيع وأجواءه الرائعة، ترافق ذلك مع مطاعم”تاكوهت” للوجبات المكسيكية، بالإضافة إلى مطاعم “روماوَي” التي تمتاز بالأطباق الإيطالية الشهيرة، وصولاً للعلامة التجارية ” شاورماريتو” والمقهى المتميز ” أرومة القهوة” بالإضافة إلى حيازتنا على الامتياز للعلامة التجارية الشهيرة “سينابون ” داخل المملكة .
ما حجم انتشار العلامة التجارية وهل تخطط لانتقالها خارج المملكة؟
مسيرة الشركة تمتد لما يقارب الخمسة وعشرون عاماً، وستحتفل “دار الضيافة ” باليوبيل الفضي خلال عدة أشهر قادمة، حققنا خلالها نمواً رأسياً وأفقياً في مجال الأغذية والمطاعم والمقاهي، لتصل اليوم شبكة فروع الشركة بكافة علاماتها التجارية لأكثر من 225 فرعاً، وفي غالبية مدن ومناطق المملكة العربية السعودية، وتواجدنا في جمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى أنه قد تم اكتمال تأسيس نظام “منح حقوق الامتياز” للعلامات التجارية المملوكة لدار الضيافة، ونحن الآن بصدد دراسة منح بعض المستثمرين الراغبين بهذه الحقوق في عدد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا ووصولاً للعالمية .
ما هي التحديات التي واجهتك ؟
لاشك أنه لا نجاح دون تحديات وصعوبات، فالتحديات هي امتحانات من نوع آخر، وأؤمن شخصياً بأن التحديات بقدر كونها “محن” فهي في ذات الوقت منح وفوائد، ومحطات غنية بالمعرفة والخبرة، تتطلب منك أن تجتهد وتستعد للبحث عن البدائل والحلول .
في طريق الأعمال كما يعلم الجميع صعوبات وعوائق لا تلبث أن تزول، وقد واجهتُ أسوة برواد الأعمال عدداً منها، أذكر منها قضية توفير الكوادر البشرية المتخصصة في مجال المطاعم والخدمات، فهي غير متوفرة محلياً، فكان لابد لنا أن نستقدمها من الخارج وكان هذا الأمر بالغ الصعوبة لأسباب كثيرة لا يدركه إلا من كان في حاجته .
وكيف تغلبت عليها ؟
ما زلنا نقوم باتخاذ وتطبيق عدد من الحلول والبدائل المتاحة، حيث كانت الحلول في البدايات ضعيفة وبطيئة، ومع أن بعض العوائق والصعوبات التي واجهتنا سابقاً بدأت بالتراجع بشكل نسبي في السنوات الأخيرة، إلا أننا مازلنا نأمل أن تسلط الأضواء على كافة التحديات التي تواجه الشركات الوطنية ورجال الأعمال تماشياً مع برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة القادمة 2030 .والتي نتفاءل بها كثيرا وما ستحققه المملكة من خلالها في كافة الأصعدة .
كيف استطعت المنافسة وسط العلامات التجارية الأجنبية الشهيرة ؟
كانت المنافسة تحدٍ حقيقي بالنسبة لنا منذ البدء، ولكننا ومن خلال منهجية ومحددات وضعناها لهذه العلامات التجارية استطعنا المنافسة ومجاراة كثير من العلامات التجارية الأخرى وتكوين صورة إيجابية.
كان ذلك عن طريق الاجتهاد في تأسيس أنظمة وبنية تحتية قادرة على المنافسة، وتقديم منتجات ذات جودة عالية بقيمة تنافسية وانتقاء مفاهيم لا تتنافس مباشرة مع المنتج الأجنبي كأسلوب الطهي التقليدي مع الخدمة الذاتية السريعة (Fast casual)، أيضاً إمكانية تطوير منتجات لتتناسب والأذواق المحلية؛ كوننا لسنا مرتبطين بشروط صاحب امتياز أجنبي، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب البشري في معادلة النجاح.
كسب رضا العملاء يتطلب مجهودات كبيرة ؟ كيف تغلبت على هذا ؟
بالتأكيد إن العملاء هم المستهدفين من قبل أي عمل تجاري، لذا كان لابد من معرفة العميل أين هو؟ وماذا يحتاج؟ وماذا يريد؟، فإن لم تستطع إرضاؤه فغيرك سيفعل، وقد اعتمدنا في مجال الأغذية والمشروبات على تحقيق الخدمة المميزة، والجودة العالية، والسعر التنافسي لكسب رضا العملاء واستحسانهم، وليكونوا هم سفراءنا.
وبالمناسبة فإن دار الضيافة كانت أول شركة مطاعم سعودية تحصل على شهادة (ISO 22000) العالمية للجودة. فنحن نقوم بتطبيق معايير الجودة العالمية في كافة مجالات عملنا، ونسعى بكل حرص لتحسين أنظمتنا التشغيلية والإدارية وفق المتطلبات العالمية للجودة.
هل استفدت من البرامج الحكومية الداعمة لرواد الأعمال ؟
الجهود والبرامج المخصصة لروّاد الأعمال متعددة ومتنوعة وميسرة نوعاً ما هذه الأيام من عدد من الجهات الحكومية وقطاع البنوك والصناعة والتجارة والاستثمار إلا أنها لم تكن متوفرة في بداياتنا بهذا القدر ولكني احث روّاد الأعمال والشباب الطامحين للاستفادة منها حاليا بحسب الاحتياج والفائدة المرجوة .
ما هي طموحاتك المستقبلية ؟
أرجو من الله أن أكمل مسيرتي في نفس المجال لبناء واحدة من أكبر المجموعات التجارية الخدمية في مجال الضيافة في المنطقة وأنا الآن أكرّس جهدي لبناء شراكات وتحالفات متميزة تصب في مصلحة المستهلك والمستثمر في هذا القطاع على حد سواء لتصبح إضافة متميزة في الأسواق المحلية .
كيف ترى حركة ريادة الأعمال في المملكة ؟
أشعر بان هناك رغبة كبيرة لدى الشباب تأسيس أعمالهم وهذا مؤشر جيد يؤدي إلى خلق وظائف لا تعتمد على الوظائف الحكومية ولكني لا أشجع الشباب على خوض التجربة التجارية مبكرا حتى نقلل من الخسائر . أنا أنصحهم بالالتحاق بالشركات الأخرى ليكون لديهم متسع من الوقت لترتيب أوراقهم وكسب الخبرات والمعارف.
ما تزال الوظيفة الحلم الأول لدى الشباب، فكيف ترى هذه المشكلة ؟
لا أرى في ذلك مشكلة بالإجمال، أنا شخصياً عملت موظفاً لمدة ثمانية عشرعاماً، وكما ذكرت فهيَ فرصة لتطوير الذات والبحث عن الفرص، وتُوفِر البيئة المناسبة لارتقاء سلم التعلم والخبرات، وستكون أداة بناء وقوة، حتى تلوح الفرصة المناسبة ويكون الشاب قادراً على التعرف عليها واقتناصها، أما إذا كانت الوظيفة ركود واستكانة فهي مرفوضة ولن تخلق نجاحات.
بوكس:
حصلت شركة “دار الضيافة” على عدة جوائز محلية ودولية منها :
- إدراج “دار الضيافة” ضمن أبرز 50 علامة تجارية في المملكة العربية السعودية في المرتبة الخامسة عشرة.
- الجائزة الماسية الدولية للتميز في الجودة من الجمعية الأوروبية لأبحاث الجودة (ESQR).
- جائزة الجودة العالمية عن الفئة الذهبية التي تمنحها منظمة اتجاهات مبادرات الأعمال(BID).
- الجائزة الذهبية للجودة من جمعية (OMAC) الفرنسية للإدارة والاستشارات في الجودة والتميز في الأعمال.
- الجائزة الذهبية (The BIZZ) من الاتحاد الدولي للأعمال (WORLDCOB).
- جائزة أفضل عشر شركات سعودية في توفير افضل بيئة عمل للأجانب من وزارة العمل المصرية.
- جائزة قمة النجاح لرواد الأعمال من الاتحاد الدولي للأعمال (WORLDCOB).
- رجل أعمال العام 2016، وذلك في احتفال KSA Enterprise Agility Awards
- جائزة الهيئة الملكية للجبيل وينبع لأفضل مطعم لعلامتنا التجارية مطعم “سزلر هاوس”.
إضافة إلى مجموعة من شهادات الشكر والتكريم من جهات رسمية وأهلية عديدة.