القاهرة – ايمان مصطفى؟
نجحت منصة حجز مواعيد الأطباء “فيزيتا” Vezeeta في جذب استثمار الجولة الثالثة بقيمة 5 ملايين دولار، بقيادة شركة رأس المال الخليجية “بيكو كابيتال“، بالتعاون مع كلٍ من “فوستوك نيوفينتشرز” الهولندية، و”صندوق تنمية تكنولوجيا المعلومات” المصريTDF و”سيليكون بادية” الأردنية.
لا يعد ذلك الاستثمار الأول لكلٍ من “سيليكون بادية” و”صندوق تنمية تكنولوجيا المعلومات” في فيزيتا، إذ تشاركت الجهتان أيضًا في استثمار الجولة الثانية في أكتوبر 2014.
أما الصندوق فهو أقدم مستثمري “فيزيتا”، إذ كان قد ضخ استثمار الجولة الأولى منتصف 2012، بقيمة 8 ملايين جنيه مصري (حوالي 800 ألف دولار). وبذلك يصبح الصندوق أكبر المستثمرين في “فيزيتا”، بإجمالي 3.4 مليون دولار، على مدار الأربع سنوات الماضية.
أطلق “فيزيتا” كلُ من أمير برسوم وأحمد بدر؛ منتصف 2012، كتطبيق على الويب والمحمول لنظامي التشغيل “أندرويد” و”iOS”، يهدف لخلق أول مجتمع إفتراضي طبي متكامل.
وتتاح خدمات “فيزيتا” بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية. وتتوفر خدمة الحجز مجاناً للمريض، أما الطبيب فعليه أن يدفع نسبة من الحجزلكل مريض يحجز من خلال “فيزيتا” كرسوم إشتراك.
ويكثف برسوم وشريكه الآن مجهوداتهما في سبيل التوجيه الأمثل لمبلغ التمويل الأخير، إذ يستعدان لإطلاق خدمة جديدة تحفز أداء “فيزيتا”، والتوسع إلى المحافظات الكبرى في مصر، ثم التوسع إلى دول الخليج العربي انطلاقًا من السعودية والإمارات، وزيادة عدد الحجوزات التي تُجرى على الموقع إلى 100 ألف حجز، وزيادة عدد الأطباء إلى 6 آلاف خلال فترة لا تزيد عن 8 أشهر.
وبطبيعة الحال، ثمة أسرار جذبت شركات الاستثمار لتمويل “فيزيتا”، أهمها ما قد يوصف بخلطة النجاح الريادية، التي تجمع بين مثابرة المؤسس وقدرة فريق العمل على الإنتاج، وفاعلية نموذج العمل.
هذا ما أكده إميل قبيسي، الشريك الإداري في “سيليكون بادية”، في تصريحاته الخاصة لـ” انتربرنور العربية” قائلًا: “أخذت “فيزيتا” على عاتقها مهمة رقمنة زيارات الأطباء في مصر، والبالغ عددهم 180 مليون زيارة سنوية، ومنذ أن قمنا بقيادة جولة التمويل الأخيرة للشركة في 2014، أثبت نموذج العمل فاعلية تامة من جهة، وأثبت برسوم قدرات خاصة في التعامل مع التحديات والإصرار على مواصلة النجاح من جهة أخرى”.
أما الڨاروأبيلا،الشريك الإداري في “بيكو كابيتال”، فيقول: “أحد أهم أسباب استثمارنا في “فيزيتا”، نجاح فكرة المشروع في مخاطبة مشكلة حقيقية بالسوق المصرية، ألا وهي عدم وجود جهة توفر معلومات موثوقة عن الأطباء، بل وتتيح إمكانية الحجز أيضًا”.
ويتابع أبيلا: ” هذا بالإضافة إلى تحلي فريق العمل بالمثابرة والرؤية البعيدة الثاقبة، مما مكنّ الشركة من أن تصبح رائدة في مجالها، وهو الأمر الذي حمسّنا للاستثمار للمرة الأولى بقطاع الرعاية الطبية في مصر، أحد أكبر أسواق المنطقة في هذا المجال، وسعداء بدعم الشركة في خططها التوسعية بالمنطقة”.
“فيزيتا” بالأرقام
ولعل أرقام “فيزيتا”، من بين أهم عناصر جذب الاستثمارات الأخيرة، إذ شهدت المنصة انضمام 3 آلاف طبيب حتى الآن، و150 ألف مستخدم مسجل، يجرون 25 ألف حجز الاكتروني شهريا.
يُرجح برسوم، المدير التنفيذي في “فيزيتا”، خلال حواره الخاص لـ” انتربرنور العربية”؛ تلك الأرقام إلى: “مرونة “فيزيتا” في مساعدة المريض على أن يجد الطبيب الأنسب سعرًا والأقرب مكانًا، فضلاً عن أنه خلق وسيلة تفاعلية مباشرة تُمٌكن المريض من الإستفسار عن بعض الأسئلة التي قد يجدها محرجة كالسؤال عن طبيب أمراض نفسية أو جنسية”.
على صعيدٍ متصل، صاحب النمو في أرقام “فيزيتا” زيادة أيضًا في عدد الموظفين، “الذين تدرج عددهم من 3 في بداية الإطلاق، إلى 63 في 2014، وأصبحوا 130 موظفًا اليوم”، حسب برسوم.
تجربة الاستخدام
وقد تكون تجربة الاستخدام البسيطة، هي أحد أسباب نمو “فيزيتا”. فالعثور على طبيب لا يتطلب إلاتحديد التخصص والمحافظة والمنطقة ثم البحث. كما يتاح أيضًا البحث عن طبيب معين باسمه، لحجز زيارة طالما أنه مشترك بخدمات “فيزيتا”.
يظهر على المنصة المواعيد المتاحة لكل طبيب مسجل، فيحجز المريض مباشرة الموعد المناسب له، وتصله رسالة نصية بتأكيد الحجز، قبل أن يتصل به موظف خدمة العملاء للتأكيد النهائي.
كما يمكن للمرضى الإستفسار هاتفيًا عن أسعار زيارة الأطباء قبل الحجز من خلال خط ساخن 16676.
تسويق متشّعب
تتاح خدمة الاتصال الهاتفي للمرضى غير المتواجدين على الشبكة العنكبوتية، إذ تولي فيزيتا اهتمامًا كبيرًا لتلك الشريحة. وتقول الدراسات أن نسبة اختراق الانترنت في مصر تبلغ 40% من إجمالي سكانيها.
ورغم أن النسبة تعتبر جيدة جدًا مقارنة بسائر الدول العربية، ولاسيما مع وجود تعداد سكاني كبير في مصر، إلا أن “فيزيتا” تستهدف الوصول لكافة شرائح المستفيدين المُحتملين من الخدمة.
وفي سبيلها للوصول للمرضى “أوفلاين”، تشن الشركة حملات إعلانية على التليفزيون، بالإضافة إلى إعلاناتها المطبوعة داخل عيادات الأطباء المتعاقدين، وذلك بالتوازي مع الحملات التسويقية المدفوعة على شبكات التواصل الإجتماعي.
لعل نجاح “فيزيتا” يأتي مدعوماً بخلفية المؤسس التي تجمع بين العلوم والتكنولوجيا. فـبرسوم، هو مدير الإستراتيجيات سابقاً في الشركة لعالمية للصناعات الدوائية “أسترا زينيكا” AstraZeneca – الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
شغل برسوم أيضًا منصب مستشار إداري في “ماكنزي”، وهو خريج كلية الصيدلة وحاصل على ماجيستير إدارة الأعمال MBA من الجامعة الامريكية.
أيضًا دعم نجاح “فيزيتا”، وجود فريق عمل “يجمع بين الخبرة والحماس”، حسب تصريحات برسوم.
تضمن ذلك، الشريك المؤسس أحمد بدر، وهو أحد مؤسسي شركة “آي تي ووركس” ITWorx، إحدى الشركات الرائدة في المنطقة لتطوير البرمجيات المتخصصة، وفوزي أبو سيف مدير التسويق، والذي عمل سابقًا كمدير أول تسويق في شركة “فودافون مصر”. هذا بالإضافة إلى أشرف سامي المدير المالي، والذي شغل المنصب ذاته سابقًا في “موتورولا”.
فهل لتلك الخبرات التي يملكها المؤسسان، أن تدعم نجاح النسخة الخليجية المرتقبة من “فيزيتا”؟