**المصريون مهتمون بالإعلانات الإليكترونية ويثقون بإعلانات قطاعي التكنولوجيا والاتصالات عن الخدمات المالية
** 55 مليونا يستخدمون الانترنت و33 مليونا يستخدمون “فيسبوك” ويعتبروه المصدر الأول للأخبار والمعلومات والتعرف على المنتجات
القاهرة: حنان سليمان
طالب أحمد ناجي، رئيس مجلس إدارة شركة eMarketing Egypt، بإلغاء القيود المفروضة على الدفع بالدولار عبر البطاقات الإلكترونية بالبنوك، لافتا إلى أن أكثر المتضررين من هذا القرار هم المسوقين الذين يعملون بنظام حر والذين يمثلون نسبة كبيرة من قطاع العاملين في مجال التسويق الإلكتروني. وقال إن هذه الفئة لا تمتلك القدرة على تحويل عملة صعبة لخارج البلاد لتنفيذ الحملات من هناك مثلما تفعل الشركات الكبرى حاليا لتتجاوز الأزمة جزئياً، كما أنهم لا يمتلكون المقدرة المالية لفتح حسابات كبرى بالدولار بالبنوك المصرية، وهو ما يضطرهم للاعتماد على الحملات التقليدية التي تقوم على التوعية بالعلامة التجارية وليس حملات الأداء الفعالة مما يتسبب لهم بخسارة عملائهم فالعميل لم يعد لديه مساحة للمخاطرة ويرغب في حملة مضمونة النتائج توازي حجم استثماره في ظل ارتفاع التكلفة عليه.
وقال ناجي لـ”انتربرونور العربية”: ستؤدي أزمة الدولار ستؤدي إلى توجه المسوقين لإعلانات ذات تكلفة قليلة وعائد قوي سريع على المدى القصير أي ستأتي بالعميل للشراء وهي غالبا إعلانات السوشيال ميديا ومحركات البحث، بينما سيبتعدون عن إعلانات البانرات التي تهدف لبناء العلامة التجارية على المدى البعيد بشكل أكبر من الإتيان بالعملاء بخلاف أنها مكلفة.
وكانت شركة “eMarketing Egypt” أعلنت في مؤتمرها السنوي الأسبوع الماضي عن تقريرها السابع “رؤى التسويق الإلكتروني في مصر 2016” الذي يقوم بتحليل ودراسة مستخدمي الإنترنت في مصر واستكشاف سلوكهم لتوظيفه في إدارة حملات التسويق الإلكتروني.
وذكر التقرير أن عدد مستخدمي الانترنت في مصر يبلغ 55 مليونا أي أكثر من نصف السكان مقارنة بـ38 مليونا عام 2013، فيما أعرب 72% منهم عن عدم قدرتهم على العيش بدون الخدمة. وتحتل مصر المركز الثاني عشر عالميا والأول عربيا في استخدام موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي إذ يصل عدد مستخدميه إلى 33 مليونا 86% منهم يفتحوه بشكل يومي. ويأتي الحصول على الأخبار والمعلومات في مقدمة الأغراض التي يستخدم لأجلها المصريون موقع “فيسبوك” فيتصفحون الأخبار من مشاركات الأصدقاء والصفحات الإخبارية ومنها الصفحات والمجموعات المتخصصة في مجالات اهتماماتهم، يليه الحصول على نصائح أو عروض عن بعض المنتجات والخدمات، بينما يأتي التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والعائلة في المركز الثالث.
وفسر لنا أسامة البدوي، محرر التقرير، هذه النتيجة بثقة المصريين المتزايدة في دور موقع “فيسبوك” في حياتها بعد عام 2011، وتماشيا مع ذلك، بات البائعون حريصون على التواجد على مواقع التواصل وتحديث أخبارهم وعرض منتجاتهم على المستخدمين. وكان عدد مستخدمي “فيسبوك” في مصر عام 2010 يصل إلى 3,8 مليونا. وأوضح التقرير أن 88% من مستخدمي الإنترنت في مصر يتصفحونه باستخدام الهواتف المحمولة مع تربع هواتف “سامسونج” بنسبة 62%.
البحث والتواصل هدفان رئيسيان
ويأتي استخدام الانترنت بشكل أساسي في مصر للبحث والتواصل الاجتماعي بفارق بسيط بين استخدام محركات البحث ومواقع “فيسبوك” و”تويتر” و”لينكد إن”؛ فهناك 74% من العينة المستطلعة يبحثون عن معلومات مطلوبة في محركات البحث و72% يبحثون في مواقع التواصل الاجتماعي، وبنسبة أقل تصل إلى 56% يتابعون الأخبار والأحداث والفعاليات. وذكر التقرير أن غالبية مستخدمي الانترنت قد استفادوا من الخدمة في تحسين أنشطتهم الاجتماعية والتواصل مع الآخرين كما توصلوا لفرص ومصادر تعليمية أكبر كما تعرضوا لسلع وخدمات متنوعة وبالتالي كانت عندهم فرصة أفضل للاختيار، بالإضافة لحصولهم على المساعدة والدعم اللازم في حالات الطوارئ.
وأشار التقرير إلى أن 79% من مستخدمي الانترنت في مصر مهتمون بالإعلانات الإليكترونية و65% يرون أنها ملفتة للنظر، لكن 43% فقط يحبون متابعتها و26% فقط قد يثقون بها. وتأتي الإعلانات الإليكترونية لقطاع التكنولوجيا في مقدمة القطاعات التي تحظى بثقة المشاهد يليها قطاع الاتصالات ثم الفعاليات والترفيه وأجهزة المنزل، أما الإعلانات المتعلقة بالخدمات المالية فهي تحظى بثقة عدد قليل من المتابعين. وأوضح التقرير أن تفاعل الذكور يختلف عن تفاعل الإناث مع الإعلانات الإليكترونية إذ الذكور أميل للبحث عن المنتج أو العلامة التجارية محل الإعلان باستخدام محركات البحث أكثر من الضغط على الإعلان نفسه وهو ما تفعله الإناث.
وقال ناجي إن الثقة في إعلانات التكنولوجيا ترجع إلى شهرة وثقل العلامات التجارية العاملة في هذا المجال يليهم العلامات التجارية في مجال الاتصالات مقارنة بالخدمات الاقتصادية وخاصة اعلانات “فوركس” وغيرها من اعلانات المدفوعات من بنوك أو أي خدمات أخرى، مشيرا إلى أن العينة قالت رأيها في مدى الثقة في هذه الإعلانات وليس استخدام هذه الخدمات من عدمه.
اللافت أيضا في التقرير أنه بين أن استفادة مستخدمي الانترنت فيما يتعلق بالتعامل مع المنظمات خاصة كانت أو حكومية أو منظمات المجتمع المدني، تبلغ نحو 50% فقط، وهو ما يعني أن تلك المنظمات لا تجيد الوصول للمستخدم بالشكل الفعال بما يتوائم مع اهتمامات المستخدمين أنفسهم بالإنترنت.
مشروعات خيرية
وتعتبر مؤسسة “مرسال” مثال حي لمشروع خيري قام وموله المصريون عبر “فيسبوك” بشكل أساسي. تقول هبة الراشد، المؤسسة: “غالبية التبرعات التي ترد للمؤسسة تأتي من السوشيال ميديا لدعم مشروعات صحية وعلاجية ودعم اللاجئين”. لم ترغب هبة في نشر الكثير من الدراما والألم كعادة الإعلانات الخيرية بل غيرت رسالتها إلى “ابعت فرحة” واستهدفت متابعيها على صفحتها على “فيسبوك”، الذين يقتربون من 70 ألف اليوم، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى فساعدها أصدقاؤها وداعمون لجهودها حتى أصبحت المؤسسة تعمل اليوم بميزانية سنوية تصل إلى 12 مليون جنيه بالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي وحدها دون أي إعلانات تليفزيونية أو إعلانات صحف. مثال آخر لمشروع خيري ضخم ولد من رحم السوشيال ميديا هو مستشفى 25 يناير الذي بدأه الصحفي المصري محمد الجارحي بعد الثورة المصرية ويتوقع أن يتم افتتاحه في يناير القادم.
وأجريت الدراسة على نحو عشرين ألف مستخدم للانترنت في مصر تم اعتماد إجابات 3273 منهم في الدراسة للوصول للنتائج. ويقدر هامش الخطأ بـ2,5%.