entrepreneuralarabiya – حسن عبد الرحمن – رئيس التحرير
ليس مفاجئاً أن يطلق العبار منافساً لتطبيق واتس آب الشهير، فلقد عوّدنا على مشاريعه الريادية المبتكرة والتي تأتي تلبية لاحتياجات ملحة في بيئة أعمال المنطقة.
إعلان العبار مؤخراً إطلاق خدمة تراسل هاتفي جديدة خاصة بمنطقة الشرق الأوسط. هي مبادرة قد تكون مقدمه لسحب البساط من تحت أقدام عمالقة التقنية الذين يتحكمون بعالم الديجتال وما يتبعه، من سيطرة على أموال الإنفاق الإعلاني في أسواقنا الإقليمية.
في رأينا أن قرار العبار الأخير يأتي كجزء من استراتيجية ممنهجة لبناء منصة للتجارة الإلكترونية في العالم العربي، من ضمن خطة واضحة للتواجد القوي في عالم الديجتال.
قبل ذلك أكد العبار استهدافه الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، من خلال الشباب دون سن 25 وهي الفئة التي يتزايد انتشارها وتوسعها بشكل أكبر على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي مستقبلاً، كما أنه يحاول قيادة مجموعة من المستثمرين العرب، لتأسيس أكبر صندوق للاستثمار في مشاريع التكنولوجيا في العالم العربي، يستهدف هذا الصندوق جمع مليار دولار تخصص لمشاريع ريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا، وأحد أهدافه خلق اقتصاد تشاركي جديد للمنطقة العربية ككل.
كل ماسبق يأتي في سياق واحد هو لعب دور جدي في منافسة عمالقة التكنولوجيا الرقمية في المنطقة وعدم ترك سوق تضم أكثر من 250 مليون شاب عربي، تحت هيمنة شركات عالمية تتحكم بالإنفاق الإعلاني العالمي. يتجاوز الإعلان الرقمي منها 700 مليون دولار في 2017. هذا الدور من شأنه بقاء ميزانيات الإنفاق الإعلاني المحلية في أسواق المنطقة ونضمن عدم خروجها إلى ميزانيات غوغل وفيس بوك وغيرها من منصات الإعلان الإلكتروني العالمية.
من هنا تأتي أهمية الخطوة التي أطلقها العبار والتي تمهد للتخفيف من سيطرة عمالقة الديجتال العالميون على سوق المنطقة الإعلاني، الذي يصل إلى قرابة 3،5 مليار دولار يتوقع زيادته إلى 4 مليارات مع انتعاش الاقتصاد المتوقع.
تشير التقديرات أن يصل مستخدموا الإنترنت في المنطقة إلى 197 مليون مستخدم بحلول العام 2017″. معظمهم من الشباب وهي الشريحة التي يتوجه اليها العبار.
في نظرة سريعة على ما يحصل اليوم في سوق الإعلان عندنا نلاحظ افلاس متدرج لشركات – الميديا – واختفائها، وهذا يؤكد مدى أهمية قيام كيان من الشركات المحلية الكبرى في المنطقة يقود السوق بطريقة أكثر استقلالاً.
خطوات استراتيجية مماثلة كهذه قد تنقذ أسواقنا من هيمنة شركات الإعلانات العالمية.
إلى أن نشهد تفعيل سوق إعلاني إقليمية محلية فعّالة، تشير تقارير إلى أن أصحاب وسائل الإعلام التقليدية وخاصة ناشرو الصحف والمجلات اللذين يكافحون من أجل الحفاظ على بقائهم، لن يكون بمقدورهم الاستمرار في رسالتهم الإعلامية بنفس الفعالية، وسنشهد اختفاء بعض هذه الكيانات بالتتابع، ومؤخراً سجلت تقارير أن حوالي النصف من ثلاثين شركة عاملة في الخليج، فقدت إيراداتها المعتادة من السوق في العام الماضي. مع ما لذلك من تأثير سلبي على الثقة في بيئة الأعمال الخليجية والعربية. قد نشهد انسحاب وإفلاس شركات مهمة في مناطق الإعلام الحرة في الإمارات وغيرها من دول المنطقة. هي اليوم شركات توظّف كوادر بشرية وتنفق عشرات ملايين الدولارات في أسواقنا المحلية.
هل تنقذ مبادرة العبار بعد تنفيذها دور النشر المطبوعة والديجتال وشركات الإعلان من سيطرة منصات التجارة الإلكترونية العالمية ؟
نأمل أن تتقدم هذه المبادرة بقوة لما لها من أهمية من وقف نزيف وهجرة ميزانيات الإعلان التي تنفقها شركاتنا إلى منصات الكترونية عالمية مثل غوغل وفيس بوك وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي العالمية.