الدوحة – خاص
بقلم – محمد معتز الخياط – رئيس مجلس إدارة أورباكون للتجارة والمقاولات
السوق ليست سيارة فارهة نقودها كيفما نشاء وبالسرعة التي نريد سواء في الصيف أو أثناء الثلوج أو تقودنا هي كيفما تشاء مهما كانت سيارة متطورة. السوق سواء كانت عقارات وإنشاءات وتطوير، تسويق، مال وبورصة، ومهما كانت، هي عمل مشترك جماعي لكن بالتأكيد لها موجبات ونتائج يتعين علينا أن نتدارسها ونلحظها بشكل جيد.
غالبا ما نسمع عن “صعود السوق أو هبوطها” وكأن السوق شخص يصعد ويهبط بمزاجه ومتى يشاء بشكل مزاجي وحسب أحوال الطقس. لو ألقينا نظرة على أحوال السوق في بلد غربي مثلا والباحثين الذين يقومون بتحليل السوق ومتغيراتها لوجدنا أنهم يربطون حركة السوق بظروف عديدة منها الثقافية والصحية والاجتماعية والأزمات، وليس فقط حجم وقيمة العملة أو حجم الاستثمارات.
إذن، هي سلسلة من الظروف المترابطة في قطاعات عديدة ونجاح كل قطاع يحتّم نجاح السوق وحصول خلل واحد في هذه السلسلة من شأنه أن يؤدي إلى هبوط السوق. إذا حصل إعصار وكانت البنية التحتية متماسكة قوية والقطاع الصحي موجود على مدار الساعة وتم في النهاية تقليل حجم الخسائر فإن السوق لن تتعرض لخسائر كبيرة.
وقد يقول أحدهم “لن أستثمر..السوق ضعيفة”. ما ذنب السوق ؟! لماذا لا تشارك بقوة وتبدأ قصة نجاحك من الصفر؟! من هنا أقول إن تطور ونجاح السوق هو همّ وعمل جماعي وليس بطولة لأحد وإنما الجميع يشارك فيه ويتحمل مسؤولية النجاح أو التراجع.
الخلاصة التي أريد الوصول إليها أن منطقتنا بشكل عام مقبلة على تحديات كبيرة جدا وهذا ما يقوله أغلب الباحثون والعارفون بالشأن العام، والاقتصاد القوي هو وسيلة من وسائل مواجهة التحديات مهما كانت عاصفة.
إن المتغيرات العالمية القادمة على مختلف الأصعدة قوية ولن تقف إلا أمام الاقتصادات القوية. كل يوم نشهد ثورة جديدة في عالم التكنولوجيا والطب والبناء والفنون، والسؤال الكبير الذي يجب أن نسأله هل نحن جزء من هذا التطور الحاصل أم متابعون له فقط ؟ الإجابة على هذا النوع من الأسئلة يمكن أن تساعد كثيرا في تقييم مدى معرفتنا العلمية للسوق ونجاحنا في قيادتها جماعيا لكي تبقى بصحة جيدة.