القاهرة – حنان سليمان:
عادة ما تواجه المرأة تحديا في شركتها أو مشروعها الناشئ بعد الزواج أو الإنجاب في ظل حرصها على إحداث التوازن بين متطلبات كل منهم، ولكن أن تبدأ المرأة شراكة مع زوجها في مشروع جديد يشعران بالشغف تجاهه فيجعلهما مقبلين على خوض المخاطر حتى تركا لأجله عملهما الروتيني ذي الدخل الثابت ليتفرغا للمشروع ويصنعا نجاحه في السوق وقبله في البيت في وقت كانت تستعد فيه لوضع طفلها الثاني، فهذه قصة تُروى، وهو ما فعلته هبة الأعصر، العضو المؤسس والمدير التنفيذي لشركة Packwell Packaging Professionals الأسبوع الماضي حين صعدت إلى منصة القاعة في أحد فنادق منطقة التجمع الخامس بالقاهرة لتتحدث عن قصتها كرائدة أعمال وأم ناجحة في ملتقى Mompreneurs.
تملك هبة خبرة طويلة تتجاوز عشر سنوات في مجال أبحاث المستهلك، وكان عملها تقليديا في أوقات ثابتة لم يسمح لها بأن تذهب كثيرا لممارسة الرياضة كما تتمنى. وأتى الزواج ليضع المزيد من المسئوليات على امرأة احتل العمل أولويتها في الحياة فلم تحط كثيرا بالمهام المنزلية وكيفية أدائها.
تقول هبة: قمامة المنزل كانت سببا للخلاف الدائم بيني وبين زوجي، فأنا أجهز له كيس القمامة ليذهب به إلى الصندوق العمومي، وأثناء الحركة يُقطع الكيس فتسقط القمامة منه على ملابس زوجي ثم إلى أرض المنزل مما يضطرني إلى تنظيفها.
من هنا ظهرت لهما الحاجة إلى منتجات بلاستيكية عالية الجودة للاستخدام المنزلي. وبدأ الزوجان في عام 2013 خط إنتاج شركتهما “باك ول” بأكياس القمامة برأسمال بلغ نصف مليون جنيه مصري من الزوجين ثم زاد عدد الشركاء إلى ستة ثم ثمانية وهم من المشترين الذين أعجبوا بالفكرة والمنتج الذي يحتاجه السوق وتحمسوا له ولمن يقف وراءه.
تقديم منتج مختلف
كان التركيز كله عند إطلاق المنتج على جودته ولهذا لم يتم توظيف أحد في بداية انطلاقة الشركة وتولت هبة وزوجها أمور المبيعات والحسابات والتوريد ومراجعة العقود. واليوم، كبر الفريق ليضم ثلاثة موظفي مبيعات ومحاسبين وسائقين اثنين. أما المنتجات فقد زادت إلى خمسة لتضم الورق الأبيض الشفاف السترتش للف الأطعمة وألومنيوم فويل وحقائب الساندوتشات ومفارش السفرة.
تقول هبة لـ”انتربرونور العربية”: “نحن دائما نبحث عن ابتكار نقدمه في كل منتج جديد نصنعه. هناك الكثير من المنتجات المنتشرة في الخارج التي تسهل الحياة اليومية لكنها لا توجد عندنا في مصر”.
من هذه الابتكارات، وضع شريط أحمر على أكياس القمامة ليسهل حملها، والإغلاق المزدوج المحكم لحقائب الساندوتشات لكي لا تسرب سوائل من داخلها أو يدخلها الهواء من الخارج فتفسد الأطعمة بداخلها أو يتغير لونها، والورق الشفاف الأبيض السترتش الذي وضع له قاطع بلاستيكي على العلبة لتمريره عليه وقطعه بسهولة. أيضا، مفارش السفرة الملونة التي أنتجتها الشركة للاستخدام مرة واحدة وكله بسعر منافس في السوق المصري، فكيس القمامة مثلا يساوي جنيه واحد.
تستهدف “باك ول” العملاء المرتادين لسلاسل محلات التجزئة الكبرى في مصر بمستوياتهم الاقتصادية المختلفة والذين يجمعهم الرغبة في الحصول على منتج جيد بسعر معقول أو رخيص. وتنتشر منتجات الشركة في القاهرة والإسكندرية وبعض المحافظات السياحية.
وعن التحديات التي تواجه الشركة، تقول هبة إنه بالرغم من الجودة العالية والسعر المنافس لمنتجات “باك ول”، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في قرار تجربة المنتج أول مرة فالعملاء معتادون على منتجات معينة لسنوات طويلة ولا يرغبون في التغيير. وتضيف: “المنافسين منتشرين أكثر منا ولهم النصيب الأكبر في السوق لكن نحن نعوض ذلك الانتشار بعمل قنوات مبيعات واستخدام أساليب تسويق مختلفة من خصومات وعروض وحقائب في المناسبات المختلفة مثل رمضان وبدء الدراسة كما لدينا ستاندات في المحلات والسلاسل التجارية ومرشدين يشرحون للعميل مزايا المنتج ووظائفه المختلفة ونقاط تميزه عن مثيله، والنجاح أن يشتري العميل المنتج مرة أخرى وهو ما يحدث”.
تتضاعف مبيعات “باك ول” كل عام، كما تشير المديرة التنفيذية، لكن العائد كله يتم ضخه مرة أخرى للتوسع وإطلاق منتجات جديدة والسوق يستوعب.
وتختم هبة لقاءنا معها قائلة: “من يؤمن بفكرة عليه أن يستمر في محاولاته لتنفيذها مهما قابله من صعوبات. المهم أن يجد شغفه فيها والسماء هي الحد”.