بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
التوقعات الغير ملهمة للأرباح المستقبلية للشركات الامريكية العملاقة ضغطت على الأسواق الاسيوية خلال التداولات بعد أن تراجعت الأسهم الامريكية للجلسة الثانية على التوالي. لكن عند النظر بشكل موسع على نتائج الشركات الامريكية فأنها لم تكن مخيبة، بل على العكس حيث أكثر من 75% من الشركات تفوقت على توقعات الأرباح للربع الثالث مما سيقود إلى نمو الأرباح لأول مرة في خمسة أرباع. على الرغم من ذلك المستثمر بحاجة الى رؤية أكثر صلابة للأرباح المتوقعة من أجل تبرير التقييمات المرتفعة لأسعار الأسهم.
عامل آخر ضغط على الأسهم الآسيوية وهو تراجع نمو أرباح القطاع الصناعي الصيني اليوم الذي نما بنسبة 7.7% على أساس سنوي في سبتمبر من 19.5٪ في أغسطس، مما يشير إلى أن صناع السياسة سيواجهون المزيد من التحديات للحفاظ على الوتيرة المرجوة للنمو الاقتصادي.
بيئة الاستثمار أصبحت أكثر تحديا في الوقت الراهن خاصة وأن انخفاض الأسهم يتزامن مع ارتفاع العوائد على السندات مما يترك المستثمر التقليدي مع خيارات قليلة لتنويع المحفظة الاستثمارية. ومع حالة عدم اليقين التي تواجه الأسواق المالية مستمرة، سواء على صعيد السياسي والانتخابات الامريكية أو رفع الفائدة من قبل الفدرالي والأدوات المحدودة لدى البنوك المركزية الأخرى لا زلت أرى بأن الاستثمارات البديلة وخصوصا الذهب يعتبر بمثابة بوليصة التأمين للمحفظة.
وتلقت ثيران النفط مفاجأة سارة أمس بعد هبوط مخزونات النفط الامريكية بشكل غير متوقع وسجلت انخفاض 553,000 برميل في الاسبوع المنتهي في أكتوبر 21. هذا أدى الى عكس مسار النفط من تراجع 2% ليتداول باللون الأخضر لفترة محدودة قبل أن يعاود التراجع ليغلق منخفضا 1.6%. من الواضح بأن تجار النفط يتجاهلون العوامل الأساسية في الآونة الأخيرة ويركزون على التعليقات التي تأتي من أعضاء أوبك والتي أصبحت المحرك الأساسي للأسعار. نعتقد بأن الأوضاع ستستمر على هذا الحال الى حين انعقاد الاجتماع الرسمي للمنظمة في نهاية نوفمبر وبالتالي التقلبات القوية ستستمر ولكن في نطاقات محدودة.
الأسواق تنتظر صدور أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث للمملكة المتحدة في وقت لاحق اليوم لتظهر كيف كان أداء الاقتصاد في أعقاب التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي. على الرغم من أن البيانات من المرجح أن تظهر تباطؤ النمو مقارنة بالربع السابق الا انها لا تزال أفضل بكثير مما كان متوقعا منذ ثلاثة أشهر. في حال تفوق الرقم على التوقعات وهو نمو 0.3% هذا سيقدي على التكهنات حيال تسهيل إضافي في السياسة النقدية من قبل المركزي الإنكليزي وبالتالي يعطي دفعة مؤقتة للجنيه الإسترليني.
.