بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
الهبوط في الصادرات الصينية والذي بلغ 10% هو ليس فقط مؤشر على احتمالية تباطؤ اقتصاد الصين، انما يشير أيضا إلى أن الطلب العالمي هش، وتحديدا من الاقتصادات المتقدمة والذي يأتي متماشيا مع توقعات منظمة التجارة العالمية. كذلك تراجعت الواردات بنسبة 1.9% مقابل توقعات بارتفاعها 1%، في مؤشر آخر الى أن الطلب على السلع الأساسية والذي لعب دورا في الطفرة العمرانية يتباطأ.
البيانات السلبية انعكست على أسواق الأسهم ودعمت الملاذات الامنة كالين الياباني بعد ان تراجع الى أدنى مستوياته في شهرين ونصف. فقد انخفض الدولار مقابل الين بأكثر من 100 نقطة من أعلى مستوياته ليتداول عند 103.56.
كذلك تعرضت أسعار النفط الى بعض الضغط لتتراجع لليوم الثالث على التوالي بعد أن أظهرت بيانات معهد البترول الامريكي ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار 2.7 مليون برميل الاسبوع الماضي. هذا هو أول ارتفاع في المخزونات في ستة أسابيع وبيانات رسمية في وقت لاحق اليوم من وكالة الطاقة قد تظهر نمطا مماثلا بعد أن تم سحب أكثر من 25 مليون برميل من المخزونات في الأسابيع الخمس الماضية.
الارتفاع في أسعار خام برنت والذي بلغ 15% في الفترة ما بين 28 يونيو – 10 أكتوبر يعزى الى التصريحات الإيجابية من منتجي النفط أكان من داخل منظمة أوبك أو من خارجها، فكلها كانت تصب نحو تخفيض الإنتاج، ولكن في ظل الشكوك الكثيرة حول هذا الاتفاق والتخمة الحالية في المعروض، يستوجب أن تستمر هذا التصريحات للحفاظ على خام برنت فوق 50$ خصوصا وأن اجتماع الرسمي لأوبك في فيينا على بعد أكثر من ستة اسابيع من الآن.
وتراجع مؤشر الدولار قليلا من أعلى مستوياته في سبعة أشهر كما بدا وأن ثيران الدولار في استراحة قصيرة. محضر مجلس الاحتياطي الفدرالي لم يقدم أي معلومة جديدة لا نعرفها وهذا ما حافظ على توقعات السوق عند 70% لاحتمالية رفع أسعار الفائدة في ديسمبر. أعتقد بأن الفروقات بين عوائد السندات الامريكية ونظيراتها من السندات في الدول المتقدمة سيكون لها دور أساسي في تحرك الدولار، في حال استمر هذا الفارق بالاتساع، من الممكن أن نشهد مؤشر الدولار عند مستويات 100 في نهاية العام.
أما الجنيه الإسترليني فكان الأفضل أداء بين العملات الرئيسية خلال تداولات يوم أمس بعد أن وافقت رئيسة الوزراء تيريزا ماي على التشاور مع البرلمان بشأن المفاوضات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لكن أعتقد بأنه سنشهد الكثير من المطبات في المفاوضات خلال الفترة المقبلة مما سيجعل أي ارتفاع على الإسترليني عرضة للبيع.