حسن عبدالرحمن – رئيس التحرير – entrepreneuralarabiya
كان من المهم جداً لقاءنا مع هلا التركي، فهي نموذج مختلف من رائدات الأعمال، اللواتي يملكن تجربة مختلفة في عالم الأعمال، وربما كان الوصف الأفضل لها أنها رائدة أعمال رقمية، فهي دائمة التفكير والتخطيط لوضع أفضل الوسائل الرقمية الجديدة الأكثر فعالية في متناول الجيل الجديد من الشباب العربي. وتبدو التركي في كل ما تقوم به حريصة على رفع سوية التعليم والتدريب في المنطقة وجعله بمستوى المعايير الدولية المتقدمة.
في نظرة على تجربة هلا التركي وهي تؤسس برنامج “كوّن” البرنامج التدريبي العلمي المتكامل يتضح مدى قدرتها على ابتكار حلول ابدعية لنشر وتعميم ثقافة المعرفة.
تجربة هلا التركي وليدة خبرة عميقة ورحلة ريادية طويلة فهي تشغل منصب الرئيس التنفيذي لأكاديمية ثمار منذ تأسيسها، وتتمثل مسؤولياتها في قيادة جهود بناء مجموعة من برامج التدريب المهني المعتمدة، وتأسيس شراكات استراتيجية مع مختلف الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، إضافة إلى استقطاب أفضل المدربين في مختلف المجالات وتأهيل جيل جديد من المدربين القادرين على بناء القدرات والكفاءات من خلال تجربة تعليمية تمتاز بالتفاعلية والقدرة على التجربة.
و “أكاديمية ثمار” تسهم بدور حيوي في تحقيق رؤية أبوظبي 2030، وذلك عبر تأهيل الكوادر الوطنية بالمهارات والمعرفة والتدريب اللازم لتلبية احتياجات السوق التي تتطور باستمرار، باجتذاب نخبة من أفضل المدربين من ذوي الكفاءة والخبرة للاستعانة بهم في تحقيق رؤية ورسالة الأكاديمية من أجل تأهيل أكبر عدد من الشباب لدخول سوق العمل في كثير من المجالات، من أهمها التسويق والبيع بالتجزئة والضيافة وغيرها.
مركز التاءات لتطوير القادة
لم تقتصر تجربة التركي على تدريب وتأهيل مستويات العمل الوظيفي للشباب بل كانت تعرف مدى أهمية القادة في تسريع عمليات التطوير ونقل مستويات المعرفة إلى مرحلة متقدمة، لذلك تعتبر هلا محمد التركي أحد أبرز مؤسسي مركز “التاءات لتطوير القادة”، منذ انطلاقه عام 2011، واستطاعت أن تساهم في تطوير المركز ليصبح واحداً من أهم المعاهد المرموقة في مجال تنمية المهارات القيادية في أبوظبي. وقامت بتصميم وتطوير برنامج التاءات الست لتطوير القادة، الذي حصد نجاحاً كبيراً بين كبرى المؤسسات والشركات في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم اعتماده لتطوير فريق الإدارة العليا لأهم المؤسسات في الدولة.
تعد برامج مركز “التاءات لتطوير القادة”، البرامج المحلية الوحيدة التي تم اعتمادها من قبل مؤسسات عالمية، واستطاعت منافسة برامج دولية هامة مثل برامج كلية هارفارد لإدارة الأعمال، وكلية إنسياد وكلية أشريدج للأعمال، التي يتم تقديمها من قبل الأمانة العامة للمجلس التنفيذي في أبوظبي وعبر حكومة أبوظبي لتطوير القيادات المحلية. ومن خلال دورها في “التاءات”، قامت هلا بتدريب وإرشاد مجموعة من الأشخاص الذين يشغلون مناصب قيادية عليا من رؤساء وأعضاء مجالس إدارة ومديرين تنفيذيين في القطاع الحكومي والخاص في جميع أنحاء المنطقة.
ونظراً للنجاح الذي حققه “التاءات”، تم ترشيح المركز من قبل مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني كأحد المراكز الثلاثة للإعتماد من قبل منظمة هيئة المؤهلات الموطنية” نظراً لما يمتاز به من جودة التعليم. وعلاوة على ذلك، تم تعيين التركي رئيساً للجنة مراجعة المؤهلات التي تم تصميمها من قبل هيئة المؤهلات الوطنية والمكونة من فريق من الإختصاصيين والخبراء.
قبيل عملها مع “التاءات”، شغلت هلا العديد من المناصب الإستشارية والقيادية المهمة لدى كبرى الشركات الاستشارية العالمية مثل “كي بي إم جي”، وإي سي هاريس، وأو سي أند سي استراتيجي. ومن خلال قدرتها الاستشارية المميزة، قادت وبنجاح العديد من مشاريع مؤسسات رائدة في القطاعين العام والخاص في المنطقة، مما جعلها من أهم الاستشاريين على مستوى المنطقة. وشملت خططها للمشاريع التي قادتها صياغة الاستراتيجيات وتنفيذ وتطوير التنظيم والقيادة / تطوير الموظفين والإدارة والتغيير الإداري وغيرها من البرامج والمشاريع.
إلى جانب عملها الاستشاري، قامت بتأليف العديد من الكتب والمواضيع المختلفة، كما وقدمت التوجيه التنفيذي للعديد من القادة البارزين في المنطقة . وهي حاصلة على شهادة بكالوريوس في التسويق من جامعة فينيكس وعلى درجة الماجستير في تنمية الموارد البشرية من تكساس إي إند إم وعلى شهادة في التعليم التنفيذي في إختصاصي المالية والتسويق من كلية هارفارد للأعمال، وشهادة في التدريب التنفيذي من كلية إدارة الأعمال في هينلي.
برنامج كوّن
من خلال حديثها وجهودها المتواصلة تحرص هلا التركي كما قلنا على تعميم الثقافة الرقمية على أوسع نطاق،
تقول:” خلال إطلاقنا لموقع كوِّن تبين لنا أهمية ما نقدمه للأمة العربية والإسلامية، وتبين لنا أيضا حجم الطلب على ما نقدمه سواء على مستوى حكومات، مؤسسات أو أفراد، وثالثاً تبين لنا الحجم الكبير للفئة المستهدفة”.
تضيف التركي:” عدد الشباب العربي اليوم حول العالم يزيد عن مائة مليون، وتبين الأبحاث أن أكثر من ربع هؤلاء الشباب يعاني من البطالة، وأمنيتهم الحصول على وظائف وأن يكونوا جزءاً فعال ومنتج في المجتمع.
وبينما يشكو الغرب قلة الشباب لديهم، نتمتع نحن بهذا الكم الهائل من الشباب ويتضح أن هناك وعي متزايد حول أهمية توظيف هذه الطاقات الهائلة من قبل شرائح الشباب وذلك في أعمال منتجة لتنمية المجتمعات والاقتصاد وإثراء المحتوى العربي.
ليس ذلك فقط، فلدينا ثروة غنية بالشباب، والأولى أن يخرج من عندنا “مارك زوكيربيرج” و”ستيف جوبس” و”بيل جيتس” وأمثالهم. وبدلاً من ذلك نجد ضياع المواهب الشابة العربية وتقف حائرة حول مالذي يمكن أن تفعله في مستقبلها”.
وتضيف:” يمثل المجال الرقمي فرصة عظيمة لنا في توجيه وتوظيف هذه الطاقات، وقد أظهرت دراسة لشركة سيسكو قامت بها في سنة ٢٠١٥ أفادت بأن هناك ما يعادل قيمته ٣٦٣ بليون دولار من الفرص الرقمية الغير مدركة بعد في الشرق الأوسط خلال التسع سنوات القادمة، كل تلك الأموال بانتظار من يجنيها من خلال أعمال رقمية تخدم المجتمع وتخلق الوظائف والإمكانات، بينما شبابنا وللأسف يطارد وراء وظائف تقليدية لم يعد لها وجود. والأمر الوحيد الذي يقف بينهم وبين فرصتهم لإغتنام تلك الفرص والثروات التي يوفرها العالم الرقمي، هي المهارات الرقمية. فالبنية التحتية متوفرة، حيث أن الدراسات تشير أن ٨٠ بالمائة من المنازل يتوفر لديها خدمة أنترنت وأن معظم الناس لديهم الآن جوالات ووسائل اتصال لحظية، فالوصول لجميع شرائح المجتمع أمر متاح. كذلك البيئة التجارية تتصل بشكل تلقائي مع مدى مفتوح من الجمهور، هناك عدد من السياسات الداعمة بالإضافة إلى مؤسسات كثيرة جاهزة للدعم المادي و كذلك إحتضان الأعمال وغيرها من الخدمات . ولكن الأمر الذي يقف بيننا وبين قدرة شبابنا على إغتنام الفرص والخروج بأعمال مجزية وقيمة تكون على مستوى عالمي، هو نقص المهارات، والتي هي أهم عنصر في تحقيق أي عمل رقمي.
مليون شاب وشابة عرب رقميين
تقول التركي :” نقدم في كوِّن دراسة مهنية جامعية فريدة في الريادة الرقمية للشباب الذين يطمحوا إما في بدء مشاريعهم التجارية عبر الإنترنت أو أولئك الذين يطمحون في العمل مع شركات ومؤسسات ذات توجه رقمي، كشركات الإنترنت الكبرى، وشركات التكنولوجيا، والحكومات الإلكترونية، وكذلك شركات الاتصالات وغيرها الكثير.
ومن خلال شبكة شركائنا الكبيرة نحن بصدد توقيع اتفاقيات مع مؤسسات كبيرة محلية وعالمية تعطي أولوية التمويل والاحتضان لمشاريع خريجي كوِّن وكذلك أولوية لهم في فرص التوظيف لدى شركات كبيرة وذلك في مختلف الدول وتشمل وظائف للعمل عن بعد، من حيث هم مقيمين، وبرواتب ومزايا مجزية لأجل أن هذه التخصصات مطلوبة ويندر توفر الكفاءات فيها حالياً سواء محلياً أو دولياً.
ومن هذا المنطلق قمنا بتصميم حملة كبيرة مخطط إطلاقها الشهر القادم تستهدف أول مليون شاب وشابة عرب رقميين يتم تأهيلهم من خلال شهادات كوِّن وذلك بدعم كبير من الحكومات والمؤسسات إما في تمويل دراستهم أو تمويل مشاريعهم أو تأمين وظائف لهم بعد تخرجهم، وقد أبدت عدد من الحكومات وكثير من المؤسسات رغبتها في التعاون ودعم حملة المليون شاب وشابة رقميين من مختلف الدول العربية وكذلك دول ومؤسسات أجنبية، وهي أول حملة تعاون بهذا الحجم في تاريخ العالم العربي. فقد أدركنا في العالم العربي أن قضيتنا واحدة، وشبابنا هم أبنائنا ومستقبلنا ومسؤوليتنا. ونرحب بأي جهة ترغب في الانضمام لهذه الحملة وذلك من خلال التواصل معنا عبر موقعنا https://kwn.education.
برامج يقدمها كوّن
“برامج بي تك”
تقدم برامج “بي تيك” التي ينضم إليها سنوياً مليوناً من المتعلمين مجموعة واسعة من المؤهلات المهنية التي تساعد الأشخاص الراغبين لدخول سوق العمل، وأولئك الراغبين في التطور والرقي داخل شركاتهم، أو الراغبين في الالتحاق بالجامعات. بعد مسيرة ناجحة لأكثر من 30 عاماً ازداد عدد أصحاب العمل والمؤسسات التعليمية الذين باتوا يفضلون الأشخاص الحاصلين على شهادات من بيتيك لثقتهم بما توفره من المعارف والمهارات التي تعين وترتقي بمجالات العمل المنوعة.
تسعى التركي إلى تفعيل مجموعة من البرامج الريادية في المجال الرقمي وتتحدث مطولاً عن فوائد بناء بيئة داعمة وتقول:” هناك مطلبان أساسيان لتحقيق المتطلبات الرقمية، وكلاهما شرط لتحقيق الآخر، وهما كالآتي:
المطلب الأول الصفات الشخصية الإرادة والإلتزام، والصبر والمثابرة، إنها أربعة صفات يجب أن تتحقق في شخصية كل مهتم، وتعتبر أساساً لمايأتي بعده الإرادة، والمقصود هنا صدق الإرادة التي عادة ماتصطحب الطموح والشغف.
وتعتبر الطاقة الدافعة للشخص في مشواره لتحقيق أهدافه
للتسجيل وللمادة التي يرغب في دراستها، وذلك عبر خيارات متعددة الوسائل تشمل وتلكتسعى يكتب ن بطاقات الائتمان، بطاقات قةع مثل “كولكن
برنامج الحلول الرقمية المؤسساتية
وتؤكد التركي على أهمية الحلول الرقمية المؤسساتية التي تتكامل مع الحلول المقدمة للأفراد، تقول:” تقوم برامج الحلول الرقمية المؤسساتية بتعليم كيفية توظيف الإمكانات الرقمية في المؤسسات وبذلك مواكبة التحول الرقمي واستكشاف مصادر دخل جديدة لها والحد من مصاريفها. ولدينا في كوّن برامج لريادة الأعمال الرقمية، ويقدم هذا البرنامج تطبيقات تحاكي أوبر” و “فيسبوك” أو تعلم كيفية إنشاء مواقع تجارية إلكترونية؟ وهو المزيج الفريد الذي يمكنك من تحقيق ذلك بل وإيجاد حلول مبتكرةلقضايا اجتماعية محلية ستجده بين يديك في دبلوم ريادة الأعمال الرقمية.
برنامج الاستشارات الرقمية
تقول التركي :” دبلوم الاستشارات الرقمية مصمم ليصنع من اي متدرب مستشاراً قديراً في المجال الرقمي، لمختلف المؤسسات والشركات، ويكون المحرك الفاعل لمواكبتهم مسيرتهم في التحوّل الرقمي.وتتوجه إلى الشركات والممولين الملائكيين والجهات الداعمة بالقول:” رعايتك لأحد الراغبين في الدراسة من أفراد عائلتك أو أخوتك أو مجتمعك في “كوِّن” سيجعلك تساهم في صناعة مستقبل زاهر لهم”.
كلف بسيطة ولغة الدراسة بالعربية
الدراسة عبر الإنترنت والبرامج والمواد التعليمية متوفرة دائماً على الشبكة دون ساعات دوام محددة أو أيام إجازة تقول التركي:” ميسرة جداً فهي لاتتجاوز 100 دولارً للمادة الواحدة وهي رسوم زهيدة بالمقارنة مع مؤسسات التعليم العالي.
شهادة “بي تيك بيرسون” معتمدة دولياً ومعترف بها في معظم الدول العربية وتقدم الدراسة والمحتوى التعليمي بلغة عربية فصيحة وجميلة وسهلة
ويسعى كوّن إلى تمكين تمكين الراغبين في تولي مصاريف الدراسة لأبنائهم أو أقربائهم في كوِّن أو من فاعلي الخير في سبيل بناء مستقبل زاهر في العالم الرقمي، وتم اختيار كفاءات عالية من خبراء التدريس في أرقى الجامعات العالمية ليقدموا أفضل ما عندهم للدارسين
برنامج الحلول الرقمية المؤسساتية
أصبح من الضروري للموظفين داخل مؤسساتهم تأهيل ذواتهم بالمهارات الرقمية، فالحاجة باتت ماسة إلى توظيف التكنولوجيا الرقمية في الأعمال المؤسساتية، الأمر الذي يوفر أموالاً طائلة ويعود بمصادر دخل جديدة. فالمؤسسات القادرة على الابتكار وتوظيف المهارات الرقمية في عملياتها وأعمالها هي المؤسسات الرائدة في ظل هذه الظروف والأحوال الاقتصادية الصعبة.
توفر هذه الشهادة لمن يحتاجونه من علوم وخبرات لتطوير مؤسساتهم، والتجاوب مع متغيرات ومتطلبات السوق. وتمنحهم ثقة قوية بأنفسهم من خلال مخرجات التعليم
من الواضح عند الحديث مع التركي أنها مهتمة كثيراً بمخرجات التعليم وتقول أن ها مشكلة تعاني منها دول المنطقة وتعطي المزيد من الأمثلة عن الجامعات والمعاهد العربية التي لاتعنى بأهمية مخرجات التعليم. تقول:” يكتسب المنتسبون لدوراتنا علوماً عصرية وخبرات حديثة تمكنهم من المساهمة في تطوير مؤسساتهم وتمكينها من التجاوب مع احتياجات السوق ومتطلباته، إضافة منح المتعلم الثقة والتفاؤل
وتوضح ” لدينا القدرة على تحديد احتياجات المؤسسة من خلال تحليل المشكلات والتحديات والمخاطر التي تمر به.الرقمية في العالم العربي
برامج الدراسة
تثق التركي بالبرامج التي يقدمها كوّن وتقول :” برامجنا المتنوعة تناسب كل طالبي العلم من طلاب وخريجي الجامعات والموظفين وغيرهم وكل مهتم، دون النظر إلى المؤهل التعليمي أو العمر أو غيره، وتسير مع طموحاتهم وتحاكي بحثهم عن التفوق والثراء”. ومن ضمن البرامج المقدمة، أساسيات البرمجة لتطوير التطبيقات الرقمية، ويتم خلالها تعليم لغة الكومبيوتر التي من خلالها يتم تطوير التطبيقات.
الريادة الرقمية
ولكن ماهو تعرف الريادة الرقمية ” تقول التركي :” الريادة الرقمية هي تمكين الراغبين في إنشاء مشروع تجاري خاص على الشبكة العنكبوتية بتوظيف التكنولوجيا المتاحة.
إن التطور التكنولوجي الهائل الحاصل في أيامنا قد فتحَ مجالات جديدة غير محدودة للمشاريع التجارية. فمن خلال هذه التقنية دخلت السوق مؤسسات رقمية برأسمال ضئيل جداً، وأصبحت تسابق وتتفوق بخدماتها على مؤسسات كبرى قائمة منذ عشرات السنين من حيث الحجم والسمعة والربح، ليس ذلك فحسب بل أصبح بعضها يهدد كيان بعض المؤسسات الكبرى القائمة.
المقصود بالمجال الرقمي
أما المقصود بالمجال الرقمي: هو مجال يتم فيه ترجمة الأعمال في أرض الواقع إلى مشاريع في عالم الإنترنت والاستفادة منها في تقديم السلع والخدمات والتعليم والتدريب والصحة والتجارة وغيرهم الكثير.
أي أن المجال الرقمي يعني المجال الذي تتم فيه الاستعانة بالتقنيات الحديثة في تقديم الخدمات والمنتجات بطرق مبتكرة وغير معهودة من قبل، والوصول بها لشرائح كبيرة من المجتمعات، وذلك بطرق أسرع وأكثر يسرا وأقل تكلفة، والتي كان يستحيل على العالم الوصول إليها بالطرق والآليات التقليدية، كما تحقق في الوقت ذاته لأصحاب هذه المشاريع الرقمية عوائد مالية كبيرة وسريعة أو إضافية.
وتضيف:” مثال على هذه الخدمات والمشاريع المتاجر الإلكترونية والتطبيقات التي تتيح للمستخدم شراء المنتجات أو تجارة العقارات أو الحصول على الخدمات، كعمل أو تغيير الحجوزات كما هو في السفر والسياحة والفندقة وغيرها الكثير، وكالتطبيقات الخاصة بالطيران والسفر والمواصلات أو الخدمات المصرفية التي تتيح للعميل الدخول على حسابه والقيام بمختلف العمليات من خلال الموقع أو من خلال التطبيق الخاص بتلك الجهة. أو كما هو حاصل في العديد من المواقع والتطبيقات الحكومية التي توفر للعامة المعلومات والبيانات والخدمات التي يحتاجونها، وتيسر لهم اجراء ومتابعة المعاملات الحكومية في جميع الدوائر والوزارات إلكترونياً كالقضاء والتعليم والصحة والإسكان وغيرها الكثير”.
كثير من الشهادات الجامعية لم يعد لها قيمة واقعية، فما البديل؟
يُحبَط كثير من الأشخاص – والأعداد في تزايد – وهم يصطدمون بحقيقة أن الشهادة الجامعية التي بذلوا من أجلها الغالي والرخيص وفرحوا بالحصول عليها بعد طائل من العذاب والغربة والسعي والمصاريف الطائلة، لم تعد هذه الشهادة تفي بما تعد به من أعمال أو وظائف على أرض الواقع.
ولكن بعيدا عن الإحباط والتشاؤم والعبرة باستثمار هذه الشهادات بشكل صحيح وفي الموضع الصحيح ولا يتم الاعتماد على انتظار الوظائف.
حول هذا الموضوع تقول التركي :” إن رحلة كَوِّن نفسك توفر فرصةً لاكتساب العلوم في مجال الريادة الرقمية وإضافتها إلى علومك الحالية، والتي بمجملها ستفتح لك آفاقاً جديدة من فرص العمل وريادة الأعمال الرقمية. وخاصة أن الريادة الرقمية غزت جميع المجالات، حتى أن كثيرا من المهن والخدمات أصبحت مقترنة بالتكنولوجيا الرقمية كالاستشارات الإلكترونية الصحية والمحاماة والتدريب والتعليم الإلكتروني، والاستشارات النفسية، وبيع الرسومات الهندسية عبر الإنترنت، والمتاجر الإلكترونية وغيرها الكثير. فالتكنولوجيا الرقمية دفعت إلى تحّول سريع في آلية ممارسة تلك المهن – في نظرنا بما هو للأفضل – حيث أتاحت الوصول لشرائح أكبر وبتكاليف أقل.
لذلك ننصح باغتنام هذه الفرصة والتسابق عليها الآن والانضمام لرحلة كَوِّن نفسك كي تفتح لنفسك آفاقاً جديدة من الفرص في ريادة الأعمال الرقمية وفي مجال مهنتك”.
مواكبة التحول الرقمي
أصبح من الضروري للموظفين داخل المؤسسات تأهيل أنفسهم بالمهارات الرقمية من أجل مواكبة التحول الرقمي، حيث باتت الحاجة ماسة في سبيل توظيف التكنولوجيا الرقمية في أعمالهم داخل المؤسسة وتحسينها الأمر الذي قد يوفر على مؤسساتهم أموالاً طائلة أو يعود على مؤسساتهم بمزيد من الدخل أو بمصادر دخل جديدة. ولذلك فقد أعددنا شهادة دبلوم صممت خصيصاً للموظفين وهم على رأس أعمالهم تحت مسمى:
كَوِّن داخل مؤسستك
قامت العديد من المؤسسات بإعادة هيكلة أعمالها مؤخراً ووظفت التكنولوجيا الرقمية لتواكب التحول الرقمي في العالم الأمر الذي رفع من مستوى دخلها وأرباحها، وأنقذ مؤسسات أخرى من الإفلاس.
إن كثير اً من المؤسسات وفي ظل الأزمة الاقتصادية اليوم تسعى جادة للابتكار المستمر ولإيجاد حلول بديلة تحد من مصروفاتها وتزيد من دخلها أو تحافظ عليه، أو تنشئ لها مصادر دخل جديدة.
وستكون المؤسسات القادرة على الابتكار وتوظيف مهارات التكنولوجيا الرقمية في عملياتها وأعمالها هي المؤسسات الرائدة في ظل هذه الظروف الصعبة.
ضرورة تنمية المهارات الرقمية لدى العاملين في المؤسسات
ومن هنا تأتي ضرورة تنمية المهارات الرقمية لدى العاملين في المؤسسات، لأن ذلك أصبح ضرورة ملحة لتطوير ونفع المؤسسات بما يعود عليها بقيمة مضافة، وتساعد على تحقيق الأمن الوظيفي لهم وتسرّع من كفاءتهم وترقيتهم.
ولو تتبعنا في المقابل الأشخاص الذين يعملون ولم يروا ضرورة لتطوير أنفسهم واستمروا على العلوم القديمة والإجراءات والسياسات والآليات التقليدية، فسنلاحظ أن أمانهم الوظيفي أصبح مهدداً أمام الجيل الجديد من الرواد الرقميين الذين بات بوسعهم تطوير أعمال المؤسسات وتوظيف التقنيات اللازمة لمواكبة متغيرات ومتطلبات السوق برواتب أقل وبروح ونفسية متفائلة ومبدعة. ومن هنا كان لهذه الرحلة “كوّن داخل مؤسستك” أهميتها البالغة حيث أنها تجعل مرتاديها يُلِمّون بكل ما يحتاجونه من علوم وخبرات وتجارب لتطوير مؤسساتهم، والتجاوب مع متغيرات ومتطلبات السوق. كما أنها تمثل لهم فرصة شخصية قيّمة للتجديد ولبعث روح التفاؤل والإقدام، وسيجدون أنفسهم مبدعين ومبتكرين ومنتجين.
يثير قلق ومخاوف الآلاف من الطلبة والشباب بشكل عام المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تحصل اليوم والقرارات الجديدة المترتبة عليها من إيقاف البعثات الدراسية أو تحجيمها أو إلغائها وإرجاع الطلبة إلى بلدانهم، يأتي ذلك في ظل زيادة البطالة وعدم توفر الفرص الوظيفية وشح الأماكن في الجامعات المحلية، أو على الأقل عدم توفر التخصصات التي اختاروها لأنفسهم.
فما العمل؟
تقول التركي :” إن المكوث في المنزل على أمل إيجاد الوظيفة أو الانتظار على أمل تلقي اتصال من إحدى الجهات في يوم ما للحضور لمقابلة عمل وظيفية، إن ذلك ليس بالقرار الحكيم.
بل يجب علينا أولاً أن نعي أننا الآن في زمن سريع المتغيرات والأحوال المتجددة، وإنه من الحكمة اتخاذ القرارات والمواقف المناسبة لهذه التغيرات، ومن القرارات الحكيمة مواكبة هذه المتغيرات في العلم والأعمال فنعمل على تطوير أنفسنا بما يتوافق مع متطلبات ومستجدات هذا الزمن”.