نأكل مما نزرع .. ونبني أيضا !
بقلم : محمد معتز الخياط – رئيس مجلس إدارة أورباكون للتجارة والمقاولات
يعيش العالم تطورا سريعا على صعيد التواصل والاتصالات والتكنولوجيا الرقمية بشكل مذهل إذ لا يمر يوم بدون الكشف عن وسيلة تواصل واتصال جديدة أو تطبيق سرعان ما يقبل الناس عليه ويصبح جزءا من حياتهم اليومية فتضطر الشركات التجارية ورجال الأعمال للجوء إليها طمعا في الوصول إلى الجمهور.
التطور السريع في هذه المجالات يقوم عموما في المجتمعات الصناعية الإنتاجية ويصب في مصلحة البلدان التي تنتجها نظرا لأن ثقافة “الانتاج” مؤشر مهم على التطور الاقتصادي أكثر من ثقافة الاستهلاك. وقد لاحظت الدول الخليجية هذا الشئ لذلك نجد مثلا أن الكثير من السلع التي كانت مستوردة أصبحت الآن منتجة في الدول الخليجية.
نعرف جيدا أن هناك الكثير من الدول التي تأكل مما تزرع، ودول تأكل مما تصنع وتنتج، ودول تأكل مما تستورد. إن مراحل التطور الاقتصادي ومدى تقدمها دائما ما ترتبط بالقدرة على الإنتاج التي تترافق مع التصدير وتأمين عائد من القطع الأجنبي فضلا عن فرص العمل والتوظيف وهذا كله يصب في النهاية في خدمة المجتمع والدولة.
وثقافة الإنتاج هي ثقافة اقتصادية شاملة ولكنها أيضا ترتبط بكل قطاع لوحده إذا أردنا التدقيق بالتفاصيل. إذن، جميل أن نأكل مما نبني، وهنا بالتحديد أشير إلى شركات التطوير والبناء خاصة وأن قطاع العقارات من أكثر القطاعات جذبا للاستثمارات في الدول الخليجية. لذلك أجد نفسي من أنصار الشركات التي تصنع وتنتج كل ما يتعلق بالبناء والتطوير محليا دون الحاجة إلى استيراد أي شئ من الخارج. ودائما أتساءل لماذا نستورد إذا كانت لدينا المهارات والقدرات العالية التي تستطيع إنتاج كل شئ، كشركات بناء وتطوير ؟ نعم ليس الأمر بالسهل، ولكن يمكن إنجازه وقد أنجزناه.
أنا كرجل أعمال أستخدم التطبيقات الجديدة في الانترنت والموبايل وكذلك الشركات والناس وأصبحت جزءا من الاحتياجات اليومية، لكني أستخدمها للاتصال والتواصل وإيصال رسالة ما، فهي وسيلة بالنهاية، لكن وسيلة ناجحة. نجاح شركات التكنولوجيا الرقمية في فهم تطور العالم والتوافق مع سرعته جعلها وسائل اتصال ناجحة، وكذلك شركات البناء والتطوير عليها أن تكون في سباق مع الزمن وتطور نفسها وأن تكون شركات شاملة متكاملة تقود مشاريع تضع فيها كل المواد التي هي من صنعها وذلك شرط ضروري للنجاح على المدى الطويل.