بقلم/ حسين السيد، كبير الخبراء الإستراتيجيين للسوق في FXTM
كانت الرسالة التي أرسلتها رئيسة البنك المركزي الأمريكي جانيت يلين للأسواق مساء أمس الأربعاء لشرح دوافع الإبقاء على أسعار الفائدة بدون تغيير في شهر سبتمبر هي “نحن نثق في الاقتصاد ولكن ليس بما يكفي لتشديد السياسة النقدية”.
وعلى الرغم من أنه قد تم النظر إلى قرار السياسة النقدية بوصفه قرار يصب لصالح التيسير للسياسة النقدية مما دفع أسواق الأسهم للارتفاع والدولار الأمريكي للانخفاض، ولكن لم تسبق رؤية البنك المركزي الأمريكي منقسما بهذا الشكل هذا العام.
وكان ثلاثة من بين الأعضاء العشرة الذين لهم حق التصويت قد صوتوا ضد القرار وطالبوا برفع أسعار الفائدة على الفور، وهذا هو الأمر الذي يزيد من قوة احتمال رفع أسعار الفائدة في شهر ديسمبر. وصحيح أن جانيت يلين قد أكدت أن اجتماع شهر نوفمبر من الممكن أن يشهد تحركا من جانب البنك المركزي الأمريكي، ولكن لغة جسدها لم تعكس ثقة كبيرة في ذلك كما أن الأسواق أيضا لم تقتنع بذلك حيث إن هناك توقعات بنسبة 12% فقط بأن يتخذ البنك قراره برفع أسعار الفائدة في نوفمبر.
استنتاجات وانطباعات رئيسية من قرار البنك المركزي الأمريكي:
التغيرات الكبرى المهمة في البيان: تمت إضافة عبارة جديدة تماما إلى البيان. وتقول العبارة “ترى اللجنة أن احتمالات رفع أسعار الفائدة الفيدرالية قد أصبحت قوية ولكنها قررت الانتظار، في الوقت الحالي، حتى ظهور أدلة جديدة على استمرار إحراز تقدم نحو الوصول إلى أهدافها.” وهذه إشارة قوية بأنه سيكون هناك تحرك بحلول شهر ديسمبر.
الرسم البياني بالنقاط يواصل الهبوط: أظهر “الرسم البياني بالنقاط” الذي يستخدمه أعضاء البنك المركزي الأمريكي للتعبير عن توقعاتهم لمشار أسعار الفائدة ارتفاعا بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية العام، ولكن من المثير أن التوقعات قد انخفضت في عام 2017 وعلى المدى الطويل، مما يشير إلى تطبيع جديد لأسعار الفائدة. فالتوقعات بالنسبة لعام 2017 تشير الآن إلى رفع أسعار الفائدة مرتين بدلا من ثلاثة مرات وأن يصل سعر الفائدة إلى 2.9% على المدى الطويل مقابل 3% في توقعات شهر يونيو.
وبالمثل فقد انخفضت توقعات النمو: فقد تراجعت التوقعات للنمو بمقدار 0.2% لعام 2016 لتصل إلى 1.8%. وكان من الملاحظ للغاية أن رقم 2% السحري من الصعب الوصول إليه على المدى الطويل أيضا، حيث تراجعت التوقعات على المدى المتوسط من 2% إلى 1.8%.
الأسهم ترتفع، وعوائد السندات تنخفض
تلقت الأسواق دفعة مشجعة اليوم حيث سارت الأسهم الآسيوية والأوروبية على نهج وول ستريت وسجلت ارتفاعا بعد إغلاق مؤشر ناسداك أمس عند مستوى قياسي مرتفع. وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسواق السندات الأوروبية دافعة عوائد السندات إلى الانخفاض. وكان العائد على السندات الألمانية ذات 10 سنوات قد هبط إلى المنطقة السلبية، بينما كانت السندات البريطانية من أفضل أسواق السندات أداء حيث انخفضت عوائد السندات لمدة 10 و 15 و 30 سنة بأكثر من 7 نقاط أساس.