ترجمة وإعداد حيدرة عبد الرحمن – entrepreneuralarabiya
TRACY MAYLETT
CONTRIBUTOR
CEO of management consulting firm DecisionWise
كانت أحدى جاراتي تحب اللون الأرجواني، أنا لا أتحدث عن رواية أو نص سينمائي. أنا أتكلم عن اللون الأرجواني الذي يشبه لون شخصية بارني الديناصور الأرجواني (لا أعلم ما إذا كان لا يزال يعرض).
كانت ملابسها أرجوانيه، وسيارتها أيضاً. وحاولت بمساعدة زوجها أن تطلي منزلها بهذا اللون “كما توقع الجميع” (القصة تطول ولكن دعونا فقط نقول أن رابطة أصحاب المنازل عارضوا هذا الأمر قبل أن تجف طبقة الطلاء الأولى)
كان بإمكاني الحصول عليه أو تركه، شخصياً، ولكن هذا الأمر جعلني أتساءل لماذا بعض الناس يهيمون في حب شيء ما، بينما لا يؤثر هذا الشيء على الأخرين؟ أو لماذا بعض الناس يحبون طعم السوشي، والبعض الآخر لا يفكر حتى بالاقتراب منه؟
هنالك الكثير من التفسيرات، الجسدية منها والنفسية، لماذا نرى، ” نتذوق، نشعر، نختبر،..” الأشياء بالطريقة التي نراها بها. أنها منطقة مثيرة للاهتمام لكي تتم دراستها، ولن أتعمق في ذلك. على أية حال، نحن جميعاً اختبرنا العالم بطريقة مختلفة. وهذا صحيح عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي نرى بها المؤسسات التي نعمل فيها.
دعونا ننظر في وجهات النظر المختلفة في أماكن العمل كما لو أننا نشاهدها عبر عدسات مختلفة. من المحتمل في واقع الأمر، أنه عندما يتم الإعلان عن شيء ما من قبل شركة، فإن الموظف ينظر الى الأمر بعدسات مختلفة عن تلك التي تنظر بها الشركة الى هذا الحدث. الموظفون يبدؤن من خلال طرحهم لأسئلة مثل كيف أثر بهم هذا الإعلان؟. فمثلاً، قد تعلن الشركة أن شركة التأمين قد زادت تكلفة الرعاية الصحية للموظفين. وسوف تغطي الشركة عل 50 % من هذه الزيادة، ولكن النصف الآخر سيبقى على حساب الموظف الشخصي. ترى المؤسسة في هذه الحالة نفسها تساعد الموظف من خلال إراحته من نصف الزيادة التي فرضتها شركة التأمين، بينما يقول الموظف، “لا أستطيع أن أصدق أنهم قاموا برفع معدلات الرعاية الصحية عندي”.
Related: 5 Tips for Building Strong Relationships With Clients
هذا الاختلاف في وجهات النظر يرجع الى حقيقة أننا نرى الأشياء من خلال منظورات مختلفة من النادر أن تتشابه فيما بينها: منظور المؤسسة، ومنظور الموظف، ومنظور الزعيم. الخدعة في منظور الزعيم هي أن الزعيم ينظر الى جميع المسائل عبر العدسات الثلاث لكي يحصل على صورة واضحة تماماً للشيء الذي يتم الإعلان عنه.
منظور المنظمة.
حتى عندما يبحث الموظفون والمدراء التنفيذين في نفس التفاصيل (مثل زيادة الرعاية الصحية أعلاه)، فكل منهم يقوم بتفسير الأمر بطريقة مختلفة. ترى المؤسسة أمور لا يراها الموظف. منظور المؤسسة يبحث عما هو أفضل بالنسبة لها، وهذا يعني أن مدراء المؤسسة يرون الأشياء من حيث تأثيرها على المؤسسة. في حين أن هذا قد يبدو انانياً بالنسبة للموظفين، إلا أن الموظفين لا يمكن لهم الاستمرار بدون وجود المؤسسة، والعكس صحيح. عندما ينظر المدراء عبر هذه العدسة اولاً، فهم يجدون ما ينبغي عليهم فعله للحفاظ على قوة المؤسسة، ومن ثم يسألون: “هل هذه الخطوة مفيدة أو ضارة بنجاحنا ونجاح أصحاب المصالح لدينا؟
Related: The Hidden Benefits of Happy Co-Workers (Infographic)
منظور الموظف.
من خلال منظور الموظف، يراقب المدراء وجهة نظر الموظفين. من خلال هذا المنظور، يكتسب المدير فهماً أفضل لكيفية فهم الموظف لبعض القضايا مثل التعويض، الثقافة، وظروف العمل، والتوازن بين العمل والحياة وغيرها. عبر منظور الموظفين، يستطيع المدراء أن يكتسبوا وجهة نظر لم يكونوا ليحصلوا عليها من خلال النظر عبر منظور المؤسسسة فقط، وهذا أمر هام لنجاح أي مؤسسة. فبعد كل شيء، أليس نجاح الشركة متوقف على الناس؟ من خلال منظور الموظف، يتساءل المدير ” كيف سيرى الموظف هذا، وما الأثر الذي سيترتب عليه؟.
Related: 10 Simple Secrets You Need to Know to Increase Employee Engagement
منظور القادة.
هذا المنظور يعتبر مفتاح نجاح المدير، وفي نفس الوقت واحدة من أصعب الأمور التي يجد صعوبة في التعامل معها. الفكرة تتضمن النظر عبر منظور المؤسسة ومنظور الموظف في نفس الوقت. ولا تتوقف عند هذا الحد، لأنها ايضاً تعني أن يلتفت المدير الى منظوره الشخصي بذات الوقت. هذا المنظور يعني القدرة على النظر عبر ثلاث مناظير في وقت واحد: الخاصة “كمدير” ، والمؤسسة، والموظفين. في هذه المرحلة يسأل المدير نفسه، كيف ينظر الموظفين والمؤسسة الى هذا الأمر، وكذلك كيف علي أن أرى هذا الأمر، ويقوم بعمل مزامنة شاملة بين هذه الوجهات الثلاث المختلفة سويةً.
في حين أن هذا قد لا يساعد جارتي مع ذوقها السيء، القادة القادرين على استخدام هذه المناظير الثلاث بطريقة فعّالة، يأخذون بعين الاعتبار الاحتياجات الشخصية، للموظفين، والمؤسسة. يحولون نظراتهم ويطرحون الأسئلة اللازمة عبر وجهات النظر المتعددة هذه لكي يرشدونا الى طريق أكثر اكتمالاً.
للاطلاع على الرابط الأصلي للمقالة:
https://www.entrepreneur.com/article/281598