ترجمة وإعداد – حيدره عبد الرحمن
HOLGER SEIM
CONTRIBUTOR
Co-founder and CEO, Blinkist
الذكرى السنوية لتأسيس الشركات تعتبر وقتا ممتازاً للتأمل. الشركة الناشئة التي شاركت بتأسيسها في عام 2012 ستكمل عامها الرابع في هذا الشهر، ولقد قررت أن أقوم بإلقاء نظرة على هذه السنوات الأربعة الماضية، وأسأل نفسي: لو تثنى لي إنشائها مرة آخرى، ماهي الأشياء التي سأقوم بها بشكل مختلف؟
Related: What’s the Secret to Startup Success? Timing.
ما القرارات التي سأقوم باتخاذها؟ ما هو الشيء الذي سأقضي وقتي مركزاً عليه؟ بعدما قمت بدراسة عدة قرارات، هذه اليكم قائمتي للأشياء التي سأقوم بها بشكل مختلف .
- البداية على مستوى العالم منذ البداية.
في السنة الأولى، قمنا بإنشاء “بلينك ليست” “ Blinkist” – وهو التطبيق الذي يساعد الناس على القراءة بشكل أسرع، وقمنا بنشره في ألمانيا. لأن البداية بلغة واحدة في البداية يعتبر أمراً أسهل (الألمانية) ،كانت بدايتنا في سوقنا المحلية. وقمنا ايضاً بمراقبة ردود الفعل التي وصلتنا حول ضرورة الحصول على أدلة لمفاهيم العمل في السوق الصغيرة قبل الإنطلاق نحو العالمية، بحيث لا نواجه فشل تراجيدي ذو أبعاد عالمية من الممكن أن يلحق الضرر المحتمل بعلامتنا التجارية أو بسمعة شركتنا.
ولذلك قمنا بإطلاق هذه الشركة في بلد واحد فقط. غير أن هذا التفكير كان خاطئاً. لو اخترنا اللغة الإنكليزية كلغتنا الأولى، وانطلقنا على الصعيد العالمي منذ البداية، كان من الممكن أن يكون الأمر أسهل بالنسبة للحصول على أوسع قاعدة عملاء .
وأعتقد أنه كان أكثر عقلانية، فعقول الألمان غاية في الحذر وهذا ما جعلنا نتعثر لأننا نا نتطلع إلى الوراء في بعض الأحيان.، لو اخترنا الإنطلاقة العالمية باللغة الإنكليزية لكان هذا سيكون أفضل طريقة للبدء.
- تذكر حرف ال M في MVP.
إنه شيء رائع أن تبدأ بإنشاء شركة ما غريزياً،، قم بالخروج الى السوق بأسرع ما يمكن من خلال البدء مع اللاعب الأكثر قيمة “MVP” الحقيقي.
نجحنا في الحصول على تمويل للفكرة ومن ثم قضينا خمسة اشهر نطور تطبيق بلينك . في تلك الأشهر الخمسة، لم نكن نتعلم بالشكل الكافي والمطلوب. وإذا ما نظرنا الى الوراء، أعتقد أن اللاعب الأكثر قيمة ل بلينك . كان من الممكن أن يكون أمراً بسيطاً، وهو الأشتراك بقائمة البريد الإلكتروني، حيث يتلقى الأشخاص كتاباً واحداً عبر بلينك كل يوم أو كل أسبوع.
ومن ثم سنكون قادرين على تعلم أشياء مثل: ما الأشياء التي يهتم بها الناس ضمن مفاهيمنا؟ كم من النقود سيكونون على استعداد لدفعها؟ ماهي الصيغ التي تعجبهم؟ كيف يمكننا الوصول إليهم؟ الآن، كلما بدأت ببناء شيء ما، دائماً أقوم باتخاذ خطوتين الى الوراء وأسال نفسي إذا كان هناك طريقة ما أسهل للقيام بهذا الامر.
إذا ما عدت مرة أخرى الى عام 2012، وقمت بإعداد النشرة الإخبارية MVP، كنت سأقوم بتتبع الأولويات منذ اليوم الأول. البيانات تحتاج لأن يتم الأهتمام بها في البداية، وليست في مراحل لاحقة. يعتبر الحصول على البيانات بالبدايات أمراً لا يقدر بثمن، ” قم بالبناء، قم بالقياسات اللازمة، قم بالتعلم” اجعل هذه عقليتك منذ اللحظة الأولى.
يجب الاهتمام بالبيانات في المراحل الأولى وليس في المراحل اللاحقة.
- لاتقم بجمع المال قبل ان تفهم بشكل شامل رأس المال الاستثماري.
الحصول على تمويل يعتبر أمراً عظيماً، ولكن قبل أن تقفز الى الحصول على تمويل من المستثمرين، تأكد من انك تفهم ما تقحم نفسك به. متى ما دخلت الى العالم الرأسمالي وبدأت بالحصول على التمويلات فإن عقارب الساعة تبدأ بالتحرك.
لذلك، يجب ان تبدأ بتوظيف الناس وإنفاق المزيد من المال، لإن المستثمرين يتوقعون منك أن تنمو بقوة وتتحرك بسرعة، بعد كل شيء، لهذا السبب قمت بجمع الأموال. منذ اليوم الأول، يكون يجب عليك ان تأخذ الجولة التمويلية التالية في الحسبان، والتي تأتي عادة بوقت أقرب مما تتوقع.
Related: You Must Blend These 5 Ingredients Perfectly for Startup Success
يقول الخبراء أن عليك أن تقوم بجمع ما يكفي من المال لفترة 18 شهراً، ولكن من الصعب أن تقوم بجمع كل هذه الكمية في مراحل مبكرة، لذلك فقد تحصل عادةً على تمويل يكفيك لمدة 12 شهراً. غير أن هذا لا يعني أن لديك 12 شهراً للاسترخاء والعمل على المنتج الخاص بك. يمكن أن تحتاج 6 أشهر لكي تجمع هذه الأموال وال6 اشهر الباقية يمكن أن تقوم ببناء، قياس وتعلم ماتحتاجه لكي تكون قادراً لان تخبر الناس قصة جديدة وتبدأ من جديد بجمع التمويل بعد ستة أشهر أخرى.
الحصول على هذه الأشهر الستة، يعني أن تعلم على ماذا تقوم بإنفاق الأموال، وماذا يجب عليك أن تركز عليه، وحصولك على الشجاعة لاتخاذ خطوة الى الأمام والحصول على مزيد من الوقت من خلال خفض التكاليف في الوقت المناسب، وهذا عادة مايكون صعباً جداً.
إذا كان بإمكاني القيام بذلك مرة أخرى، سأقوم باقتناء حذاء أكبر قليلاً في البداية. وأقوم بإعداد تلك القائمة البريدية، ومعرفة السوق وأعمل على بناء المنتج قبل أن أخاطر بالاشتراك بتمويل رأسمالي.
- أن تكون واعياً للقيم والثقافات من حولك.
عندما بدأنا بلينك، نحن لم نفكر كثيراً في الطريقة التي نرغب بها بهيكلة مؤسستنا أو نوع الثقافة التي نريد أن نعززها فيها. كان جل اهتمامنا منصباً على البداية والإنطلاق.
قمنا بإدارة الأعمال كما لو كان لنا خبرة قديمة فيها من شركاتنا واستشاراتنا السابقة، وانتهى بنا المطاف بخلق هيكلية وسيطرة كلاسيكية بنهج قيادة مختلف، وهذا ما جعلنا نشعر بالفوضى قليلاً.
بدأت ثقافة الشركة بالظهور، ولكن بطريقة عشوائية. ونحن كمؤسسين، لم نكن قد وصلنا لمحاذاة القيم التي أردنا التوصل اليها، ونتيجة لذلك، كان لدينا صعوبة في التوفيق بين القرارات لأننا لم نتوصل الى فهم مشترك فيما بيننا لكي نبني توجهاتنا من خلاله. أنا سعيد لأننا أدركنا هذا في وقت مبكر وتمكنا من التأقلم بسلاسة مع نسخة خفيفة من برنامج هولاكرسي adopt a light version of Holacracy in 2014 في عام 2014 الذي ساعدنا في التحول إلى مؤسسة وجعلها تسير بمحاذاة ثقافة الشركة بشفافية وتنظيم ذاتي.
Related: The 10 Most Critical Factors That Dictate Startup Success
كما نعلم جميعاً، الإدراك المتأخر للمشكلة يحدث بنسبة 20/20. من خلال النظر الى الماضي، بالتأكيد أستطيع مشاهدة الأشياء التي أتمنى لو قمت بها بشكل مختلف. أما وقد قلت هذا، أنا أعلم أنه في بعض الأوقات يكون القرار السيء أفضل من عدم اتخاذ قرار على الإطلاق. المحاولة والفشل هي أفضل طريقة للتعلم.
أنا حقاً محظوظ لأنني أعمل مع فريق حاد الذكاء من الأشخاص الذين يبقون على أهبة الاستعداد للتحدي والعمل. فلنحتفل بهذه السنوات الأربع.
للاطلاع على الرابط الأصلي للمقالة:
https://www.entrepreneur.com/article/281355