عمان – خاص
أكد المشاركون في اعمال مؤتمر:” تمكين رقمنة الاقتصاد لتحويل المجتمعات إلى أمم ذكية” على ان المملكة تمتلك بنية تحتية رقمية متفوقة، نظرا لحجم الاستثمارات المرتفعة التي تم ضخها خلال السنوات العشر الأخيرة.
وبيّن هؤلاء في فعاليات المؤتمر الذي عقدته جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “انتاج” بالتعاون مع المنتدى العالمي للعلوم والتكنولوجيا السنغافوري بمجمع الملك الحسين للأعمال، ان الأردن اول من بدأ بالتخطيط نحو رقمنة الاقتصاد الا ان دول في المنطقة سبقت المملكة لتنفذ خططها بشكل أقدر وأفضل.
ورعت المؤتمر، مندوباً عن صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مجد شويكة، بمشاركة وزيرة تطوير القطاع العام ياسرة غوشة، ووزير التعليم العالي الدكتور وجيه عويس، وبحضور رئيس هيئة المديرين في انتاج الدكتور بشار حوامدة، نائب رئيس مجلس ادارة مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية عمر مصاروة، ورئيس مجلس إدارة البنك الاهلي عمر الرزاز ووزراء اتصالات سابقين ورؤساء تنفيذيين لشركات اتصالات وتكنولوجيا المعلومات وخبراء محليين وعالميين.
وأكد الرئيس التنفيذي لجمعية انتاج المهندس نضال البيطار ان انتاج ترجمت عبر هذا المؤتمر احدى توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين نحو جعل الأردن مركزا إقليميا لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المنطقة.
وقال المهندس البيطار، ان المؤتمر يُتيح الفرصة للاستماع الى خبراء عالميين في القطاع، من اجل الاستفادة من كيفية استغلال تقنيات الحوسبة الذكية والبيانات الضخمة وانترنت الأشياء، لتحويل المجتمعات إلى أمم ذكية.
وأضاف: ان هذا المؤتمر الذي ينعقد للمرة الأولى في المملكة، يأتي ضمن الرسالة السامية التي تحملها جمعية انتاج على عاتقها في دعم وتحفيز قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدعم النمو بالاقتصاد الوطني وحتى يصبح الاردن مركزا اقليميا في هذا المجال.
ودعا البيطار الى ان نواكب في الأردن هذا التطور الملفت نظرا لأن العديد من دول العالم وبعضها في منطقتنا تبنت مفاهيم المدن الذكية التي تتطلب استخداما مكثفا لإنترنت الأشياء.
الحكومة الذكية إحدى المهام الرئيسية لعمل وحدات تطوير الأداء المؤسسي
وقالت وزيرة تطوير القطاع العام ياسرة غوشة ان التطوير المؤسسي بمنظوره الشامل يعتبر عملية تطوير الخدمات والإجراءات وأتمتها أحد محاور العمل الرئيسية، وبالتالي فإن الوحدات التنظيمية المعنية بتطوير الأداء المؤسسي في الدوائر الحكومية بالتعاون والتنسيق مع الوحدات التنظيمية الأخرى في الدائرة لابد أن تعمل على توثيق الإجراءات والخدمات وتبسيطها وإعادة هندستها وتهيئتها لتقديمها الكترونيا وأن تواكب التطورات الحديثة من خلال إدراج مهام ومفهوم الحكومة الذكية إلى مجالات عملها واعتبارها أحد المحاور الرئيسية التي يجب أن تركز عليها في المستقبل.
وأشارت الى ضرورة وجود تنسيق وتكامل بين عمل الوحدات التنظيمية المعنية بتطوير الأداء المؤسسي والوحدات الخاصة بإدارة المعلومات والحاسوب من جهة وإدارة برنامج الحكومة الالكترونية من جهة أخرى بحيث تعمل هذه الجهات سوية على إعداد المتطلبات اللازمة من البرمجيات والبنية التحتية التكنولوجية والربط الإلكتروني الذي يمكن أي دائرة من إتاحة خدماتها وتنفيذ عملياتها الكترونيا.
وأكدت غوشة على ضرورة تنفيذ الربط الإلكتروني بين الدوائر الحكومية وكافة الشركاء المعنيين بتقديم الخدمات وإتاحة مختلف قنوات الدفع الإلكتروني أمام طالبي الخدمة، مع التركيز على الخدمات التي تحتاج إلى مدخلات من دوائر أخرى مما يمكن المواطنين والمستثمرين والمراجعين من الحصول على الخدمات بسرعة فائقة وجودة عالية وفي نفس مكان طلب الخدمة.
وأوضحت أن الوزارة تعمل مع عدد من الدوائر الحكومية التي تقدم خدمات حيوية وهامة سواء للمواطن أو للمستثمر على تبسيط اجراءات تقديم هذه الخدمات وتهيئتها لتقديمها الكترونياً. كما أن الوزارة تعمل على بناء قدرات موظفي الجهاز الحكومي وتحديداً العاملين منهم في المكاتب الأمامية لتقديم الخدمة من خلال حزمة من البرامج التدريبية والتوعوية التي تم تصميمها لهذه الغاية مما سينعكس ايجاباً على مستوى الخدمات المقدمة وتعامل الموظفين مع المراجعين.
وبينت غوشة أنه يتم حالياً العمل على تطوير نظام تطوير الخدمات الحكومية بما يضمن تعزيز التزام الدوائر الحكومية بتوفير متطلبات الخدمة وفق معايير ومؤشرات محددة.
مناقشة مفاهيم الحوسبة الذكية والبيانات الضخمة وانترنت الأشياء
وناقش المؤتمر مفاهيم وآليات استخدام تقنيات الحوسبة الذكية، البيانات الضخمة وانترنت الأشياء، عبر استضافة ثلاثة شخصيات مؤثرة من جمهورية سنغافورة والمملكة المتحدة وهم الدكتور “أنطون رافندران” رئيس المنتدى العالمي للعلوم والتكنولوجيا في سنغافورة، والسفير تنج ثنغ دار; مستشار جمهورية سنغافورة للعلاقات الخارجية والبروفيسورة ليز بيكون المتخصصة في هندسة البرمجيات في جامعة جرينيتش، المملكة المتحدة.
2.6 مليون تطبيق خلوي في العالم
وتخلل المؤتمر ثلاث جلسات، الأولى: تحدث فيها الدكتور رافندران عن انجازات سنغافورة وتوقعات المستقبل في مجال انترنت الأشياء والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية.
وبين ان ثورة التكنولوجيا قادتنا الآن لاستخدام أكثر من 2.6 مليون تطبيق خلوي تم تطويرها لتتواكب مع أنظمة التشغيل على الهواتف النقالة.
وأشار الى ان 70 بالمئة من حركة الانترنت حاليا من نصيب محتوى الفيديو، منوها الى ان مستخدمي الهواتف أصبح أكثر من مستخدمي الحواسيب.
وحول انترنت الأشياء قال رافندران: ان انترنت الأشياء تطور بشكل مثير حتى بدأ بالدخول لأهم القطاعات الحياتية كالصحة والعلاج.
مجتمعات المعرفة قاعدة وركيزة النمو الاقتصادي
ومن جانبه تحدث السفير تنج ثنغ دار، حول القيمة المضافة للاقتصاد الرقمي، مبينا ان الاقتصاد الرقمي يعد فرصة هامة باعتباره قادرا على تطوير المنوال الاقتصادي والقيمة المضافة والتصدير والاهم أنه قادر على توفير فرص عمل خلال فترة قصيرة.
وأضاف ان الهدف من تطوير الاقتصاد الرقمي هو توظيفه لخدمة الغايات الاستراتيجية من النشاط الاقتصادي والتي يمكن اختصارها بتحقيق التنمية، والارتقاء بالواقع الاجتماعي إلى درجة تصبح فيها مجتمعات المعرفة هي قاعدة وركيزة النمو الاقتصادي.
الأردن بإمكانه التحول لاستخدام التقنيات الحديثة بسهولة
إما الجلسة الثانية، ضمت شخصيات مؤثرة في الاقتصاد الأردني من القطاعين العام والخاص في مجالات متعددة بعنوان: “هل الأردن يسير بالاتجاه الصحيح نحو التحول إلى أمة ذكية”.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة زين احمد الهناندة، ان 55% من الأردنيين يستخدمون تقنيات الديجيتال وهؤلاء أصحاب القرار في المستقبل.
وأضاف: “نحن مميزون في الاردن، لأن جلالة الملك يؤمن بقدرات الشباب وهو داعم رئيسي للشباب”.
ومن جانبه قال جيروم من شركة اورانج، ان التكنولوجيا داعم أساسي للاقتصاد، والأردن بإمكانه التحول لاستخدام التقنيات الحديثة بسهولة.
وحملت الجلسة الثالثة عنوان: “كيف يمكن للأردن أن يتحول إلى أمة ذكية باستخدام انترنت الأشياء والبيانات الهائلة والحوسبة السحابية.
وفي نهاية المؤتمر وقعت جمعية انتاج اتفاقية مع المنتدى العالمي للعلوم والتكنولوجيا.