بقلم – اميليا كالمان، رئيس قسم الإبداع ، Engage Works
من عدة أسابيع فقط كانت فكرة عودة البوكيمون تعد فكرة لا تصدق، ولكن أراد القدر غير ذلك. شخصياً، هذه اللعبة ليست لي، كما أن كيفية إيجاد الناس للوقت للعب هذه اللعبة هو سر غامض بالنسبة لي. ولكن لا يمكننا أن ننكر أن هذه اللعبة أصبحت ظاهرة اجتماعية عالمية كما أن تأثيرها سيغير مستقبل المجتمعات.
لعبة هذه السنة التي احتلت الصدارة ستغير التكنولوجيا. إن الواقع المعزز والموازي بدأ يتطور وينمو منذ سنة 1960 إلى تطور للواقع الافتراضي. في هذه اللعبة يدعوكم الواقع المعزز لرؤية العالم بطريقة جديدة مختلفة عن طريق وضعه للواقع الافتراضي فوق الواقع الحقيقي. جسدت أفكار مماثلة لهذه اللعبة من قبل مثل ‘جوجل جلاس’ سيئة التخطيط والتي لم تلق هذا النجاح المبهر التي لاقته لعبة بوكيمون جو نظراً لما تحتويه من ذكريات لمحبي التسعينات مما ساعد على جعلها ظاهرة عالمية. ساعدت هذه اللعبة على إلهاء الناس عن العنف والسياسة في وسائل الإعلام. إن وصول الواقع المعزز لعموم الجماهير هو أفضل الأسباب لتهيئتهم لاستقبال ‘الواقع المختلط’ الذي سيغير مجرى الأمور.
إن القادة في مجالات الابتكار بما فيهم نحن في ‘Engage Works’توقعوا تقدم الحقيقة المعززة على مدار السنين نظراً لقوتها وقدرتها على جلب الأعمال والعلامات التجارية للحياة. قامت العديد من الصناعات والأعمال المختلفة بتجربتها واختبار قدرتها على جذب وزيادة سرعة المبيعات. قامت ماركة مستحضرات التجميل ‘مولتون براون’ بدعوة زبائنها في شارع لندن ريجينت لتجربة مرآتهم السحرية للاستكشاف التي تستخدم الحقيقة المعززة لتفعيل الرسوم المتحركة مع الأصوات المختلفة لنقل الزبائن حول العالم لمعرفة المزيد عن مكونات وعناصر مستحضرات التجميل الخاصة بهم. كما أن الحقيقة المعززة استخدمت أيضاً في مول جاليريا بأبوظبي لمساعدة السيدات على تجربة أحدث صيحات الموضة عن طريق الواقع الافتراضي وهم واقفون في أماكنهم. أما بالنسبة للعاملين في مجال العقارات فيستخدمون الحقيقة المعززة لمساعدتهم على نقل قيمة عقار غير موجود حالياً للزبائن عن طريق الصور المرئية، في حين يستخدمونها في مجال صناعة السيارات حيث تعمل الحقيقة المعززة على جعلهم وكأنهم يتنقلون بالسيارات معهم أينما ذهبوا مستخدمين التكنولوجيا لتوضيح كيفية عمل منتجاتهم ولا أي مدى يمكن إضفاء الطابع الشخصي لكل زبون على المنتج حسب رغبته.
نجحت لعبة بوكيمون جو في نقل الحقيقة المعززة إلى المستوى التالي وهذا عن طريق مسح واستخدام خريطة العالم لجعل أي شخص قادر على تجربة الحقيقة المعززة في أي وقت. لطالما كانت هذه الفكرة ممكنة ولكنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدامها بهذه الصورة المغرية المبتكرة.
ولكن لا يمكننا النظر في شاشات هواتفنا للأبد. إن الناس أصبحوا يشاهدون ما هو أمام أعينهم من خلال شاشات هواتفهم عوضاً عن النظر إليه مباشرة وهذه هي إحدى أكبر مشاكلنا مع تكنولوجية العصر الحديث. فهم يشاهدون العالم من خلال شاشة ويضعون عازل بين أنفسهم وتجاربهم، مثل حصن أمان لعدم الارتباط. سمعنا خلال الأسابيع الماضية عن ناس يتعرضون لحوادث ويقعون من على حافة منحدرات عالية نظراً لمطاردتهم للبوكيمون بدون أي مسئولية، تلك هي الأمثلة التي لا يجب أن نتبعها عند استخدام تكنولوجيا الواقع المختلط.
إن تكنولوجيا الواقع المختلط تأخذ الواقع المعزز إلى المرحلة التالية ويثبت هذه الحقيقة معدات وأجهزة مثل؛ Meta2، ODG Smartglasses وأبرزها جهاز الHoloLens الخاص بمايكروسوفت. إن جهاز الHoloLens يعكس صور مجسمة ذات خاصية ال3Dويجلبها إلى الواقع، كما يمكن عرضها ومشاهدتها كاملة من جميع الزاوية 360 درجة مع صوت يتماشى مع الصورة. يمكن التفاعل مع الهولوجرام عن طريق الإيماءات والتفعيل الصوتي، كما أنه يمكن لعدة أفراد تجربة نفس المشاهد الافتراضية معاً في نفس الوقت.
في وقت سابق من هذا العام قامت مجموعة من الناس بتمويل وإطلاق فيلم قصير بعنوان ‘هايبر رياليتى’، الفيلم الذي قام بعمل ممتاز في إيصال صورة مستقبلية عن العالم وكيف سيكون تحت تأثير الحقيقة المعززة مبيناً احتمالات مبهرة للحقيقة المعززة وتكنولوجيا الواقع المختلط. إن شعبية هذه التكنولوجيا في نهاية المطاف هي أمر لا بد منه، وفي يوم من الأيام سيشكر رواد تكنولوجيا الواقع المختلط بيكاتشو وجميع شخصيات بوكيمون جو على تعريف الجماهير الغفيرة من الناس على الحقيقة المعززة مما يعطيهم نبذة مما هو آتي.
إن إحدى أكبر التحديات مع التكنولوجيا الحديثة هي كيفية التعود عليها ودمجها في حياتنا ولكننا نشهد الآن صعود شهرة الحقيقة المعززة مع هذا العدد الغفير من الناس حول العالم الذين أجمعوا على لعبة بوكيمون جو بنفس الشغف والحماس مما يغير من مفهومنا وتوقعاتنا للتكنولوجيا بشكل عام.
.اضغط هنا لتعرف أكثر