عبد القادر الكاملي – مستشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
ظهرت أسماء خمس بلدان عربية فقط ضمن قائمة أقوى 500 حاسوب عملاق منذ إطلاقها في نوفمبر 1993 وحتى الآن، لكن حضور المملكة العربية السعودية كان الأقوى بما لايقارن مع حضور البلدان العربية الأربعة الأخرى. تصدر هذه القائمة مرتين كل عام. وحملت القائمة الأخيرة التي صدرت الشهر الماضي الرقم 47، حيث ظهرت ضمنها أسماء خمسة حواسيب سعودية، على رأسها الحاسوب العملاق “شاهين2″، ولم تظهر أسماء حواسيب من بلدان عربية أخرى.
احتل الحاسوب العملاق “شاهين2” وهو من نوع من نوع “كراي اكس سي 40″، والعائد لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، المرتبة العاشرة عالمياً ضمن قائمة يونيو/حزيران 2016.
ويمتلك “شاهين2” قدرات حسابية هائلة تصل إلى 5537 تيرافلوبس/ثانية (أي مايعادل 5537 مليون مليون عملية حسابية في الثانية الواحدة)، وتقدر كلفة بنائه الذي تم بالتعاون مع شركة أي.بي.إم بنحو 80 مليون دولار أمريكي.
يستخدم هذا الحاسوب العملاق في مجال الأبحاث المرتبطة بالمناخ والطاقة المتجددة، ومجالات أخرى. أما الحواسيب السعودية العملاقة الأربعة الأخري التي ظهرت ضمن هذه القائمة فهي: الحاسوب “ماكمان2” العائد لشركة أرامكو السعودية واحتل المرتبة 39 عالمياً، الحاسوب “فارس” العائد لشركة أرامكو أيضاً واحتل المرتبة 118 عالمياً، الحاسوب “سنام” العائد لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية واحتل المرتبة 207 عالمياً، وأخيراً الحاسوب ماكمان العائد لشركة أرامكو السعودية واحتل المرتبة 227 عالمياً.
ومن الجدير بالذكر أن الحاسوب الصيني “سنواي تاهولايت” الذي يعمل بسرعة 93 ألف تيرافلوبس/ثانية، جاء في المرتبة الأولى كأسرع حاسوب عملاق في العالم.
ومن حيث الحصص التي نالتها البلدان، وفقاً لعدد الحواسيب العملاقة العائدة لها والتي ظهرت ضمن القائمة، جاءت الصين في المرتبة الأولى، والولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية واليابان في المرتبة الثالثة. وتشاركت المملكة العربية السعودية على المرتبة 11 مع بولندا وفنلندا والسويد وإيطاليا والنمسا وأستراليا، لكنها احتلت المرتبة السابعة عالمياً في إجمالي قوة المعالجة الحاسوبية للحواسيب العملاقة.
حققت المملكة العربية السعودية حضوراً قوياً ضمن قائمة أسرع 500 حاسوب عملاق، منذ إطلاقها في نوفمبر/تشرين الثاني 1993 وحتى الآن. وكانت كافة الحواسيب السعودية الداخلة في القائمة تعود لشركة أرامكو فقط حتى نهاية عام 2008. وتابعت شركة آرامكو حضورها ضمن كافة القوائم التي صدرت بعد ذلك، غير أن أسماء بعض الجهات السعودية الأكاديمية بدأت تظهر ضمن القوائم. ففي يونيو/حزيران عام 2009 دخلت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية القائمة مع الحاسوب العملاق “شاهين” واحتل المرتبة 14 عالمياً، وكان هذا مؤشراً على المستوى المتقدم الذي بلغته جامعات المملكة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012 دخلت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية القائمة مع جهاز “سنام” الذي احتل المرتبة 52 عالمياً.
وفي قائمة يونيو/حزيران عام 2015 أدرج الحاسوب العملاق “شاهين2” ضمن الحواسيب العملاقة العشرة الأوائل، باحتلاله المرتبة السابعة عالمياً. وفي قائنة نوفمبر/تشرين الثاني 2015 “تراجع شاهين2” إلى المرتبة التاسعة عالمياً، ثم إلى المرتبة العاشرة حالياً.
بالنسبة للدول العربية الأخرى التي ظهرت أسماؤها ضمن القوائم، فهي الإمارات وعمان ومصر وقطر.
احتل الحاسوب العملاق “إس.جي.أي. باور أونكس6” العائدة إلى شركة أبوظبي الوطنية للنفط (أدنوك)، المرتبة 338 على مستوى العالم عام 1994. ثم دخلت الإمارات قائمة نوفمبر/تشرين الثاني 2006 عبر الحاسوب “أي.بي.إم بلو جن” العائد لمركز التميز للأبحاث التطبيقية والتدريب في أبوظبي حيث احتل المرتبة 139، ثم تراجعت مرتبته في قائمة يونيو/ حزيران 2007. وفي يونيو/حزيران 2012 دخل الحاسوب المركّب من مجموعة حواسيب “زيون إكس5675-6سي” العائد لجامعة نيويورك في أبوظبي القائمة واحتل المرتبة 379، ولم يظهر اسم دولة الإمارات ضمن القوائم اللاحقة منذ ذلك الوقت.
دخلت سلطنة عمان للمرة الأولى قائمة مالكي أسرع 500 حاسوب في العالم في يونيو/حزيران 2003 من خلال الحاسوب المركّب من مجموعة حواسيب “بنتيوم 4 زيون” العائد لشركة تطوير نفط عمان واحتل المرتبة 196. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2003 احتل حاسوب شركة نفط عمان المرتبة 168 بعد تطويره. ثم دخل القائمة مرة أخرى في يونيو/حزيران 2004 ولكن في المركز 323، ولم يظهر اسم سلطنة عمان ضمن القوائم اللاحقة منذ ذلك الوقت.
ظهر اسم مصر للمرة الأولى في قائمة نوفمبر/تشرين الثاني 1996 مع الحاسوب “باور شالنج 10000” العائد لشركة ويستيرن جيكو وقد احتل المرتبة 480. وفي يونيو/حزيران 2001 ظهر اسم مصر ثانية مع الحاسوب المركّب من شبكة حواسيب “باور3” العائد لشركة “بي.جي.اس” واحتل المرتبة 449. وضمت قائمة يونيو/حزيران 2002 ثلاثة حواسيب أسرعها كان الحاسوب المركّب من شبكة حواسيب “إنفينيتي بي.أي.أي.أي.” والعائد لشركة “جيوساينس” الذي احتل المرتبة 142 وهي أفضل مرتبة لحاسوب عملاق استخدم في مصر. واستمر ظهور الحواسيب الثلاثة ضمن قائمة نوفمبر/تشرين الثاني 2002، ولكن بعد أن تراجعت مراتبها. واكتفت قائمة يونيو/حزيران 2003 بحاسوبين، وقائمة يونيو/ حزيران 2005 بحاسوب واحد احتل المرتبة 367. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2007 احتل الحاسوب المركّب من شبكة حواسيب “بليد سنتر إتش.إس21” العائد لشركة “جيوساينس” المرتبة 152، واسنمر ظهوره في قائمة يونيو/حزيران 2008 بعد أن تراجعت مرتبته. ولم يظهر اسم مصر ضمن القوائم التي تلت ذلك منذ ذلك الوقت.
دخلت قطر القائمة مرة واحدة في يونيو/حزيران 2004 من خلال الحاسوب المركّب من شبكة حواسيب تعمل بالمعالج “إيتانيوم2” ، العائد لشركة أوكسيدنتال قطر للبترول وجاء في المرتبة 476 عالمياً. ولم يظهر اسم قطر ضمن القوائم اللاحقة منذ ذلك الوقت.