القاهرة: حنان سليمان
تعيش اليوم وزارة التربية والتعليم وطلاب الثانوية العامة في مصر أياما عصيبة ليس فقط بسبب إلغاء بعض الامتحانات إثر تسريبها عبر صفحة “شاومينج” على موقع “فيسبوك” بل وصل الأمر إلى حد التهديد بالتلاعب في نتائج الامتحانات كخدمة تقدمها الصفحة لمن يدفع من الطلبة.
حال التعليم في مصر يقلق الكثيرين ومنهم رواد الأعمال الذين يسعى بعضهم لتحسين وضعه عبر عمل دؤوب لخلق تعليم بديل أو موازِ بعضه لم يكتب له الاستمرار مثل “أكاديمية التحرير” لمؤسسها سيف أبو زيد الذي عمل عليها لثلاث سنوات كمؤسسة تعليمية غير هادفة للربح تحرر مفهوم المعرفة وتبني مكتبة مجانية كبرى من الفيديوهات التعليمية الجذابة باللغة العربية لطلبة المدارس الإعدادي والثانوي، لكنها توقفت بسبب عراقيل حكومية، ليبدأ سيف مشروعا جديدا ينطلق العام الدراسي القادم وهو “مافريكس” أول مدرسة للتعليم المدمج في مصر، بعد دراسته للسياسات العامة في الجامعة الأمريكية متخصصا في التعليم المدمج.
نموذج آخر هو إيمان أبو العطا التي درست في جامعة ستانفورد بأمريكا وحصلت على الماجستير في التفكير التصميمي من كلية التصميم هناك، وبدأت مشروعا لتطوير التعليم في أمريكا اسمه School Innovation Labs لكنها عادت لمصر لتحدث أثرا ما.
إيمان -28 عاما- بدأت في العام الحالي العمل على ثلاث مشروعات تعليمية مختلفة أولها “ستوديو التصميم” أو D.Studio الذي بدأ في يناير الماضي في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة لتعليم الأطفال بين 8-18 عاما مهارات تتجاوز الفنون والرياضة والموسيقى إلى البرمجة والخياطة وغيرها من المعارف المفتوحة التي لا تعرف حدودا مقابل اشتراك شهري، بينما تتواصل الجهود في المشروعين الآخرين وهما “معمل التصميم” Design Lab و”مدرسة إينوفا” Innova School.
تصميم وابتكار
يعمل الستوديو على زرع الشغف والإبتكار والثقة بالنفس في الأطفال عن طريق برامج مختلفة يشارك فيها الأطفال بعد وقت المدرسة أهمها ستوديو الشغف الذي يضم أدوات وأجهزة ومساحات تناسب مهارات مختلفة ويهدف لأن يخرج الطفل منه بعد شهرين بمشروع من صنعه بمساعدة من الموجهين والمرشدين يكون قد تعلم فيه أيضا مهارات حياتية من تواصل وقيادة للفريق وغيرها. بعض الأطفال خرجوا بمشروعات في تصميم أزياء وتطوير تطبيقات على التليفون والتخلص من الزبالة بطريقة صديقة للبيئة وهناك من صنع حلبة مصارعة. هناك أيضا ستوديو الابتكار الذي يقوم على معايشة الطفل لمشكلة حقيقية موجودة مثل مشكلة المرور ليبتكر حلا لها.
معمل التصميم.. هو مشروع ثانٍ في إطار جامعي لتخريج ابتكارات ومبتكرين تجري فيه إيمان محادثات مع الجامعة الأمريكية لاستضافته عبر تنظيم فصول لتقوية مهارة الابتكار لدى الطلاب بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي لديها برنامج لدعم ثقافة الابتكار في العملية التعليمية فقد لا تكون المخرجات أو الابتكارات منتجات ربحية في ذاتها مثل أن تطور منصة أو تطبيقا للتعريف بتحديثات القوانين.
أما “مدرسة إينوفا” فهي المظلة الأكبر للابتكار في التعليم التي تطمح إيمان أن تطلقها العام القادم لتخريج مبتكرين ورواد أعمال يثرون وضع التعليم في مصر. الإطار العام الذي يحكم المدرسة، كما تقول إيمان، قائم على خمسة أعمدة أولها التميز الأكاديمي، فبالرغم من أن المشروع هو مشروع تعليمي مجتمعي يعتمد على التفاعل مع الخبراء على غرار محادثات تيد، إلا أنه لا يرمي إلى محادثات ممتعة فحسب بل أن يطور من مهارات طلابه لتغيير العالم وسط بيئة داعمة من موجهين ومرشدين. تقوم المدرسة أيضا على وضع التجربة الواقعية في إطارها المناسب بالنظر إلى مشاريع قائمة على الأرض والاستفادة منها من خلال فترات تدريب فيها ترتب لها المدرسة، بالإضافة إلى أنها تعتمد على الابتكار وريادة الأعمال في محتواها وعلى تعليم أدوات مساعدة من برمجة ومالتيميديا وصناعة أفلام وتفكير تصميمي، وأخيرا تركز المدرسة على تطوير الذات والمهارات الشخصية.
تعليم مُكَمّل
على المستوى الجامعي وحتى للخريجين، ظهر أيضا في عام 2013 معهد القاهرة للفنون والعلوم الليبرالية CILAS كأول برنامج مسجل كجمعية غير ربحية لإكتشاف الذات للتنمية يقدم حزمة من المعلومات فى الآداب والثقافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية على مدار فصل دراسي أو عام دراسي كامل لتسهيل إلتحاقهم ببرامج دراسية للحصول على درجة الماجستير والدكتوراة من الجامعات الأجنبية. تقوم الدراسة بالمعهد على دراسة منهجية باللغة الإنجليزية وحلقات دراسية عن موضوعات بعينها وبرامج لخدمة المجتمع ومشروعات تطبيقية في إطار محلي. يتعلم الطالب كيفية صياغة أسئلة بحثية ومهارات النقاش وتجميع الأفكار وربط المعرفة النظرية بالفهم التطبيقي.
ويستعين المعهد بخريجى الجامعات الأجنبية المرموقة الحاصلين على درجة الماجستير على الأقل فى التدريس للطلبة بشرط أن يكون لديهم خبرة سابقة في التدريس.