خاص – entrepreneuralarabiya
بالنظر إلى انتشار الكثير من قصص نجاح الأعمال في عالم الصحافة هذه الأيام ، يمكننا تفهم اعتقاد البعض بسهولة النجاح وبساطته، وكأن الأمر ببساطة شراء حاسوب أو تسجيل على أسم موقع إلكتروني.
ترجمة : حيدره عبد الرحمن
الحقيقه، إن إطلاق شركة وجعلها تنطلق بفعالية أكبر، هو واحد من أصعب الأمور التي قد يفعلها أي أحد في العالم، وقصص فشل الأعمال أكثر بكثير من قصص نجاحها.
أنا على ثقة أننا جميعاً بطريقة ما نعلم أن نجاح أي شركة وتخطي الصعاب من السنة الأولى هو أمر نادر، بينما نجد أن حوالي تسع من عشر شركات لا تتخطى المرحلة الحرجة قبل خمس سنوات.
ولكن ماذا عن تلك الشركات الكبيرة الراسخة؟ الواقع يقول أن هنالك فرق شاسع بين الشركات التي تنجح على نحو عادي والشركات التي تنجح بشكل كبير وملفت، مثلا، وغالبا 96% من الأعمال في الولايات المتحدة لا تتخطى إيرادتها السنوية أكثر من عشر ملايين دولار امريكي.
إذا ما هي على وجه التحديد الصعوبة في بناء شركة عظيمة؟ بالتأكيد لن نستطيع ان نأتي بإجابة سهلة على هذا السؤال. وسواء كان دخل شركتك خمسمائة الف أو خمسمائة مليون، هنالك ببساطه العديد من العوامل والسيناريوهات التي لا بد من أخذها بالحسبان، مع كل مرحلة من مراحل نمو الأعمال التجارية أو (تراجعها). يتراءى لنا تحديات غالباً ماتتركنا في موقع متأخر.
لتفادي هذه المشاكل أو الأخطاء. دعونا نطرح السؤال التالي : لماذا تنجح بعض الشركات بينما معظمها تنتهي إلى الركود والتباطؤ؟ ما لشيئ المهم والمختلف الذي تفعله الشركات الناجحه؟
في تبسيط لهذا المقال، سنلقي نظرة على مجموعة معطيات رئيسية تتميز بها أعظم الشركات الكبيرة، أثناء قراءتك لهذه لمميزات، إسأل نفسك هل تستطيع أن تقول بسهولة أن هذه المعطيات تنطبق على شركتك بل وتكبر من خلالها؟
1- الشركات الناجحة ليس لديها أهداف فقط. بل لديها غاية أيضا تريد الوصول إليها .
غني عن القول أن تحديد الأهدف هو واجب وضروري لأي عمل يريد أن يكون ناجحاً. ومع ذلك فإن تحديد أهداف واضحه لن يكون كافياً : هذه الأهداف يجب عليها جميعها أن تخدم الغاية من تأسيس شركتك، أو أن يصب كل هدف في غاية واحدة. وعلى نحو أكثر أهمية، فإن الغالبية من طاقم عمل شركتك يجب أن يعرف تماماً ماهي الغاية النهائية للشركة التي يعملون فيها.
وعلى حين أن قياس الأرتباط بين الهدف المشترك، وأداء الأعمال ليس سهلاً، فإن العديد من الدراسات أتت على ذكر هذه الظاهرة. هناك دراسة واحده شاملة أتت على ذكرها في من عام 2002، نشرت من قبل ريتشارد إلسوورث من مدرسة داركر لإدارة الأعمال، وقد وجد أن الشركات التي تكون غايتها الالاساسية ” تقديم القيمة للعملاء” كانت إلى حد كبير أكثر ربحاً وتفوقاً بعشر سنوات من تلك التي كانت غايتها التنظيمية توفير العوائد لمساهميها.
مثل هذه الدراسات تظهر بكل وضوح الفرق بين “هدف” والغرض الذي يهم موظفيك” هكذا دراسات تذكرنا أن أهداف مثل زيادة المبيعات، وتخفيض معدل التوظيف، أو خفض التكاليف يجب أن تستند دائما الى الغرض المرجو من الأعمال التجارية الخاصة بك، والتي ينبغي أن تأخذ الوقت اللازم لتحديدها بالشكل الصحيح.
- حين تنكمش الموارد تعايش مع الربح الخفيف
في الأيام الأولى لأي شركة، حين تنكمش الموارد، الأولوية رقم واحد هي أن تبقي أبوابك مفتوحه. وفي الوقت الذي لا يكون فيه – إنجازك للأعمال كاملاً – ولا يصل إلى الحد المطلوب، فيكفي أن تنجز الأهداف الضرورية على الأقل.
في حين أننا نستطيع أن نتعايش مع “الربح الخفيف” في البدايات، من المهم هنا ذكر كلمات الرئيس الهندي السابق “أبو بكر زين العابدين عبد الكلام” عندما يقول عند النظر في تنامي الأعمال بشكل كبير يجب أن تكون غايتنا :” التميز هو عملية مستمرة وليس من قبيل الصدفة”.
وجزء كبير من تلك “العملية المستمرة”نحو السعي لتحقيق التمييز هو في الواقع إعداد العمليات والبروتوكولات اللازمة وهيكلتها عبر شركتك وتحسينها باستمرار”.
3- بدون ضوابط يكون لديك نوايا حسنة ونتائج سيئة
في مدونة لصحيفة نيويورك تايمز وضع رائد الأعمال جاي غولتز “الافتقار إلى الضوابط” في المرتبه الثالثه من عشر أسباب تقود العمل إلى الفشل وعدم تحقيق الازدهار. غولتز لاحظ أنه حين يكون لدينا معايير عاليه، فهذا يعني أن نضع العمليات والضوابط في المكان المطلوب وهذا أمر لا تزال العديد من الشركات تفشل في القيام به : “بدون ضوابط سوف يكون لديك نوايا حسنة مترافقه بنتائج سيئة” يقول غولتز.
4 – الرضا هو عدو التقدم
كما هو الحال مع التحسين المستمر للعمليات التي تقدمها، أنت بحاجه أيضاً أن تعمل باستمرار، كما يقول المثل القديم “الرضا هو عدو التقدم” ولايمكن أن يكون بأي حالة أكثر حقيقةً من حقيقة تأثيره على منتجاتك وخدماتك . “جيد بما فيه الكفاية” ليست كافيه. على العكس يجب أن تسأل نفسك دائماً كيف أجعل العمل أفضل؟
الأعمال التي تريد أن تغدو كبيرة وتتوسع (وتريد البقاء أفضل لأطول فترة ممكنة) هي عادةً التي تضع الأبتكار في أعلى قائمة الأعمال التي يجب القيام بها. وهي ليست فقط في أهمية الأشياء الموجودة بل بالمدخلات العادية المصاحبة للمنتجات والخدمات.
ويمكن أن تلاحظ أهمية هذا في الأموال الخيالية التي يتم إنفاقها سنوياً على البحث والتطوير من قبل الشركات التي – على الرغم من حجمها – تستمر في تحديد أولويات النمو والتحسن، مثال على ذلك أكبر أربع إنفاقات وفقا ل “ووتر هاوس كوبرز” كانت ل “فولكس واجن، سامسونج، وإنتل، ومايكروسوفت” الذين أنفقوا أكثر من إثنان وخمسين مليار بالمجمل. على أعمال الابتكار والبحث والتطوير.
عندما تقوم شركات بهذا الحجم وهذا التمييز في السوق بالدفع لتحسن عروضها، اذاً ما الأمل الذي ترجوه الشركات التي لاتقوم بذلك؟
5 – اعتن بموظفيك وسوف يعتنون بأعمالك
يرتقون الى القمه ويذهبون الى أبعد الحدود من أجل موظفيهم. على حد تعبير ريتشارد برانسون، ” اعتن بموظفيك، وسوف يعتنون بأعمالك” ولنواجه الأمر، هو شخص يعرف الكثير من الأشياء لبناء مؤسسة ناجحه.
ولكن ماذا نقصد بالضبط عندما نقول “أعلى وأبعد؟” فلنكن واضحين، في حين أنه من المهم الوصول إلى الأساس بطريقة صحيحه – الأجور، العطل والمعايير الأخرى النافعه – هذه الأشياء بالواقع هي بالحقيقه الأساسيات.
الشركات الناجحه حقا مثل شركة برانسون “فيرجن غروب” تأخذ خطوة أخرى – هم يتعرفون على موظفيهم لتخصيص مجموعه فوائد مرنة تساعدهم على الشعور بالأندماج، والقوة. وبكلمات فيرجن نحن نقوم بذلك من خلال” دعم موظفينا في جميع جوانب الحياة لمساعدتهم على أن يكونوا أفضل لذاتهم.” هذا الدعم يمكن أن يأخذ شكل أي من الأمور، من النشاطات التي تشجع توازن عملي-حياتي صحي، توفير الوصول إلى برامج الصحة واللياقة البدنية، وغيرها الكثير.
وإذا لم يكن دليل فيرجن كافياً، فهناك العديد من الدراسات التي اظهرت نجاح وفاعلية هذا المنهج، واحدة من أكثر الدراسات شمولاً تلك التي قامت بها مؤسسة غالوب في عام 2012، وجدت أن خمسين ألف وحدة أعمال تجارية، وهي الموجودة في النصف الأعلى من القائمة الأفضل تشجع موظفيها على المشاركة والعمل، بلغت تقريباً ضعف نتائج الأداء لتلك الشركات في النصف الأدنى
6 – تعزيز ثقافة المحاسبة مع الكثير من التفهم
قد يبدو أن هذين الشيئين منفصلين عن بعضهما، ولكن في إعداد الشركة أنت بحاجة الى جرعه كبيرة من كلا العاملين لتكون ناجحا. المحاسبة في النهاية، بحاجة الى إتصال واضح وصريح لمعرفة من هو المسؤول عن ماذا، وعملية التواصل توضح نتائج تلك المسؤولية.
وبطبيعة الحال، التكليف يأتي من السلطة العليا، مع تخطيط يحتاج لتعيين إطار العمل لإيصال ما لذي يجب عمله بوضوح (بدلاً من ماذا ينبغي تحقيقه ) ومن المسؤول عنه.
هذه الأجراءات إذاً تحتاج لأن توضع في الأتجاه الآخر، والتي مرة أخرى، هي بالأساس رصد ومراقبة للنتائج، وهذا الرصد يجب أن يكون ذا مغزى. كثيره هي الشركات التي تملك نوع من “المسائلة الخاطئة” في مكان ما منها وهذا يرجع لأن نتائج الأداء لم يتم تحليلها ومناقشتها بشكل مناسب وهذا بالحقيقة غير عادل للموظف وصاحب العمل.
مثل هذا الأطار من المسائلة والتواصل هو في الصميم لمعالجة أوجه القصور، ومعرفة مايمكن عمله، وتحديد العاملين بأداء عالي، الذين هم في الواقع أساس ومستقبل شركتك، وتحفيز فريقك – وأكثر من ذلك بكثير.
الشركات المزوّدة بأنظمة مسائلة وتواصل ممتازة هي غالباً ما تكون نادرة، وربما لذلك الشركات العظيمة غالباً ما تكون نادرة. تبعا لدراسة تطبيق المسائلة في مكان العمل، وهي دراسة لعدة سنوات تشمل 40 ألف من المشاركين، 91% من المشاركين قالو بأن المسائلة هي واحدة من أعلى الأحتياجات التنموية التي يودون تطبيقها في شركاتهم، بينما قال82% بأنهم ليس لديهم القدرة على تحقيق المسائلة في شركاتهم.
7 – أصبحت مذهلاً، ابق مذهلاً.
عندما نتحدث عن جودة الشركات الكبيرة، التعميم هو أسهل مايمكن فعله، ولذلك يجب أن نتخذ احتياطاتنا هنا، وفي نفس الوقت لايمكننا أن نتجاهل حقيقة أن بعض الشركات أفضل في تنفيذ التدريبات التجارية الأساسية، والمنطق السليم سيخبرنا أنها ستجلب لنا النتائج وهذا هو السبب الأساسي في حصول هذه الشركات الأفضل.
ويجب أن نسأل أنفسنا “لماذا تخسر الشركات بطريقة أو بأخرى إنضباطها بنهاية المطاف لتنفيذ أفضل الإجراءات؟ (إذا كانت لديها منذ البداية). لماذا من الصعب علينا عدم الأحتفاظ بها؟ هل تمت محاصرتنا في هذه المهام لدرجة أننا ننسى العمل على البنية التحتية للشركة؟
أياً كان السبب، نحن نبدو وكأننا نجعل الأمور أكثر صعوبة على أنفسنا. نعم العمل تحدي قاسي، ودائما سيكون كذلك، هناك الكثير من العوامل الخارجة عن سيطرتنا ولكننا إن لم نعمل على إحداث فرق من خلال النقاط المذكورة أعلاه، هل نفتقد أحدها في شركاتنا؟ إذاً نحن حرفياً فقط متمركزين في مكاننا، وهذه ليست فكرة عظيمة عندما يتعلق الأمر بالبيئة التنافسية التي نعمل فيها جميعا.
الرابط الأصلي للمقالة
https://www.entrepreneur.com/article/277057