القاهرة – ايمان مصطفى
الطاقة البديلة تنتشر في الأسواق الناشئة بعد الطلب المتزايد ونتيجة للحلول الذكية والرخيصة نجحت شركات تزويد الطاقة الشمسية في تحقيق عوائد سريعة، صنرجي واحدة من ، أهم شركات الطاقة اتي تعتمد على تقنيات الطاقة الشمسية
تأسست “صنرجي” مطلع عام 2013 كمنشأة فردية. استغرقت مهام دراسة السوق وسبل التسويق وتحديد التكنولوجيا المستخدمة نحو عام. وفي نهاية 2013 انضمت “صنرجي” إلى “فلات6لابز” Flat6labs، ومن ثم تحولت إلى شركة مساهمة، بعد حصولها على تمويل تأسيسي 100 ألف جنيه (10 آلاف دولار) من مسرعة الأعمال.
حلت أزمة الطاقة على مصر في أعقاب الثورة المصرية، وما تلاها من اضطرابات سياسية واقتصادية ألقت بظلالها على قطاع الأعمال في البلاد.
كان ذلك الدافع للحكومة المصرية الأخيرة في تكثيف مجهوداتها نحو الطاقة المتجددة ولاسيما الطاقة الشمسية، وخاصة بعدما اضطرت لرفع الدعم على الطاقة منتصف 2014 بسبب ضغوط اقتصادية.
في سبيل ذلك، أقرت الحكومة المصرية في نهاية 2014 نظام تعريفة التغذية Feed-in-Tarrif، لمشاريع الطاقة الشمسية والرياح المتّصلة بالشبكة الكهربائية. يتيح هذا النظام للقادرين على بناء محطات توليد كهرباء من الطاقة الشمسية على نفقتهم الخاصة، بيع الإنتاج إلى شبكة الكهرباء الوطنية. وحددت الحكومة المصرية شرائح ثابتة في هذا الصدد، تبدأ من 1 كيلوووات حتى 50 ميجا وات.ي”
وفي حديثه لـ”انتربرنور العربية”، يقول حسام الزيات مؤسس “صنرجي” مُعرفًا خدمات شركته: “نحن شركة متخصصة في قطاع الطاقة الشمسية المُولدة من الألواح الشمسية على أسطح المباني، ونقوم في هذا الصدد بأعمال التصميم والتركيب وتوفير المكونات اللازمة لتلك الألواح من أفضل المُصنعين، ونقدم خدماتنا منفصلة أو مجتمعة”.
وتقدم “صنرجي” خدماتها لعملائها حسب الطلب، “فالمنتج النهائي ليس مُعد مسبقًا، بل نقوم بتصميمه وتنفيذه وفقًا لاحتياجات كل عميل والمساحات المتاحة” يوضح الزيات.
فرص النمو
وتشمل شرائح عملاء “صنرجي” الوحدات السكنية والمزارع والمصانع. “التوجه من قبل الحكومة والمواطنين نحو الطاقة الشمسية أصبح واضحًا، ويحفز ذلك فرصنا في النمو، فالفجوة كبيرة بين الإنتاج والاستهلاك في قطاع الطاقة، والسوق المحلي متعطش جدًا ويحتاج سنوات ليصل إلى درجة الإشباع، إذ لاتزال الكهرباء الناتجة عن الطاقة المتجددة ككل لا تشكل سوى 2,5% فقط من إجمالي الطاقة في مصر، البلد الذي يشهد زيادة في استهلاك الطاقة بنسبة 7%”، حسب الزيات.
وإلى جانب فرص النمو المحلية، يحظى قطاع الطاقة الشمسية بفرص مماثلة إن لم تكن أكبر في كلِ من الخليج وأفريقيا. فبعد الانخفاض الحاد في أسعار النفط عالميًا، بدأت دول الخليج القائمة اقتصاديًا على البترول، في التوجه إلى الطاقة الشمسية كبديل، ولاسيما مع توفر آشعة الشمس فيها معظم شهور السنة.
كما وتعاني دول جنوب الصحراء الأفريقية من أزمة رهيبة في الطاقة، إذ أن 50% من التعداد السكاني في أفريقيا يعانون من انعدام الكهرباء، وهو ما يدعم توجه تلك البلاد ايضًا إلى الطاقة الشمسية، ولاسيما في ظل مناخها المشمس طوال العام.
ماذا عن الاستثمار
رغم أن الزيات يعي جيدًا أهمية توفر استثمار للشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، للتمكن من التوسع أفقيًا ورأسيًا، إلا أنه يسعى نحو الاستثمار بخطوات متأنية. “لا ارى أن التعجل في جذب مستثمر الآن خطوة مناسبة، أشعر برضا تام عن النمو التدريجي للشركة، والقائم على استقطاب عملاء نتيجة انتشار السمعة الجيدة لخدماتنا، وأرى تلك الاستراتيجية هي الأنسب”، يقول الزيات.
وفي مساعيه نحو النمو التدريجي، يجهز الزيات الآن لمنتجات مسبقة التحضير (فضل عدم الكشف عنها الآن)، ليضيف بذلك المزيد من قنوات جني العوائد لنموج العمل الخاص بـ “صنرجي”.
لعل توجيه الاهتمام للطاقة الشمسية نابعًا من امتلاك مصر لإمكانات هائلة في هذا المجال، إذ تسقط ما بين ٢٠٠٠ إلى ٣٢٠٠ كيلووات ساعة من الطاقة الشمسية سنويًا على كل متر مربع من الأراضي المصرية.
من ثم، وفرّت مؤسسات مختلفة التدريب لروّاد الأعمال المحتملين والأشخاص المهتمين في تقنيات الطاقة الشمسية في القاهرة.
تضمن ذلك “جمعية تنمية الطاقة الشمسية المصرية” SEDA، التي تعمل على نشر الوعي وتأمين دوراتٍ تدريبيةٍ منخفضة التكاليف. أيضًا، تقدم أكاديمية الطاقة الشمسية “ريناك أويزس” RENAC-Oasis شهاداتٍ للمهندسين والفنّيين العاملين في مشاريع توليد الحرارة والكهرباء من الطاقة الشمسية، ودورات معرفية عامة لرجال الأعمال، وتدريب مخصّص للشركات الناشئة في هذا القطاع.
كل تلك الحقائق، كانت الدافع الحقيقي لركب طويل من الشركات الناشئة للدخول في حيز ريادة الأعمال بقطاع الطاقة الشمسية بأنماط مختلفة.
تضمن ذلك كلًا من “سوليرا” Solera لتركيب سخّانات مياه بالطاقة الشمسية، و”شمسينا” Shamsina المتخصصة في تصنيع سخانات مياه بالطاقة الشمسية رخيصةً، و”سولاريست” Solarist المتخصصة في تحلية المياه بالطاقة الشمسية.
ويرى مراقبون ضرورة أن يأتي ما يتراوح بين 60% إلى 75% من الطاقة التي يتم توليدها عبر الألواح الشمسية، من تلك المثبتة على أسطح المباني PV.
في هذا الصدد، قررت شركات متخصصة في تصميم وتركيب تلك ألواح الشمسية على الأسطح، على غرار “سولارايز ايجبت” Solarize Egypt، ومنافستها “صنرجي” Sunergy توظيف الإشعاع الشمسي الهائل بمصر في مكانه الصحيح.