Entrepreneur -خاص
أعلنت الشبكة العالمية لروّاد الأعمال والرؤساء التنفيذيين على مستوى العالم عن تواصل تراجع الثقة الاقتصادية بين الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الأول من العام الحالي. فقد تراجع مؤشر الثقة YPO Global Pulse لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للربع السادس على التوالي، حيث فقدت المنطقة 0.8 نقطة لتتراجع إلى 55.6 نقطة، وهو مستوى أدنى من مستوى الثقة العالمي البالغ 58.3. ولم يسبق أن تراجع مؤشر الثقة لهذا المستوى بالمنطقة خلال الأعوام السبعة الماضية من الدراسة الاستقصائية ربع السنوية إلا مرة واحدة خلال الربع الأخير من عام 2011، وذلك أثناء ذروة الأزمة الاقتصادية العالمية.
1q16_MENA_confidenceعلى الرغم من التراجع الكبير في الثقة خلال النصف الثاني من عام 2015، إلا أن مؤشر الثقة في المملكة العربية السعودية تعافى إلى حدٍ كبير خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث قفز 14.1 نقطة ليستقر عند 53.5 نقطة رغم تراجعه بمعدل 15 نقطة كاملة عن مستوى الثقة الذي كان عليه قبل ثمانية عشر شهرًا. هذا وقد ظلّ مؤشر الثقة في الإمارات العربية المتحدة متدنيًا بعد ستة انخفاضات ربع سنوية متتالية، حيث انخفض بمقدار 0.9 نقطة ليصل إلى 49.4 نقطة. علاوةً على ذلك، شهدت لبنان انخفاضًا حادًا في مؤشر التفاؤل، حيث انخفض بمقدار 7.2 نقطة ليصل إلى 46.4 نقطة، الأمر الذي يعكس توقعات اقتصادية تتسم بالتشاؤم.
وشهدت مصر في المقابل زيادة طفيفة بمقدار 1.7 نقطة ليصل المؤشر إلى 59.2 نقطة كما حافظت إسرائيل بقوّة على هذا المؤشر في منطقة تتسم بالتفاؤل عند معدّل 62.3 نقطة، وهو معدّل الربع السابق تقريبًا.
علق باسل الحموي، رئيس مؤسسة التمويل الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعضو فرع منظمة الرؤساء الشباب في بلاد الشام قائلًا: “إن مواصلة قادة الأعمال في المنطقة إبداء تخوفهم بشأن التحديات الاقتصادية التي تؤثر على العديد من البلدان لا يمثّل مفاجأة.” واستطرد قائلًا: “مع بطء التعافي الاقتصادي العالمي، وانخفاض أسعار البترول، وعدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة، فمن غير المرجح أن تتحسن الثقة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على المدى القصير. ومن المرجح أن يبقي الرؤساء التنفيذيون على حذرهم طوال عام 2016، مع مراقبتهم المؤشرات الاقتصادية عن كثب انتظارًا لأي علامات للتحسن وتوافر الفرص.”
وبنظرة شاملة، سجلت منطقة مجلس التعاون الخليجي التابعة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – والتي تضم الدول الكبرى المصدرة للنفط: البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة – زيادة بمقدار 6.3 نقطة في مؤشر الثقة، على خلفية انخفاض مرعب في مؤشر الثقة في الثمانية عشر شهرًا الماضية. وبرغم أن هذه النتيجة لا تزال تمثل انخفاضًا بمقدار 18 نقطة كاملة عن مستواها المسجل في أكتوبر 2014، قبل أن تبدأ أسعار النفط في التهاوي، ولكنها تشير إلى أن الأسوأ قد انتهى الآن.
على الصعيد العالمي
وعلى الصعيد العالمي، ظلت النتيجة الإجمالية لمؤشر الثقة ثابتة عند 58.3 في الربع الأول من عام 2016، ما يعكس توقعات اقتصادية متسمة بالتفاؤل إلى حدٍ ما. وقد ارتفعت الثقة في قارة أفريقيا بواقع 2.2 لتصل إلى نتيجة إيجابية نسبيًا عند 53.2 نقطة، في حين ارتفعت الثقة في الولايات المتحدة بواقع 0.5 نقطة لتصل إلى 59.6 نقطة. وقد استمرت البيئة الاقتصادية في قارة آسيا على حالها تقريبًا، حيث ارتفعت الثقة بمقدار 0.3 نقطة لتصل إلى 60.0، في حين قفزت الثقة في منطقة الاتحاد الأوروبي بمقدار 1.1 نقطة لتصل إلى 61.6 نقطة. بينما تهاوت الثقة في أمريكا اللاتينية بشكل حاد بواقع 3.6 لتتراجع إلى 50.8 نقطة.
النتائج الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
من المتوقع استمرار صعوبة الأوضاع الاقتصادية. بالنظر إلى التوقعات قصيرة الأجل، توقع أكثر من ثلث الرؤساء التنفيذيين (34% منهم) تدهور الأوضاع التجارية والاقتصادية خلال الستة أشهر المقبلة، في حين توقع 35% حدوث تغيير طفيف أو عدم حدوث أي تغيير. بينما توقع 31% فقط من الرؤساء التنفيذيين حدوث تحسن في المناخ الاقتصادي.
انخفاض نسبة التفاؤل بشأن المبيعات وفرص العمل والاستثمار الثابت. في حين تراجعت العناصر الرئيسية الثلاثة المكونة لمؤشر الثقة YPO Global Pulse Index (التي تتبع المبيعات وفرص العمل والاستثمار الثابت) في الربع الأول من عام 2016، إلا أن بعض الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا يزالون يحملون رؤية متفائلة نسبيًا حيال آفاق نمو منظماتهم في 2016.
وقد انخفض مؤشر المبيعات الخاص بمؤشر الثقة YPO Global Pulse Index في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمقدار 2.7 نقطة ليستقر عند 61.1 نقطة. ولا يزال أكثر من نصف الرؤساء التنفيذيين (نسبة 55% منهم) يتوقعون نمو الإيرادات خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، في حين يتوقع 19% فقط من الرؤساء التنفيذيين تقلص المبيعات، بينما يتوقع 26% من الرؤساء التنفيذيين أن تظل الإيرادات بنفس المستوى.
تراجع مؤشر العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بواقع 2.0 نقطة مستقرًا عند 55.8 نقطة. وقد توقع ثلث قادة الأعمال (31% منهم) تقريبًا ارتفاع عدد الموظفين في العام المقبل، بينما توقع 13% منهم فقط انخفاض حجم القوى العاملة لديهم. في حين ذكر أغلبية الرؤساء التنفيذيين (56% منهم) أن عدد موظفيهم ظل كما هو على النحو الأرجح.
كما تراجع مؤشر الاستثمار الثابت بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الثلاثة أشهر الأولى من العام بمقدار 1.7 نقطة ليستقر عند 58.2 نقطة. وقد توقع أربعون في المائة من الرؤساء التنفيذيين ارتفاع معدل الاستثمار الثابت في العام القادم، بينما توقع 41% منهم أن تظل مستويات الاستثمار على حالها دون أي تغيير. في حين توقع 19% فقط من الرؤساء التنفيذيين انخفاض معدل الاستثمار الثابت في الاثني عشر شهرًا القادمة.
جمعت هذه الدراسة الإلكترونية ربع السنوية – التي أُجريَت خلال أول أسبوعين من أبريل 2016 – أجوبةً من 2,209 رؤساء تنفيذيين حول العالم من بينهم 123 رئيسًا تنفيذيًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تفضل بزيارة الموقع الإلكتروني www.ypo.org/globalpulse للتعرف على مزيدٍ من المعلومات عن منهجية الدراسة الاستقصائية ونتائجها من جميع أنحاء العالم.