دبي- خاص
تنظم وزارة الاقتصاد الإماراتية ومجلس المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة زيارة لرواد الأعمال إلى ماليزيا للمشاركة في أسبوع ماليزيا للشركات الصغيرة والمتوسطة (سميدكس 2016)، الذي سيقام من 16 حتى 19 مايو/ أيار الجاري في مركز كوالالمبور للمؤتمرات، إضافة إلى زيارة مؤسسات ماليزية بارزة في مجال ريادة الأعمال. ويترأس الوفد الرسمي والتجاري الإماراتي المتجه غداً الأحد 15 مايو الجاري إلى العاصمة الماليزية سعادة عبدالله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، ويشارك فيه إضافة إلى المسؤولين الرسميين وزارة الاقتصاد ومجلس المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وغرف التجارة والصناعة والدوائر الاقتصادية بالدولة، عدد من رجال ورواد الأعمال، بمجموع يصل إلى أكثر من 50 شخصاً. وتمثل هذه المشاركة أول زيارة يقوم بها وفد من مجلس المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، الذي تم تأسيسه في يونيو/ حزيران من عام 2015 بقرار من مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ويترأسه المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد الإماراتي، وتم تحديد اختصاصاته بوضع وتطوير السياسات والخطط الاستراتيجية لتنمية المشاريع والمنشآت الصغيرة.
ويعد أسبوع ماليزيا للشركات الصغيرة والمتوسطة معرضاً عالمياً متخصصاً بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث يوفر لها منصة جاذبة تتيح لها عرض وترويج منتجاتها وخدماتها، وبناء علاقات تجارية مع شركاء من مختلف أنحاء العالم. وتقام على هامش المعرض جلسات نقاشية تسمح لرواد الأعمال المشاركين بعقد الاجتماعات ومناقشة الأفكار المبتكرة وتبادل الخبرات، كما يوفر لقاءات مع فاعليات اقتصادية عالمية مهمة تقدم لهم التوعية بأحدث التوجهات الحكومية والسياسات الاقتصادية الموضوعة لدعم وتنمية هذه المشاريع بمختلف فئاتها.
ويحمل أسبوع ماليزيا لهذا العام شعار “على مستوى التحدي”، ويشارك فيه أكثر من 300 عارض، ويقام على مساحة تبلغ 10 آلاف متر مربع، بمشاركة ماليزية وعالمية واسعة تضم إضافة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة، مستثمرين وشركات عالمية وجهات حكومية وخبراء صناعيين. وتركز معروضات الشركات الصغيرة والمتوسطة المشاركة هذا العام على مفهوم الابتكار والتكنولوجيا، حيث تشمل منتجات النفط والغاز، والمكننة والآلات الهندسية، وصناعة وصيانة السفن، والتكنولوجيا الصديقة للبيئة، إضافة إلى منتجات وخدمات تتعلق بالنقل والمواد الغذائية والدوائية والنسيج وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمواد الكيميائية والبتروكيميائية وغيرها. ويتوقع أن يبلغ إجمالي المبيعات المحتملة خلال المعرض نحو 105 ملايين دولار أمريكي.
وقال المهندس سلطان بن سعيد المنصوري “إن تنظيم وتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال الوطنية يعد هدفاً استراتيجياً من أهداف وزارة الاقتصاد المنبثقة من رؤية الإمارات 2021، نظراً إلى أهميته في تعزيز سياسة التنويع الاقتصادي، والتحول نحو الاقتصاد التنافسي القائم على المعرفة والابتكار، حيث يساهم هذا القطاع بأكثر من 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة”. وأضاف المنصوري أن المشاركة الإماراتية في أسبوع ماليزيا للشركات الصغيرة والمتوسطة تأتي في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة ومجلس المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة بدعم الشركات والصناعات الوطنية، وزيادة صادرات الدولة، وجذب الاستثمارات الخارجية، وتشجيع الريادة والابتكار في مجتمع الأعمال الإماراتي.
وفي السياق نفسه، ذكر رئيس الوفد الإماراتي، عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة أن المشاركة الإماراتية في معرض وأسبوع ماليزيا للشركات الصغيرة والمتوسطة تهدف إلى تسليط الضوء على التجربة الإماراتية في دعم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتعرف إلى أحدث السياسات الاقتصادية العالمية المتبعة لدعم هذه الفئة من المشاريع. وأضاف آل صالح: “تمثل المشاركة فرصة كبيرة لرواد الأعمال لاكتساب خبرات جديدة في إدارة مشاريعهم وتنميتها وفق أحدث المعايير العالمية، كما تسمح لهم بإقامة شراكات تجارية تضمن لهم الوصول إلى أسواق عالمية جديدة”. وأكد آل صالح أن تنظيم ودعم وزارة الاقتصاد ومجلس المشاريع الصغيرة والمتوسطة للزيارة، وتحملهما نسبة 80 في المئة من التكاليف الإجمالية لها، يعكسان مدى الاهتمام الرسمي والحكومي بدعم هذا القطاع الاقتصادي المهم. مشيراً كذلك إلى أهمية العلاقات الاقتصادية الماليزية الإماراتية، حيث تأتي ماليزيا في المرتبة 20 عالمياً من حيث الأهمية التجارية للدولة، بإجمالي تجارة خارجية بلغ في عام 2015 أكثر من 3.7 مليار دولار.
وفي إطار الاستعدادات للمشاركة، نظمت وزارة الاقتصاد اجتماعاً تحضيرياً للوفد المشارك تناول أهم محطات الزيارة، والنقاط الرئيسية التي سيركز عليها الوفد في الجلسات المنعقدة على هامش المعرض. وفي هذا الصدد، قال السيد محمد ناصر حمدان الزعابي، مدير إدارة الترويج التجاري والاستثمار بالوزارة إن التجربة الماليزية في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي تجربة رائدة عالمياً، ومن هنا تنبع أهمية الزيارة التي ستتضمن جولة على بعض المؤسسات الماليزية المرموقة في مجال ريادة الأعمال، تبدأ في اليوم الأول بزيارة شركة تطوير الأعمال الماليزية MTDC، التي تعمل على دعم الابتكار ورعاية الأفكار الإبداعية ونقلها إلى عالم الصناعة والأعمال التجارية، ثم زيارة حديقة التكنولوجيا الماليزية TPM، التي تمثل بيئة أعمال مشجعة على الابتكار تستفيد من منتجاتها وخدماتها أكثر من 3000 شركة ماليزية وعالمية، ولا سيما الشركات المختصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأضاف الزعابي أن جدول أعمال اليوم الثاني يشمل اجتماعات ثنائية بين الشركات الإماراتية ونظيرتها الماليزية، وزيارة لمؤسسة تنمية التجارة الخارجية الماليزية (ماتريد)، ولقاءات بين مسؤولي وفد الدولة ومسؤولين اقتصاديين ماليزيين. وأعرب الزعابي عن أمله بأن تحقق هذه المحطات المهمة التي تنطوي عليها الزيارة الفائدة المرجوة منها في إكساب رواد الأعمال أهم الخبرات وأحدث التقنيات في إدارة وتطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والترويج للمنتجات المحلية وتنشيط التصدير، وزيادة الاستثمارات المتبادلة.