أندرو سكوت، بروفيسور في كلية لندن للأعمال
في الوقت الذي نعيش فيه لمدة أطول فإن الأخبار السيئة هي أننا سنحتاج للعمل لوقت أطول، ببساطة لا يمكننا أن نتحمل العمل من ال 21 حتى 65 ثم نتقاعد ل35 سنة. لذلك فإن حياة العمل ستمتد حتى نبلغ الـ 70، وربما حتى الـ 80.
في بحث مع زميلتي ليندا غراتون، قمنا بمناقشة فكرة تمثلت في أن مسيرة العمل التي تمتد حتى 60 سنة هي شيء غير مرغوب به على الإطلاق. فلا يوجد تعليم تحصل عليه في عمر الـ 21 يفيد في تغطية متغيرات أسواق العمل حتى 60 عاماً، ومن الصعب التفكير بأن التقنيات الحديثة لن تحتل مكاناً كبيراً عاماً بعد عام حتى ذلك الوقت. كما أن الملل المطلق له دور كبير في فعل الشيء نفسه على مدة طويلة، فضلاً عن الخلل الذي سيسببه بين الحياة والعمل.
بكلمات أخرى، مع نمط التعليم التقليدي، متبوعاً بمسيرة عمل متواصلة ومن ثم التقاعد تحت التهديد، مايزال من المرجح أن نشهده خلال فترة تركز بشكل كبير على العمل مع فترة مطالبة أصحاب العمل بالهيمنة. لكن سيكون هناك فترات أخرى تركز على توازن أفضل بين العمل والحياة، مع طلب ساعات عمل أقل وأنماط أكثر مرونة.
هناك أربع طرق تساعد بطريقة حقيقية في الوصول إلى المساواة بين الجنسين:
أولاً، سواء كنت رجلاً أو امرأة، مع أفق عمل مدته 60 سنة، هناك احتمالية أن تقوم بإنشاء عائلة أولاً، ثم تبدأ مسيرتك المهنية. وبذلك سيكون لديك وقت أكثر للتطور ضمن تخصصات جديدة أو فصول جديدة في حياتك.
ثانياً، أظهر عمل البروفيسورة كلوديا غولدن من كلية هارفرد بأن التمييز بالأجور يكون أعظمياً في تلك المجالات التي نحتاج فيها للتضحية بيومياتنا من أجل صاحب العمل. في حياة متعددة المراحل سيكون هناك أشخاص أكثر لديهم فواصل وظيفية ويطالبون بساعات عمل أكثر مرونة خلال المراحل التي تكون فيها اعتبارات مسيرة العمل هي شئ ثانوي. بشكل عام، الكثير من هؤلاء سيكونون رجالاً اكثر من الحالة الحالية. وهذا يجب أن يؤدي إلى التقليل من فواصل العمل وتحسين التوازن بين الجنسين لوقت السيطرة والوظائف ذات الوقت المرن.
ثالثا، في مراحل مختلفة من الحياة اذا أراد كل من النساء والرجال أنماط عمل مرنة، سيكون هناك مزيداً من الضغط لإعادة تصميم ممارسات العمل، لذلك، فإن العمل المرن بالوقت لن يكون ملائما من الناحية الاقتصادية. وإذا استطعنا تغيير طبيعة العمل بحيث يمكن للأفراد أن يعوضوا بعضهم البعض بشكل أسهل عندها يمكننا التقليل من الأجور المعطاة للوظائف التي نضحي فيها بوقتنا الشخصي.
رابعاً، زيادة مدة العمر سوف تؤدي لتغييرات جذرية في العلاقات و الهياكل العائلية. خلال حياة متعددة المراحل، فإن العلاقات ستكون بحاجة للتأرجح ذهاباً و أياباً مع شريك واحد مركزة على شؤون المال والمسار الوظيفي مع التركيز الآخر الذي سيكون على التطوير الشخصي أو القضايا العائلية وثم إجراءات التبديل. وحتى مع حياة أكثر راديكالية بمراحل متعددة سيكون هناك احتمالية أكبر للفصل بين التبعية المالية، وإنشاء الأسرة.
في حقيقة إننا نعيش لمدة أطول وبالتالي سوف يؤدي ذلك لتغييرات جوهرية وإعادة تصميم للحياة، مقدمة إمكانيات هائلة لتقليل فرص المساواة بين الجنسين.
على الرغم من التقدم العالمي، لا تزال القضية الأهم تتمثل في أن معدل أجور النساء أقل من الرجال. وفي 2010، حصلت المرأة على أجور بمعدل 72% فقط من معدل الأجرة التي يحصل عليها الرجل المماثل لها في درجة التعليم والكفاءة، وفقاً لمعهد ميلكن فإن الفجوة بين المعدلات تضيق، فقد كانت النسبة 56% في عام 1980. إلا أن عملية التقارب ستأخذ وقتاً طويلاً جداً.
بكل الأحوال، هناك عامل واحد طويل المدى يقدم فرصة كبيرة لتعزيز المساواة. كمجتمع نحن نعيش وقتاً أطول من الأجيال السابقة. فبالنظر إلى التوجهات الحالية، أغلب الأطفال الذين ولدوا في الغرب منذ عام 2000 سوف يعيشون لعمر الـ 100. ومن منظور تطور الملامح البارزة لهذا التغيير هي أن هذه الزيادة بسنوات العمر ستكون بعد السنوات التي ننجب فيها أطفالنا .إذا اغتنمنا هذه الفرصة ستقدم لنا منصة طبيعية لتحقيق مكاسب كبيرة في المساواة بين الجنسين .