القاهرة: حنان سليمان
أكثر من ثلاث سنوات قاد فيها سيف أبو زيد ثورته على المعرفة التقليدية بإطلاق “أكاديمية التحرير” كمؤسسة تعليمية غير هادفة للربح في مصر لتحرير مفهوم المعرفة وتشجيع الفكر النقدي وبناء مكتبة مجانية كبرى من الفيديوهات التعليمية الجذابة باللغة العربية لطلبة المدارس الإعدادي والثانوي.
وفي نهاية السنة الماضية، أعلن أبو زيد توقف مشروعه بسبب تحديات حكومية فالأكاديمية تقع تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، لكن الخبر الذي أحزن الكثير من المستفيدين لم يكن بمثابة إسدال ستار على حلم أبو زيد بتطوير التعليم، فهو يحضر حاليا دراسات عليا في السياسات العامة تخصص التعليم المدمج بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ويخطط لبدء مشروع جديد في العام الدراسي القادم حين تنطلق “مافريكس” كأول مدرسة للتعليم المدمج في مصر أو blended learning لتبدأ بسن الحضانة وحتى الصف الرابع الابتدائي.
والتعليم المدمج يعني أنه لا يوجد نوع تعليم واحد يناسب الكل؛ فالطلاب يختلفون في قدراتهم وكل منهم يحتاج عملية تعليمية شخصية جدا لتناسب إمكاناته واحتياجاته. يقوم هذا النظام على أساس أن الفصل ليس هو المكان الوحيد للتعلم فهناك فصول افتراضية على الانترنت وتعليم عن بعد، وأن المدرس ليس مصدر التعلم الوحيد فهناك التعلم من خلال الأقران وهناك دروس حياتية يتعلم فيها الطالب ما يكون بها شخصيته فالتعليم لا يقتصر على المسار الأكاديمي في النهاية. يعني كذلك أنه لا توجد واجبات منزلية وأن الطالب ينشأ كمواطن إيجابي يفيد مجتمعه ويشعر بالمسؤولية اتجاهه. أما طريقة التدريس فتقوم على أساليب وألعاب وتكنيكات تفاعلية مختلفة يتم فيها إدماج الأجهزة التكنولوجية مثل التابلت.
تقول علياء سعيد، شريكة أبو زيد بالمشروع وخبيرة التسويق الإليكتروني، إن “مافريكس” تبحث عن خبراء ومتمرسين مصريين وأجانب في تنمية الطفل أو طلاب وباحثي دراسات عليا في التعليم متمكنين من الوسائل التكنولوجية المختلفة لتوظيفهم كمدرسين، وفي نفس الوقت يكونوا قادرين على زرع القيم والمواطنة وروح المبادرة وتدريب الأطفال على مهارات مختلفة.
المنهج أمريكي معتمد من الجمعية الأمريكية للاعتماد الدولية American International Accreditation Association (AIAA)، لكنه مطابق لمعايير وزارة التربية والتعليم المصرية، وهو مبني على معايير US Common Core Standards وMinnesota Standards وهما يحددان مستوى التعليم الذي يفترض أن يكون كل طالب قد حصله بنهاية كل عام دراسي في اللغة الإنجليزية والفنون والحساب والعلوم والدراسات الاجتماعية.
وتقوم فصول “مافريكس” على أربعة عناصر هي:
1- نيران المخيم Campfire: مساحات معلوماتية للمحاضرات والإرشادات المباشرة التي يتم عرضها إليكترونيا.
2- فتحة الري Watering hole: مساحة نقاشية أو حوارية بين الطلبة وبعضهم أو بينهم وبين المدرسين أو بينهم وبين طلبة أجانب يتواصلون معهم بالفيديو عبر الانترنت.
3- الكهف Cave: مساحات خيالية للتفكير وتطوير المشروعات.
4- الحياة Life: الحيز وراء المدرسة. الحياة بشكل عام والدروس المستفادة في أي زيارات ميدانية أو مجتمعية لشركات ومصانع وغيرها لتعلم كيف تعمل الطابعة ثلاثية الأبعاد 3D Printer أو التعرف على مكونات السيارة مثلا.
وتضيف علياء: تبدأ المدرسة بفرعين في منطقتي 6 أكتوبر والقطامية يقبل كل منهما مائة طفل مقسمين على خمسة فصول، فيما سيتراوح عدد المدرسين بين 10-15 مدرس. في كل فصل، هناك مدرس وميسر لمساعدته والتأكد من متابعة وتحصيل.
حسب المؤشرات الأولية، فإن مصروفات المدرسة ستكون ألفي دولار بالمتوسط وهو سعر منافس مقارنة بالمدارس الدولية في مصر. تفسر علياء: “التعليم الجيد نفسه ليس غالي الثمن، لكن المبنى والموقع الجغرافي الجيد هو ما يغلي مصاريف المدارس”. لهذا السبب، قرر أبو زيد وعلياء إطلاق مشروعهم بشراكة مع إحدى المدارس بأخذ مبنى مستقل فيها خاص بـ”مافريكس” لتقليل التكاليف.