الرياض- خاص
نوه بيل جيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا جيتس باهتمام المملكة بالقطاع غير الربحي “القطاع الثالث”، لافتاً الى ان المملكة بقيادة الحكومة تتمتع بالكثير من الموارد والمصادر الخيرية، مشددا على ضرورة تسخير هذه الموارد بما يضمن تطور القطاع وبناء المؤسسات التي تبني الكوادر الشابة .
وقال:” أعتقد بأن العمل الخيري المنظم له مستقبل كبير هنا، وتطوير القطاعات الثلاثة (العام والخاص وغير الربحي) في أي بلد بالعالم يبدأ من تطوير العملية التعليميةوأضاف بل جيتس أنه إذا كان هناك طموح لبناء قطاع خيري متميّز بعد عشرين عاماً، على الجهة ذات العلاقة بهذه المهمة بدء العمل من اليوم .
وكان بيل جيتس يتحدث امس خلال زيارته لمؤسسة الملك خالد الخيرية والذي تم فيه اطلاق “المؤسسة” شراكتها مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس عبر برنامج الزمالة الخيري السعودي “شغف” الساعي إلى استقطاب 10 من الشباب السعودي من الجنسين، للعمل في القطاع غير الربحي في المملكة والمشاركة في رفع مستوى الخدمات التي تقدمها منظماته للفئات المستهدفة، وذلك بحضور الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وزير الشؤون الاجتماعية، وصاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية .
وشدد بيل جيتس على ان القطاع الثالث لا يحتاج الى موادر فقط، بل يحتاج المواهب، وعمل خطة لتسخير الخريجين والمتفوقين للانتقال الى القطاعات غير الربحية .
من جهته، اكد الوزير القصبي في مداخلة له خلال الحفل على أن الدولة تعمل على تعزيز الثقة في مصداقية القطاع الثالث والتبرعات التي تصل اليه، عبر سن الانظمة ونظام الحكومة، غير انه وصف “القطاع الثالث” بانه قطاع مشتت ليس به تخصصات و 75% من القطاع جمعيات بر، والجمعيات التخصصية محدودة، ولا يوجد له رؤية .
وكشفت صاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية ردها على سؤل ل “الرياض” عن 20% من التبرعات فقط هي التي تذهب لهدفها المنشود “الخيري” بحسب دراسة اجراها ماكينزي على مستوى الخليج، مستبعدة وجود الفساد، وقالت في الاطار:” الفساد نسبته ضئلة، والمشكلة الاساسية “قل دبرة .”
من جانب اخر، جاء إطلاق المؤسستين لبرنامج “شغف” إيماناً منهما بأهمية منظمات القطاع غير الربحي في العصر الحاضر، حيث ستعمل المؤسستان على إعداد قادة من الشباب السعودي داخل أروقته ليكون هذا القطاع قادراً على التفاعل بشكل إيجابي مع المتطلبات التنموية التي تشهدها المملكة .
و أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية أن برنامج “شغف” يأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع مؤسسة الملك خالد بمؤسسة بيل وميليندا جيتس بهدف تعزيز ممارسات المجتمع المدني في المملكة، وتنفيذ برامج مبنية على احتياجات المجتمع الفعلية، وتحسين مستوى الخدمات التي تقدمها منظمات القطاع غير الربحي المحلي للفئات المستهدفة .
كما أوضحت الأميرة البندري، أن برنامج “شغف” يُعد باكورة التعاون بين مؤسسة الملك خالد الخيرية، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس، في إطار اتفاقية الشراكة المبرمة بين الطرفين والهادفة إلى إطلاق عدد من البرامج لبناء قدرات القطاع الخيري في المملكة، مبيّنة أن البرنامج يدعم التوجّه الاستراتيجي للمؤسسة ومتطلبات تحقيق التنمية على مستوى المملكة، ويتزامن مع الحاجة إلى إعداد الكوادر البشرية وتنمية قدرات العاملين في مجال التنمية المحلية وإعداد الباحثين والمدربين فيه أيضا .
ويهدف برنامج “شغف” إلى تحقيق أربعة أهداف هي: استقطاب وتمكين مجموعة من قادة المستقبل في القطاع غير الربحي بالمملكة، وتطوير مهارات المشاركين بالبرنامج ليصبحوا قادة في تطوير منظمات القطاع غير الربحي وتحسين جودة مخرجاته، وإيجاد سفراء سعوديين لقضايا التنمية المحلية، وإحداث نقلة نوعية في الجانب الإداري والقيادي في المنظمات غير الربحية في المملكة .
وتتطلع مؤسستا الملك خالد الخيرية و”بيل وميليندا جيتس” من خلال برنامج “شغف” إلى تحقيق ثلاث غايات استراتيجية تتمثل في: تحسين الصورة الذهنية للقطاع غير الربحي في المملكة كبيئة جاذبة لاستقطاب الكفاءات السعودية الموهوبة من خلال الفئة المشاركة في البرنامج، ورفع مصداقية المهن في قطاع المنظمات غير الربحية وهذا من شأنه أن يخلق تحفيزاً قوياً باتجاه زيادة الاحتراف المهني للقطاع، وجلب المعرفة المكتسبة من خارج المملكة وتطبيقها لإحداث تغييرات إيجابية في المؤسسات التي يعملون بها. ويتضمن البرنامج الذي سيتم تنفيذه خلال عامين، عدداً من المحاور، هي: العمل بدوام كامل في إحدى المنظمات غير الربحية أو المؤسسات الخيرية السعودية لمدة 23 شهراً، يتخلّله برنامج تدريبي مكثّف عن إدارة المنظمات غير الربحية وذلك في إحدى الجامعات العالمية المرموقة خلال صيف عام 2017م، ورحلة تعلّم إلى مؤسسة بيل وميليندا غيتس وأحد شركائهم في الولايات المتحدة، والاطلاع على تجاربهم .