**13 طبيبا يخدمون 2500 مريض من 21 دولة عبر 400 جلسة شهرية و10 آلاف رسالة قصيرة
**خطط مستقبلية: إطلاق التطبيق على الهواتف المحمولة واستحداث خدمة استشارات الطوارئ الفورية
القاهرة: حنان سليمان
في بلد يعاني فيه 16 مليونا من أمراض نفسية يذهب 15% فقط منهم إلى الأطباء النفسيين، حسب آخر إحصائيات للأمانة العامة للصحة النفسية في مصر والمعلنة في أكتوبر 2015، فيما يمتنع الباقون خوفا من الوصم الاجتماعي ونظرة المجتمع السلبية للمرضى النفسيين أو الخوف من اعتقادات خاطئة من تعرض للكهرباء أو تناول أدوية لها آثار جانبية، وجد أحمد أبو الحظ، 29 عاما، فرصة في ملايين المرضى من غير مرتادي العيادات النفسية لتقديم الدعم النفسي وجني الأرباح. أبو الحظ القادم من خلفية في هندسة الكمبيوتر والتسويق بدأ العمل على مشروعه “شيزلونج” في 2014 وفاز بفرصة احتضان من مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال التابع لوزارة الاتصالات المصرية في العام نفسه ليبني الفريق ويطور الموقع مع شركائه أحمد أبو الحظ، 29 عاما، وهو مدير التكنولوجيا ولديه خبرة 12 عاما في مواقع التجارة الإلكترونية، ود.محمد الشامي، طبيب نفسي، وينطلق “شيزلونج” رسميا في يوليو 2015.
الـ”أها مومنت” أو اللحظة الفارقة وراء “شيزلونج” كانت مرور مؤسسها الذي يشغل أيضا منصب المدير التنفيذي بتجربة اكتئاب شخصية أعقبت حادثة احتاج فيها لطبيب نفسي لكنه لم يعرف أية أسماء يلجأ إليها ووجد الوصول إلى هؤلاء الأطباء ليس سهلا. فكر أحمد في منصة لتعريف المرضى بالأطباء النفسيين وتخصصاتهم وسنوات خبراتهم مع بعض الخلفيات عنهم. من هنا ولد “شيزلونج”.
يقدم “شيزلونج” نوعين من الاستشارات النفسية الأولى عبر الرسائل القصيرة يختار فيها المريض الطبيب الذي يرغب في التواصل معه ويرسل رسالته ليرد عليه الطبيب خلال 24 ساعة وهي خدمة مجانية يدفع فيها المريض تكلفة الرسالة فقط. النوع الثاني هو جلسة بالفيديو يختار فيها المريض الموعد المناسب له من ضمن المواعيد المحددة في صفحة كل طبيب على الموقع ويحجز الجلسة ويدفع “الفيزيتا” أونلاين والتي تختلف حسب كل طبيب.
خلال أقل من عام، زاد عدد الأطباء مقدمي الخدمة من ثلاثة إلى ثلاثة عشر طبيب من مصر والأردن وفلسطين بالإضافة إلى أطباء مصريين مقيمين بالخارج، ووصل عدد المرضى المسجلين بالموقع إلى 2500 من 21 دولة تتقدمها السعودية وقطر والإمارات ومصر. ويتراوح عدد الجلسات الشهرية المدفوعة التي تتم عبر الفيديو بين 300-400 جلسة وعدد الرسائل القصيرة بين 7000-10000 رسالة في الشهر. ويعاني أغلب المرضى من الاكتئاب والاضطرابات الشخصية واضطرابات العلاقات الزوجية.
لا يخدم “شيزلونج” المرضى فقط بل أيضا الأطباء فهو إلى جانب كونه مصدر دخل إضافي، فإنه يسهل لهم أيضا التواصل مع مرضاهم في العيادات في فترات السفر لحضور مؤتمرات أو غيرها. يفضل الأطباء إحضار مرضاهم لمنصة “شيزلونج” لترتيب مواعيد الاستشارات أثناء تواجدهم خارج البلاد عن التنسيق معهم مباشرة لأن المنصة لديها نظام إليكتروني يسهل حجز موعد الاستشارة كما لديها نظام واضح وسهل في الدفع فهي بمثابة السكرتير أو المساعد له.
**لماذا سيذهب المريض إلى الاستشارة أونلاين وليس استشارة في العيادة؟
أحمد: لأنه يختار الموعد المناسب له الذي قد يكون بعد منتصف الليل أو في الصباح الباكر قبل الذهاب إلى عمله دون الحاجة إلى انتظار يدوم ساعات في العيادة حتى يحين دوره في الكشف ودون عناء المواصلات ولأن تكلفة الاستشارة أونلاين أرخص من العيادات فمتوسط سعر جلسات “شيزلونج” 150 جنيه لمن هم داخل مصر (30 دولار لخارجها) مقارنة بمائتي جنيه في العيادة. عمولة “شيزلونج” ثابتة لأي جلسة وهي 60 جنيه أو 15 دولار. نقيس أيضا رضاء المرضى عن الخدمة بتكرار حجز الاستشارات فلدينا مرضى حجزوا مع “شيزلونج” أكثر من 15 جلسة.
**من يتولى اختيار الأطباء النفسيين على المنصة؟
أحمد: الدكتور محمد الشامي وهو شريك مؤسس لديه خبرة 20 عاما في مجال الصحة النفسية وهو مؤسس قسم الطب النفسي في مستشفى 57357.
عربيا، يعد “شيزلونج” من مصر و”فضفض” من الأردن هما المنصتين المعنيتين بالصحة النفسية حتى الآن لكن “السوق محتاج”، كما يقول أحمد، والأفضل ظهور مزيد من المنافسين لمساعدة عدد أكبر من المرضى. هناك نماذج مماثلة في الخارج أشهرهم eTherapi بالإضافة لمنصات طبية أخرى معنية بالصحة النفسية ضمن أمراض أخرى مثل Dr on Demand.
**هل تفكرون في عقد شراكات أو التعاون مع جهات طبية رسمية؟
أحمد: بالفعل هناك تواصل مع منظمة الصحة العالمية التي كنت أعمل بها سابقا ومع وزارة الصحة المصرية. ونشارك الشهر الحالي في مؤتمر العلاج المعرفي السلوكي بالجامعة الأمريكية بعده لدينا محاضرة في المستشفى السعودي الألماني في جدة وشاركنا في مؤتمر الطب النفسي الرابع الذي عقد في القصر العيني فبراير الماضي. “شيزلونج” بات معروفا لدى كيانات طبية مثل القصر العيني وطب عين شمس. نحن يهمنا أن نكون متواجدين على الساحة الطبية ولدينا دور فاعل في تطوير مهارات الأطباء النفسيين وليس الموضوع مجرد بيزنس فحسب.
**ماذا عن جانب البيزنس؟
أحمد: لم نقم بأي جولات تمويل بعد والعائد حتى الآن من “شيزلونج” يغطي تكاليف التسويق ومرتبات الفريق المكون من 6 أشخاص هم ثلاثة مؤسسين وثلاثة موظفين. نتواصل حاليا مع شركات استثمارية كبرى في مصر ودبي خاصة بعد أن شاركنا في مسابقة كأس التحدي 1776 في دبي منذ شهرين.
**أين ترى “شيزلونج” بعد عامين؟
أحمد: انتشار جغرافي أكبر وعدد أطباء أكثر ومزيد من الخدمات وإطلاق التطبيق على الهواتف المحمولة. نخطط لتطوير خدمة استشارات الطوارئ emergency counseling بحيث تكون الاستشارة فورية من الأطباء للمرضى.