كوك يخصص 325 مليون دولار لمشروعات تعليمية وصحية ومكافحة الفقر في 4 سنوات
حنان سليمان
لو عاد ستيف جوبز للحياة ورأى ما فعله خليفته الذي اختاره بنفسه في “آبل” لربما ندم على القرار واعترف بخطئه، فقد “بدد” تيم كوك أكثر من 325 مليون دولار خلال أربع سنوات أثبت خلالها أنه لا يسير على خطا سلفه وأنه يحمل رؤيته الخاصة التي يرغب في اختبارها.
بعيدا عن الأوجه الفنية والتقنية للمنتجات الإلكترونية، فإن كوك أحدث ثورة داخلية على فلسفة جوبز المعادية للأعمال الخيرية أو ما يعرف اصطلاحا بالمسؤولية الاجتماعية للشركات. وعلى الرغم من إعلان مسؤولين كبار في الشركة عن دعم مشروعات وقضايا مجتمعية في تصريحات صحفية، إلا أن “أرقام الخير” ليست معلنة على موقع الشركة الرسمي.
لم يكن جوبز يوما “رجلا خيرا” ولم يعرف عنه إيمانه بأي قضايا اجتماعية أو بيئية أو غيرها، لكن كوك على عكسه فقد صرح علنا بأنه ينوي التبرع بكل ثروته بعد الإنفاق على تعليم ابن أخته. ويظهر كوك اهتماما خاصا بمكافحة الإيدز ومجال الصحة والتغير المناخي. وتبلغ ثروة كوك قرابة 800 مليون دولار.
وبالبحث فيما نشر بخصوص تبرعات “آبل” بعد رحيل جوبز، نجد أنها ذهبت لقضايا التعليم والصحة ومكافحة الفقر؛ ففي 2012، تبرعت “آبل” بـ50 مليون دولار لمبانٍ جديدة لمستشفى جامعة ستانفورد، و100 دولار لمشروع مكافحة مرض الإيدز. وفي 2014، تبرعت الشركة بـ500 ألف دولار لمكافحة الفقر في ولاية سان فرانسيسكو. وفي 2015، تبرعت بأكثر من 40 مليون دولار لصندوق كلية ثرجود مارشال الذي يدعم كليات وجامعات أصحاب البشرة السمراء، وذلك من أجل “خلق فرص للمرشحين من الأقليات لشغل أولى وظائفهم في آبل، فالابتكار لا يأتي بدون التعدد” كما قالت رئيسة قطاع الموارد البشرية بالشركة. وعلى مدار أربع سنوات قادمة، ستتبرع الشركة أيضا بـ10 مليون دولار للنساء وتكنولوجيا المعلومات لمضاعفة المنح الدراسية والتدريب العملي وغيرها من الفرص لفتيات الصف الإعدادي، وذلك بالإضافة إلى التبرع بـ100 مليون دولار في صورة منتجات من الشركة لتعزيز استخدام الطلاب الفقراء للتكنولوجيا في المدارس في مدة لم تحدد.
لم يكتفِ كوك بهذا العطاء بل أسس برنامجا يربط بين مساهمات الموظفين المالية بالأعمال الخيرية منذ توليه ادارة “آبل” لتدفع الشركة أكثر من 25 مليون دولار حتى الآن. تم مد هذا البرنامج مؤخرا ليشمل أوقات تطوع الموظفين فعن كل ساعة تطوع يقضيها العامل في “آبل”، تدفع الشركة مقابلا ماليا لمنظمات خيرية. هذا المقابل المالي تم مضاعفته في الربع الأول من العام الحالي ليصبح 50 دولارا في الساعة وللموظف المتطوع اختيار المنظمة الخيرية التي ستذهب إليها أموال تطوعه.
التغيير ليس آت.. بل هو يحدث بالفعل.