* بقلم – فادي العوامي
من المهم دراسة أي قرار قبل اتخاذه خصوصا إذا كان قرار استراتيجي، وكذلك قرار الانخراط في ريادة الاعمال والبدء في تأسيس مشروعك الخاص هو من أهم القرارات التي يجب اتخاذها في حياتك، لهذا يجب على كل من لديه الرغبة في اتخاذ هذا القرار الشروع في إعداد دراسة جدوى للمشروع كما هو متعارف عليه، إلا أن تفاصيل هذه الدراسة قد تثني بعض الشباب عن إكمال المشروع بسبب صعوبة إعدادها بالشكل الصحيح أو صعوبة الحصول على المعلومات المطلوبة، وكذلك لعدم توفر مبلغ كافي لدفع تكاليف مكاتب الاستشارات لإعداد مثل هذه الدراسة وذلك لتكلفتها الباهظة خصوصا لدى المكاتب ذات السمعة الجيدة في سوق الاستشارات.
على رواد الأعمال التكيف مع مواجهة الصعوبات وخلق حلول تسهل عليهم المضي في تأسيس هذه المشاريع، ولتفادي هذه العقبة وهي دراسة الجدوى أقترح استبدالها بتحليل (SWOT analysis ) والذي يغطي أهم عوامل الدراسة في حال تم التطرق لها بشكل صحيح، بشكل مبسط تشمل الدراسة تحليل نقاط القوة (strength) ونقاط الضعف (weakness) الفرص (opportunities) والتهديدات (threats). لاشك أن بالإمكان إعداد دراسة مفصلة تتعلق فقط بهذه النقاط لأي مشروع ولكن فيما يختص ببعض المشاريع الناشئة فإن مجرد دراسة سريعة لهذه النقاط يمكن تؤثر بشكل رئيسي في قرار المضي في تأسيس المشروع من عدمه، فيما يلي نبذة مبسطة عن هذا التحليل وكيفية تطبيقه ولنأخذ مثال مشروع مطعم لتسهيل عملية التوضيح:
نقاط القوة (strength): يتعلق هذا التحليل بمميزات المشروع مقارنة بالمنافسين، فمثلا تقديم نوع جديد من الطعام أو طبق جديد غير موجود لدى المنافسين، أو تقديم خدمات ممتازة بطريقة تتميز بها عن المنافسين، في حال كانت لدى المشروع ميزة تنافسية فان هذا يضمن استمرارية المشروع وبعد ذلك يتم التوجه لتطوير المنتجات الأخرى لتتماشى مع رغبة المستهلك أو العميل.
نقاط الضعف (weakness): وتتعلق بالميزات التي يتفوق عليها المنافسين، مهم جداً إدراك مدى قوة المنافسين قبل البدء في المشروع وذلك لمعرفة أسباب عدم القدرة على المنافسة، نذكر مثلاً في مجال المطاعم بأن تكون الأسعار عالية مقارنة بالمنافسين وذلك بسبب ارتفاع مصاريف التشغيل أو ارتفاع أسعار المشتريات، ممكن أن تتسبب هذه الميزة لدى المنافسين في فشل المشروع ولذلك من الأفضل عدم الاستمرار فيه، أو محاولة تقنين المصاريف وإدارة المشتريات بشكل صحيح قبل البدء في التشغيل لضمان القدرة على المنافسة.
الفرص (opportunities): تتعلق بالفرص المتاحة في السوق المستهدف وكيفية استغلالها بالنظر إلى نقاط القوة، بالرجوع إلى مثال المطعم قد تكون هذه الفرصة تتعلق بموقع المطعم علماً بأن اختيار الموقع يعتبر عامل مهم جداً لنجاح مشروع المطعم، وذلك على سبيل المثال بأن يتم اختيار منطقة لا يوجد فيها مطعم عائلات فبلا شك تكون فرصة مهمة لأخذ ميزة البداية في هذا المشروع مقابل المنافسين المحتملين الجدد، أو تقديم طعام صحي بجانب مراكز الألعاب الرياضية حيث أن معظم رواد هذه المراكز يهتمون بالأكل الصحي. ترجمة الفرص إلى نقاط قوة تضمن سوق قوي للمنتج وكذلك تفوق على المنافسين.
التهديدات (threats): تتعلق بالأخطار المصاحبة للتشغيل أو الأنظمة الخاصة بممارسة نشاط معين أو ظهور تقنية جديدة بإمكانها استبدال المنتج أو الخدمة التي تقوم بتقديمه، بالنسبة للمطاعم فان بعض التحديات هو الحصول على التأشيرات المطلوبة لعملية التشغيل، أو ارتفاع أسعار اللحوم مما يترتب عليها زيادة في الأسعار والتي يتضرر منها العميل بغض النظر عن معرفته بهذه الارتفاعات إلا أنه يعتبرها غير مبررة وتتسبب في خسارة شريحة كبيرة من العملاء، من المهم جداً الإلمام بهذه التهديدات المستقبلية وذلك للاستعداد لمواجهتها بوقت مناسب بحيث لا يتسبب في إلحاق ضرر على عملية التشغيل وبالتالي فشل المشروع.
من خلال تجربتي البسيطة في ريادة الأعمال، كنت احرص على دراسة وضع المشروع السوقي مقارنة بالمنافسين من خلال دراسة سريعة لهذا النوع من التحليل والذي ساعدني كثيراً على استمرار مشروعي والعمل على تطويره، أنصح جميع رواد الاعمال على فهم هذا النوع من التحليل والمبسط والذي يساعدهم على بدء مشاريعهم بثقة تامة في النجاح وتغطية جميع النقاط التي يشملها التحليل.