اختتمت فعاليات الدورة الخامسة من ملتقى دبي هامبورغ للأعمال التي نظمتها غرفة تجارة وصناعة دبي في مقرها بنجاح وخرجت بمجموعة من التوصيات والمقترحات الداعية إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة والابتكارات المتاحة لتعزيز فعالية أداء قطاع الأعمال في شتى المجالات والقطاعات.
عقد المنتدى تحت شعار “انترنت الأشياء، الابتكار للتواصل” وشهد مشاركة نخبة من الشخصيات البارزة في مدينتي دبي وهامبورغ ومنهم سعادة ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي؛ وسعادة حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي؛ وسعادة فريتز هورست ميلشيمر، رئيس غرفة تجارة هامبورغ؛ وسعادة ستيفان جالون، قنصل عام ألمانيا الاتحادية بدبي، والبروفسور الدكتور هانز جورج شميدت ترينز، الرئيس التنفيذي لـغرفة تجارة هامبورغ.
وأكد حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي خلال اختتام فعاليات المنتدى على أهمية رفد قطاع الأعمال بالابتكارات الرقمية وتقنيات إنترنت الأشياء منوهاً إلى نجاح إمارة دبي في إنشاء وتطوير منصات ذكية ومتكاملة تساهم في تقديم خدمات أفضل لمجتمع الأعمال، مشيراً إلى نجاح الدورة الخامسة من ملتقى دبي هامبورغ للأعمال في توفير منصة مثالية لمناقشة الفرص المحتملة لتعزيز قطاع الأعمال في المنطقتين والارتقاء بمستويات التعاون والتنسيق وبحث أفضل الطرق لتبادل الخبرات والممارسات الناجحة في العديد من القطاعات المهمة.
وشهد المنتدى تنظيم عدة جلسات نقاشية تسلط الضوء على فتح آفاقٍ جديدة للتعاون المثمر والبنّاء في أربعة قطاعاتٍ اقتصادية هامة تهم مجتمعي الأعمال في دبي وهامبورغ. حيث ناقشت جلسة “الخدمات اللوجستية الذكية” كيفية الاستخدام الأمثل للحلول الذكية للارتقاء بأداء القطاع اللوجستي للمستويات العالمية، وسلطت الضوء على أحدث التطورات في هذا القطاع مع التركيز على ربطها مع “انترنت الأشياء” وكيفية مساعدة ذلك في تطوير وتعزيز عمليات النقل البحري وخدمات الميناء اللوجستية، وقال محسن أحمد، نائب الرئيس للمنطقة اللوجستية في “دبي الجنوب”، أن استخدام الخدمات الذكية في القطاع اللوجستي يسهم في توفير 30 % من النفقات كما أنه يسهم في تقديم الخدمات بسرعة وبكفاءة عاليتين، ولهذا فإنه لابد من العمل على تطوير البنى التحتية والتشريعات التي تعزز من الاستخدام الأمثل لهذه الخدمات، حيث أن المتعامل ورضاه هو الأساس أولاً وأخيراً في نجاح الخدمات اللوجستية”.
وبدوره دعا يوسف المطوع، المدير التنفيذي لشؤون تقنية المعلومات في موانئ دبي العالمية، إلى ضرورة التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة بما فيها الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار للارتقاء بالخدمات اللوجستية المقدمة للمتعاملين، منوهاً بأن التقنية الحديثة تسهم في تجاوز جميع العقبات والمشكلات التي تواجه العاملين في هذا المجال كما أنها تقود للارتقاء بهذه الخدمات للوصول إلى أفضل المستويات، وقال: “علينا التفكير من الآن بالمستقبل والتفكير بطريقة تقديم الخدمات المستقبلية حتى نكون قادرين على تحقيق التميز في مجال عملنا”.
ولفت ديتر سبارك، الرئيس التنفيذي لشركة “داكوسي” الألمانية، على الأهمية الكبيرة لتوفير المعلومات وسهولة الوصول إليها للارتقاء في تقديم الخدمات اللوجستية منوهاً أن التحول إلى الخدمات الذكية في تقديم الخدمات يسهم بطريقة كبيرة في الوصول إلى المعلومات وكيفية تشاركها والاستفادة منها، وقال: “قطاع الخدمات اللوجستية يواجه الكثير من التحديات والعقبات كل يوم، والتي يتعلق بعض منها في البنى التحتية فيما يتعلق الآخر بطريقة إدارة العمليات، والتطبيق الأمثل للخدمات الذكية يمكن من تجاوز هذه الأزمات”.
وأشار ولف غانغ هورتين، العضو المنتدب في سلطة ميناء هامبورغ، إلى أن تطوير الخدمات اللوجستية لابد أن يكون عبر تطوير آليات تقديم الخدمات إلكترونياً وتطوير التطبيقات الذكية، وبين أن الشركات الاستراتيجية بين القطاعين الخاص والحكومي تسهم في تحقيق أعلى معدلات الأداء الإيجابية لقطاع الخدمات اللوجستية، والذي يحتاج إلى تضافر جهود جهات عدة للوصول إلى أفضل مستويات الأداء الاقتصادي.
وركزت جلسة “خدمات الرعاية الصحية الذكية” على كيفية تطوير وتعزيز الخدمات الصحية الذكية الموجودة حالياً، كما أنها دعت إلى تعزيز التعاون بين دبي وهامبورغ لتطوير هذه الخدمات ولتقديم خدمات ذكية أخرى تسهم في خدمة المجتمع في دبي وهامبورغ، ولتشكل منصة لتطوير الخدمات الصحية الذكية عالمياً.
وشارك في الجلسة كل من الدكتور محمد الرضا، مدير إدارة تحليل البيانات والمعلومات الصحية في هيئة الصحة بدبي، والدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لقطاع التعليم في مدينة دبي الطبية، والدكتور ميد جوهانس جاكوبيت، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “كونكتد هيلث connected-health.eu” الألمانية، وباتريك بوستل، الرئيس التنفيذي لشركة “سيلبيون” لحلول تقنية المعلومات في ألمانيا.
ودعت الجلسة أيضاً إلى تعزيز الوعي في الخدمات الصحية التي تقدم عبر التطبيقات الذكية والمواقع الإلكترونية الطبية المتخصصىة، مبينة أن المشكلة الأساسية في تطوير تقديم الخدمات الذكية لا يكمن في التقنيات التي أصحبت متوفرة بشكل جيد، وإنما يكمن في قابلية المرضى لاستخدامها حيث أنه لا يزال المرضى ينظرون إلى التعامل مع الطبيب وزيارته في العيادات أو المستشفيات جزء أساسي في تقديم العلاج.
كما أكد المتحدثون على ضرورة تطوير جميع التطبيقات الذكية المتعلقة بالأمراض المزمنة ولاسيما تلك القابلة للارتداء، والتي تقدم نتائج سريعة وآنية للمرضى مما يحول من تجاوز الأزمات الصحية التي قد ترتبط في التأخير في تقديم المشورة الطبية بصورة سريعة.
وسبق ذلك جلسة خاصة سلطت الضوء على قطاع الطاقة الذكية بمشاركة سعادة أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي “إمباور”، ومروان عبدالعزيز جناحي، المدير التنفيذي للمجمع العلمي “دبيوتك” التابع لتيكوم للاستثمارات، والبروفسور الدكتور إنغ روديغر سيشاو، العضو المنتدب لشركة ستادترينجنج Stadtreinigung في هامبروغ، وكلاوس شوينينجر، رئيس قسم الشؤون المالية لشركة تريمت للألمنيوم إس ايRIMET Aluminium SE الألمانية.
واستعرض المشاركون خلالها استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 ومبادرة هامبورغ “صناعة 4.0″، حيث تسعى المدينتان إلى تطوير وتعزيز إمدادات الطاقة لتكون أكثر استداماً وتنوعاً، بالإضافة إلى عرض المشاريع المبتكرة القادمة والفرص المتاحة للشركات في المنطقتين.
واستضافت الجلسة الثانية المهندس معمر خالد الكثيري، نائب الرئيس التنفيذي في إدارة الشؤون الهندسية ورئيس لجنة المدينة الذكية في سلطة واحة دبي للسيليكون، وتم خلالها مناقشة أبرز حلول القطاع العام لحياة مدنية ذكية وماهي الطريقة التي اتخذتها المدينتين لتحقيق هدفها بالإضافة إلى عرض الفرص المتاحة للشركات الخاصة للاستفادة وأن يكونوا جزءاً من هذا القطاع، وبمشاركة غونثر مول، الرئيس التنفيذي لشركة “ديرمالوج” المتخصصة في تكنولوجيا البيومتريك في ألمانيا.
وبعد اختتام المنتدى، قام أعضاء الوفد الألماني بزيارة المقر الرئيسي لهيئة الكهرباء والمياه في دبي (ديوا) اليوم الأربعاء للاطلاع على الإنجازات التي حققتها إمارة دبي في مجال الطاقة الذكية. كما زار الوفد المحطتين 1 و 3 التابعتين لموانئ دبي العالمية للتعرف على المبادرات الرئيسية التي تتبناها دبي في قطاع الخدمات اللوجستية الذكية. وفي وقت لاحق، قام أعضاء الوقد بزيارة مركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال (DTEC) في واحة دبي للسيليكون للتعرف على خبرات دبي في حلول المدن الذكية.
يُذكر أن المنتدى شهد توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة دبي وغرفة تجارة هامبورغ يهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مدينتي دبي وهامبورغ وتجديد الشراكة الاستراتيجية بين الغرفتين لدعم مجتمعي الأعمال في المنطقتين وتوثيق أطر التعاون المستقبلي بين القطاعات ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز حجم التبادل التجاري.
ويعتبر ملتقى دبي هامبورغ للأعمال منصة مثالية للتعاون والشراكة بين مجتمعي الأعمال في دبي وهامبورغ، حيث شهد الملتقى منذ إطلاق دورته الأولى في عام 2007 تبادلاً لفرص الأعمال والشراكات الاقتصادية الناجحة التي ساهمت في تعزيز مكانة مجتمع الأعمال في المدينتين الحيويتين.
وتعتبر منطقة هامبورغ الكبرى واحدة من أكبر المناطق الاقتصادية في ألمانيا ومركزاً تجارياً رئيسياً في شمال أوروبا. فميناء هامبورغ هو واحد من أكبر موانئ الحاويات في العالم ويمثل محركاً للنمو في تلك المنطقة. وتحتل منطقة هامبورغ الكبرى موقع الريادة في ألمانيا في صناعات كالطيران، الخدمات اللوجستية، تقنيات المعلومات والإعلام، في حين أنها تلعب أيضاً دوراً مهماً على مستوى العالم. وتعد هامبورغ ثالث أكبر موقع لصناعة الطيران على مستوى العالم مع تواجد الشركات الكبرى “إيرباص” و”لوفتهانزا تكنيك” اللتان تديران مرافق تشغيلية ضخمة، وأكثر من 30,000 موظف يعلمون في هذه الصناعة.