كشفت دراسة جديدة صادرة عن ’هانيويل‘، الشركة الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز: HON)، عن تصدر كل من دبي والدوحة ريادة قطاع المباني الذكية في المنطقة. وقد أوضحت الدراسة التي هدفت إلى تقييم معدل ذكاء المباني في الشرق الأوسط عن أن أكثر من نصف المباني التي شملتها تعاني من محدودية في الاتصال والتكامل بين الأنظمة المختلفة فيها.
واستخدمت الدراسة تصنيف ’هانيويل‘ للمباني الذكية* الأول من نوعه، الذي يمثل إطاراً عالمياً صمم خصيصاً لإتاحة التقييم الشامل والسهل للمباني حيث وظفت الدراسة هذا التصنيف في تقييم 620 بناءً في سبع من أهم مدن منطقة الشرق الأوسط، هي أبوظبي والدمام والدوحة ودبي وجدة ومدينة الكويت والرياض. وقد شملت الدراسة، التي أطلقتها ’هانيويل‘ بالتعاون مع شركة الأبحاث العالمية ’نيلسن‘ والشركة الاستشارية العالمية ’أرنست أند يونغ‘، مجموعات متنوعة من المباني، من بينها المطارات والفنادق والمستشفيات والمكاتب والأبراج السكنية، إلى جانب مباني المؤسسات التعليمية ومراكز التسوق.
واعتمدت الدراسة على تقييم 15 من الأصول التقنية الأساسية في المباني وفقاً لقدرات كل نظام ومدى تغطيته للمبنى، وفترات انقطاع الخدمة وذلك بهدف التركيز على التكنولوجيا المستخدمة في هذه المباني، وتصنيفها وفقاً لكونها صديقة للبيئة وآمنة وتدعم الإنتاجية — وهي المعايير الثلاثة الرئيسية التي تستخدم في اختيار المباني الذكية. وقد تصدرت كل من دبي والدوحة التقييم الإجمالي حسب المعايير الثلاثة جميعاً.
وكشفت الدراسة عن النتائج الأساسية التي تضمنت:
• بلغ المعدل الوسطي لتصنيفات المباني الذكية في الشرق الأوسط 48 من أصل 100 نقطة إجمالية.
• بلغ المعدل الوسطي لتصنيف المباني في الدوحة 70 – ما يعني تفوقها بواقع 20 نقطة أعلى من المعدل الوسطي في المنطقة. في حين حققت دبي معدلاً وسطياً بلغ 65 من أصل 100 نقطة. أما أبوظبي، فقد جاءت في المرتبة الثالثة بمعدل 48 نقطة.
• بصورة عامة، تفوقت المطارات في المنطقة في مجال تقنيات المباني الذكية، حيث حققت المطارات نتيجة 80 نقطة، تلتها الفنادق بنتيجة 57 نقطة، ومن ثم المستشفيات بنتيجة 56 نقطة ومن ثم مراكز اتسوق بنتيجة 52 ، والمكاتب الخاصة نتيجة 46. وحلت الأبراج السكنية في المرتبة ما قبل الأخيرة بنتيجة 45 نقطة، أما في آخر القائمة، فقد حصلت المباني التعليمية على نتيجة 41 نقطة من أصل 100.
• ولاحظت الدراسة أن موضوعي الاتصال وتكامل الأنظمة يعانيان من الضعف في المنطقة، مع استثناء وحيد هو المطارات، حيث وجدت أن 57% من المباني تعاني من ضعف التكامل بين مختلف أنظمتها الفرعية والذي يركز على تجهيز قاعدة معلوماتية مركزية بالإضافة إلى تبسيط العمليات
• وفي سائر أرجاء منطقة الشرق الأوسط، حصلت المباني على معدل وسطي لقدرات الأصول بلغ 38 نقطة، مما يتطلب استثمارات إضافية في الحلول الذكية، مثل أنظمة الكشف عن تسريب الغاز والمياه إلى جانب أنظمة الصحة والسلامة من الحرائق والمكونات الفعالة في توفير الطاقة بالإضافة إلى نظم الطاقة المخصصة لحالات الطوارئ.
وقال نورم جيلسدورف، رئيس شركة ’هانيويل‘ في منطقة الشرق الأوسط وروسيا ووسط آسيا: “تعد المباني الذكية أساس المدن الذكية وقد أظهرت كل مدينة شملتها الدراسة روحاً قيادية واضحة في مجال تحديد المعايير للأبنية الذكية. وقد أشارت إلى أننا نقضي ما يصل إلى 80-90 في المائة من حياتنا في داخل المباني، كما تمثل أيضاً جزءاً جوهرياً من بيئة المدينة”. ومع التقدم في التقنيات الحديثة الذي نشهده اليوم، تلعب المباني دوراً أكثر أهمية من مجرد بيئات صامتة إلى مساحات تفاعلية وديناميكية تؤثر على مستوى السعادة ونمط الحياة والرفاهية والإنتاجية لجميع مستخدميها”.
من جانبه، قال بيت كوستا، نائب الرئيس في ’هانيويل‘ لحلول الأتمتة والتحكم في الشرق الأوسط: “تُظهر نتائج هذه الدراسة أن المنطقة قطعت أشواطاً مهمة في رحلتها نحو تحقيق هدف المدن الذكية، حيث تمثل كل من دبي والدوحة وأبوظبي أمثلة حية وقدوة تحتذى في هذا القطاع. وقد عكست نتائج التصنيف تركيز صناع القرار في المنطقة على وضع اللوائح والأنظمة الخاصة بالمباني، والتي تمثل عاملاً جوهرياً في إنشاء المباني الذكية والحفاظ عليها. وسيساعد الاستثمار في حلول المباني الذكية في تعزيز الاتصال والصيانة على المنشآت وتقليل استهلاك الطاقة والنفقات التشغيلية إلى جانب تعزيز السلامة وجودة الحياة للسكان والمستخدمين”.