من الصعب أن نصدق أن التحيّز ضد المرأة لا يزال موجوداً في مكان العمل بعد أكثر من خمسين عاماً على صدور قانون المساواة في الأجور بين الجنسين، وعلى حد تعبير الرئيس التنفيذي للعمليات في الـ “فيسبوك” شيريل ساندبرج أن النساء في مكان العمل يبدين رغبة في التعلم بشكل أكبر، وأما عن تسلق السلم الوظيفي للشركات فإن حصول المرأة على منصب مسؤول تنفيذي تكون أكبر لكونها تغتنم الفرص، وفي عام 2014 إن العقبات المهنية لننساء لاتزال ومن الصعب تجاهلها.
وكان التقدم في موضوع التحيز ضد المرأة بطيئاً جداً، حيث أشار تقرير أصدرته مؤسسة ماكينزي أن 53% من المناصب في كبرى شركات الولايات المتحدة الأمريكية تشغلها النساء، لكن 28% فقط من مناصب نائب الرئيس والمناصب الإدارية العليا تشغلها النساء وفقاً لكاتاليست، وهي منظمة أبحاث غير ربحية.
أهمية الإناث الإداريين
كمحامية أختص في مجال السياسة العامة والحكومية، والآن باعتباري رئيس الجامعة (كافة المناصب في هذه المجالات يشغلها الرجال)، لقد واجهت تحديات أثناء قيامي في بناء مسيرتي بالعمل.
لم يكن لدي الثقة في تحقيق النجاح بوقت مبكر دون مرشد وداعم قوي في مسيرتي، وقد حققت النجاح بفضل الدعم الذي تلقيته من مرشد في لجنة التجارة الاتحادية، المفوض باتريشيا بيلي، الذي كانت بمثابة مدربة لي، وقد استطاعت أن تخترق الحواجز الصعبة في واشنطن، كون الرجال يهيمنون على الساحة، هذه المرأة لا تخدم باعتبارها نموذجاً يحتذى به فحسب، بل ساعدتني أيضاً على أن ارتقي بالسلم الوظيفي، وهي أحد العناصر الرئيسية في مساعدتي للوصول إلى مركز القيادة الذي أتقلده اليوم.
تشير الدراسات التي أجريت مؤخراً بتكليف من جامعة بنتلي على مدى استعداد النساء في مكان العمل يؤكد على أهمية برامج الإرشاد، بين 2000 من عدد النساء اللواتي جرى عليهن البحث 55% قالوا أن البرامج المخصصة للنساء من قبل الشركات في الإرشاد يمكن أن تساعد على تهيئة الموظفات بشكل أكبر للنجاح في الأعمال التجارية، و52% قالوا أن الجهات المختصة بشؤون المرأة تساعد النساء العاملات على التطور.
عند الحديث مع النساء ذو عقلية الأعمال يخشون التحيز ضد المرأة من آلاف السنين، وكثيراً ما يتحدثوا عن توصيتين: ابحثِ عن مرشد لا يدعم طموحاتك فقط بل يساعدك على تحقيق أهدافك أيضاً، كما عليكِ أن تحيطي نفسك مع بنساء يتمتعون بمهنية عالية الأمر الذي سيشجعك على تحقيق النجاح.
إن الرجال يلعبون دور ريادي أيضاً
ليس النساء فقط من يستطعون العمل على سد الفجوة بين الجنسين، بل رجال الأعمال والمدراء عليهم أيضاً تشجيع المساواة بين الجنسين في مكان العمل وشركاتهم، وعلى أصحاب العمل تشجيع النساء العاملات لديهم، وتبعاً لدراسة أجرتها جامعة “بنتلي” على مجموعة من الأعمال، أثبتت أن 57 % من المتطلبات الاجتماعية تثبت أن مؤهلات عمل النساء أكثر من الرجال.
ويستطيع الرؤساء التنفيذيين للشركات على استثمار المهارات الإدارية لدى النساء وعمل بعض التغييرات الداخلية لمحيط العمل وفقاً لاستعداداتهم، وخاصةً أنهم يستطيعوا تقديم المساعدة لزملائهم لتفهم ما هم بحاجة له عندما يتعلق الأمر بالخبرات التدريبية، السير الذاتية، مقدمات الرسائل وإجراء المقابلات.
هنالك بعض الحقائق المربكة والتي تعزز الفجوة بين الجنسين في محيط العمل لدى بعض شركات والتي لا تتأثر بمرور الزمن، على سبيل المثال، هنالك بعض الشركات التي لا تزال على نهجها منذ خمسين عاماً وتقوم بتوظيف الرجال المعيلين لعائلاتهم، إن أماكن العمل التقليدية التي تترك سير السياسات والترويج الإعلاني مساحة صغيرة جداً للنمو والتطور على السلم الوظيفي، إن هذه السياسات بحاجة ماسة إلى التغيير والتطور.
إن المدراء التنفيذيين من الرجال يجب أن يكونوا على دراية كاملة بما يحيط بهم من تطورات، وبحسب بحث لجامعة بنتلي، 37% من الرجال اللذين استجابوا للبحث وافقوا على أن المدراء التنفيذين من الرجال يمكن أن يلعبوا دوراً رئيسياً في إرشاد واستثمار النساء ليكونوا ناجحين في مجال أعمالهم بالعالم.
إن الاقتصاد سيصبح أفضل إن تم إعطاء فرصة للجميع بأن يشاركوا، وسيحقق عائدات أفضل على كافة أصحاب الأعمال سواء رجال كانوا أم نساء، وعلى الجميع تجاهل قضية التحيز ضد المرأة وتقديم الدعم لهن ليكونوا ناجحات.