بدأ عبد الرحمن الجريسي رجل الأعمال السعودي، ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أحد أبرز الوجوه الاقتصادية والاجتماعية في المملكة السعودية، رحلة حياته بائعاً صغيراً واصبح من اشهر و اغنى رجال الاعمال بالسعودية وليس بالسعودية فقط بل في معظم بلدان العالم في مجال التجارة والصناعة و الدوائر الاجتماعية. مشيداً لنفسه نجاحاً كبيراً واسطورة في النجاح والخروج من الظروف الصعبة و التحديات.
واجه تحديات كثيرة في حياته و صعوباب كثيرة منذ بدا العمل في سن ال 14 بناءاً على طلب عمه و لكنه اكمل مسيرة حياته رغم الصعاب التي واجهته و استطاع ان يدير بذكاء كبير و يتطور في مجال التجارة و اكتسب الصبر في العمل والاجتهاد.
عاش في بيئة عمل صعبة جعلت من الصعب عليه الاستمرار في هذه البيئة وتوقف عن العمل وبعد ذلك اخفق في مشروع مع ابن عمه و لكنه اكمل المشوار، و كان لا ينسى فضل اصدقائه الذين وقفوا بجانبه وكان يؤمن ايماناً راسخاً ان دنيا بدون اصدقاء اوفياء هى دنيا بدون معنى .
حياته
عبد الرحمن بن على الجريسي ولد بمدينة رغبة وهي قرية صغيرة من قرى نجد بمنطقة الرياض توفى والده عنما بلغ سنتين من عمره، و بدأت رحلة كفاحه الشاقة تولى مسؤلية تربيته جده ثم عمه الذي كان يحبه حباً شديداً فلم يشعر معه ابداً باليتم فساعده على ان يصير الان اشهر واغنى رجل بالمملكة العربية السعودية واغلب بلدان العالم في مجال التجارة، وطلب منه بعد أن أكمل الفصل الخامس الابتدائي أن يعمل مع الشيخ عبد العزيز النصار وهو من رجال الأعمال المعروفين في الرياض آنذاك، فاستجاب الجريسي لرغبة عمه والتحق بالعمل كمساعد بائع وكان وقتها في الرابعة عشر من عمره.
وواجهت الجريسي ظروف صعبة بمجرد توليه العمل نتجت من طبيعة وقت دوام العمل الطويل والمستمر، كما كان عليه أن يقوم بأداء أعمال إضافية غير مهامه الرئيسية كجلب الماء من بئر بعيدة إلى منزل التاجر الذي كان يعمل معه، وبدأ يشعر بالإجهاد والإحباط، وكان دوما يفكر في ترك العمل غير أنه سرعان ما يبعد هذه الفكرة من رأسه ويواصل عمله.
رغم كل هذه التحديات و الصعوبات التي واجهته فانه استطاع و بذكاء ان يتطور بمجال التجارة فتعلم مبادئ المحاسبة التجارية ولكنه لم يستمر بالعمل مع رجل الاعمال لان بيئة العمل كانت صعبة وقتها و كان لابد له من التوقف، استمر الجريسي مع عبد العزيز النصار لمدة 11 عاماً كموظف مبتدئ وبسيط إلى أن شارك ابن عمه في مشروع استثماري صغير ولكنه لم يستمر بسبب ظروف خاصة.
تاسيس بيت الرياض
كل هذه الصعوبات و التحديات التي واجهها الجريسي لم توقفه بل استمر وتغلب عليها، وقام بأولى مشاريعه التجارية من خلال تأسيس بيت الرياض، لتتوالى بعد ذلك المشاريع في مجال تجارة الأدوات المنزلية، والتي تحولت إلى مجال تقنيات المكاتب وتجهيزها، الذي استحوذ فيما بعد على غالبية نشاطه التجاري والاستثماري خلال أعوام الطفرة الاقتصادية بين عامي 1960 و1980، وتوالت نجاحاته بعد ذلك إلى ان اصبح اشهر واغنى رجال الاعمال السعوديين واصبح يتررد اسمه و اسم شركته في كثير من بلدان العالم.
وكانت مؤسسة “بيت الرياض” التي أنشاها الجريسي عام 1958 هي النواة لمجموعة الجريسي الحالية التي تبنت منذ نشأتها مفهوم الجودة الشاملة وانصب اهتمامها على تقديم خدمات رفيعة المستوى تستهدف رضاء العملاء مع حرصها الدائم على دعم تطوير المملكة ومواكبة التطور الاقتصادي الهائل الذي شهدته، وتزاول فروع المجموعة أنشطة تجارية وصناعية مستقلة ومتباينة وحرصت على القيمة المضافة في كل ما تقدمه من منتجات أو خدمات أو مشاريع، فحصلت على علامة الجودة ISO العالمية، والمركز الأول لجائزة الملك للمصنع المثالي والمركز الأول لأفضل شركة تطبق متطلبات السلامة الوقائية في مصانعها، ويعمل في المجموعة نحو 5 آلاف موظف وعامل، منهم 4 آلاف موظف يعملون في مجال التقنية، غالبيتهم مهندسون ومبرمجون وإداريون في مجال تقنيات الكومبيوتر.
يمتلك الجريسي عدداً من المؤسسات التي تنضوي تحت مظلة مجموعة الجريسي، منها “مؤسسة الجريسي لخدمات الكومبيوتر والاتصالات”، و”أثير” أحد مزودي خدمة الإنترنت، و”الجريسي للتقنية”، و”الجريسي للتنمية”، كما يمتلك أربعة مصانع، هي “الجريسي للأثاث”، ومصنع “ستيلكيس” للأثاث، ومصنع ثالث لصناعة البطاقات الذكية، ورابع لصناعة ورق الكمبيوتر، وقد قدرت مجلة “فوربس” العالمية حجم الثروة التي يمتلكها وعائلته بخمسة مليارات دولار.
الاوسمة و التكريمات
حصل الجريسي على العديد من الاوسمة و الجوائز و التكريمات تقديرا لجهوده و نجاحه الباهر في مجال التجارة من مختلف البلدان و ايضاً تعويضاً لنفسه عن عدم اكمال تعليمه فقد اكمل دراسته و اصبح استاذ و دكتور ايضاً و حقق نجاحاً باهراً في الجامعات الخارجية كما حقق نجاح ايضا في مجال التجارة والعمل فحصل على شهادة دكتوراة الشرف في فلسفة الاقتصاد من جامعة كينسنعتون الأمريكية و شهادة دكتوراة الشرف في فلسفة إدارة الأعمال من جامعة أمريكا ، و درجة أستاذ و زميل في الاقتصاد جامعة أمريكا ، اما في التكريمات و الاوسمة فحصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى ، و جائزة المؤسسة الأمريكية العالمية لتقييم المنجزات و الجائزة الشخصية الإسلامية العالمية المميزة من مؤسسة محمد الإسلامية ، و منح العضوية الأكاديمية الروسية في علم الاجتماع 2007.
مناصب وأعمال خيرية
بالإضافة الي رئاسته لمجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ومجلس إدارة مجموعة الجريسي يتولى الملياردير السعودي عددا من المناصب الأخرى فهو رئيسا لمجلس الأعمال السعودي الصيني والياباني وكذلك رئيسا للجانب السعودي في جمعية الصداقة السعودية الصينية ونائبا لرئيس مجلس التنظيم الوطني للتدريب المشترك، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية برغبة، عضو الهيئة الاستشارية العليا لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، وعضو الفريق السعودي في الاتحاد العربي للتحكيم الدولي، وغيرها الكثير من المناصب الاقتصادية، التي ساهم من خلالها في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين قطاع الأعمال في المملكة والقطاعات المماثلة في الدول الشقيقة والصديقة.
وتلعب مجموعة الجريسي دوراَ نشطاً في الحياة الاجتماعية والثقافية بالمملكة حيث تقوم بدعم الأعمال الخيرية والمشاركة في المهرجانات والفعاليات الثقافية المختلفة، كما تقوم بدور كبير في المناسبات الوطنية، وبرامج يوم المهنة والتوظيف لمساندة برامج السعودة بتوفير فرص العمل وجذب الخريجين السعوديين وتهيئتهم لسوق العمل في كافة القطاعات لمواكبة التطور التنموي السعودي المتعدد التي يحتاجها الاقتصاد السعودي، وتشارك المجموعة في المعارض المحلية والإقليمية والدولية ذات الطابع الاجتماعي والثقافي، وبرامج النشاطات الرياضية خاصة برامج رياضة الفروسية التي تمارس في ميادين سباق الخيل المتعددة في المملكة.
وعن مبادئ العمل التي انطلق منها الجريسي لتحقيق أهدافه يقول “من بداية عملي مع الشيخ عبد العزيز بن نصار وكذلك في بداية عملي الخاص كنت أنطلق من ثلاثة عناصر مهمة جداً وهي الأمانة في التعامل مع الصدق والإخلاص، والأمر الثاني هو العمل الجاد؛ حيث يجب أن يأخذ الإنسان العمل بجد ولا يأخذه على أساس أنه من الممكن أن يعمل اليوم ولا يعمل غداً أو يحضر إلى العمل اليوم وغدا ثم بعد ذلك الاستمرار في العمل بمعنى ألا يتعجل الإنسان في الأمور بل لا بد أن يعمل ويجتهد ويصبر ويستمر في هذا العمل”.
شخصية متميزة
في عام 2007 كرمت الأكاديمية الروسية للعلوم الاجتماعية عبد الرحمن الجريسي بمنحه وسام ” ابن سينا” تقديراً لجهوده التي بذلها في مجالات مختلفة توزعت بين نشاطات تجارية واقتصادية وإنسانية، ووصفته الأكاديمية بالشخصية المتميزة لإسهاماته الكبيرة في تطوير العلاقات السعودية والعربية والعالمية، واعتبر الجريسي هذا التكريم بمثابة الاحتفال بكل رجل أعمال سعودي مؤكداً عمق العلاقات الاقتصادية والإنسانية بين المملكة وروسيا وما تشهده هذه العلاقات من نمو منذ زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى روسيا عندما كان ولياً للعهد.
وقد تم اختيار الجريسي عضواً في الأكاديمية الروسية للعلوم الاجتماعية بالإجماع في حفل كبير أقيم في أبريل عام 2007، ليكون بذلك أول شخصية تحصل على هذا الوسام من دول الشرق الأوسط والدول العربية ودول أمريكا اللاتينية.
كما كرمته السفارة اليابانية في المملكة بتسليمه الوسام الياباني ” الشمس المشرقة لعام 2008 وأشار السفير الياباني خلال حفل منحه الوسام انه يأتي تقديراً لإسهامات الجريسي المتواصلة في تنمية العلاقات الثنائية بين المملكة واليابان والتعاون البناء بين الشعبين الصديقين لاسيما في مجالات تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية.
ومنحته جمعية الصداقة الصينية العربية لقب “سفير الصداقة الأهلية” تقديراً لجهوده في تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية التجارية والاستثمارية بين المملكة والصين، ولإيمانه بأن توثيق العلاقات الاقتصادية هي أحد أهم جسور التفاهم والتعاون وتعزيز الصداقة والتقارب بين الشعوب والدول، وقد أقيم حفل تكريمي في بكين لمنحه هذا اللقب في التاسع والعشرين من مايو العام الماضي حضره جمع من رجال الأعمال والفعاليات الاقتصادية الصينية والسعودية، إضافة لعدد من المسؤولين الصينيين وممثلين للسفارة السعودية في العاصمة الصينية.
ونال الجريسي العديد من الأوسمة والجوائز والشهادات الأخرى يأتي في مقدمتها “وسام الملك عبد العزيز” من الدرجة الأولى في عام 1991، ووسام “جوقة الليوبولد الثاني” برتبة كوماندوز، ووسام “بلجيكا الرفيع” من ولي العهد البلجيكي الأمير فليب في عام 2002، وجائزة “الشخصية العالمية المميزة” لعام 2000 من مؤسسة “محمد الإسلامية” بمدينة شيكاغو بولاية إيلينوي الأميركية، وجائزة وميدالية “ابن سينا” للمآثر العظيمة والخدمات الجليلة تجاه الشعوب وهي لجنة أوروبية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة في عام 2006، ورجل العام 2004 من المعهد الأمريكي للسير الذاتية وجائزة “المؤسسة الأميركية العالمية لتقييم المنجزات” في عام 2000.
كما حصل الجريسي على شهادة شرفية من مؤسسات تعليمية عريقة من بينها دكتوراه الشرف في فلسفة إدارة الأعمال من جامعة أمريكا بولاية مونتانا الأمريكية عام 2000، ودرجة أستاذ وزميل في الاقتصاد من نفس الجامعة عام 2001.