لفت انتباهي خلال الفترة الماضية عدد المسابقات والبرامج التي تقوم بها حاضنات الاعمال والمؤتمرات العالمية للشركات الناشئة من مختلف بلدان العالم وليس فقط للشركات الناشئة في بلدان هذه الحاضنات، حيث يوفر عدد منها إضافة الى تغطية تكاليف السفر والإقامة للريادي او عدد من فريق الشركة الناشئة، برامج احتضان وتطوير لمدة زمنية محددة قد تصل الى عدة سنوات، وكذلك تقدم الحكومات لهذه الحاضنات والشركات الناشئة تأشيرات خاصة تسمى بتأشيرات رواد الأعمال لتسهيل جذب الشركات من خارج هذه البلاد.
ومن الأمثلة على هذه البرامج والدول: تشيلي، وبريطانيا، وأستراليا، وإيطاليا، وفرنسا، وهولندا، وايرلندا، وكندا، وغيرها من الدول التي اعتمدت برامج وتأشيرات رواد الأعمال لجذب الشركات الناشئة من خارج بلادها، فهي تسعى الى تحفيز الريادة والابداع في مجتمعات الاعمال لديها من خلال الشركات الناشئة من داخلها ولآكنها تسعى ايضاً الى استقطاب الشركات الخلاقة والمبدعة من الخارج لتسريع عجلة الابداع لديها،
كما تسعى هذه الدول الى تطوير البرامج لجذب الاستثمار فمعظم هذه الدول لاتزال ضمن الدول التي عانت ومنها لايزال يعاني من أزمات مالية محلية وعالمية، وقد تكون الشركات التي يتم جذبها فرصاً جيدة للاستثمار من خلال الصناديق الاستثمارية والمستثمرين لدى هذه الدول، وكذلك قد توفر فرصاً لتحفيز التوظيف في هذه الشركات وبالتالي التقليل من البطالة التي تعاني منها بعض هذه الدول.
وقد أعلنت المملكة العربية السعودية حديثاً عن تسهيلات جديدة لدعم الاستثمار منها تقليل المستندات المطلوبة وتقليص المدة الزمنية للبت في طلبات الاستثمار، وإعطاء تراخيص لمدة 15 عام لإعطاء الشركات طابع الاستقرار، اضافة الى اقرارها منح مهنة مستثمر لرواد الأعمال والشركات الريادية فالمملكة العربية السعودية تسعى لتحفيز الاستثمار والتوظيف في ظل تراجع أسعار النفط.
تتنافس الدول العالمية ومن جديد الدول العربية على جذب الشركات الناشئة لتحفيز الابداع والاستثمار والتوظيف وبالتالي تطوير وتسريع التنمية المحلية التي تسعى لها هذه البلاد، فلابد ان ننظر الى تجارب هذه الدول ونسعى الى التميز والابتكار والابداع في طرح برامجنا واستخدامها لتطوير شركاتنا واقتصادنا.