نيلي اكالب
منذ الوقت الذي وصلنا به الى سن المراهقة، وربما حتى قبل ذلك، ونحن نعيش حياتنا مع القلق ومراعاة ما يعتقده الآخرون عنا.
نحن جميعا مذنبون فيما يتعلق بذلك إلى درجة معينة، انها الطبيعة البشرية التي تجعلنا نريد أن نكون محبوبين واشخاص يتم تقديرهم والاعتماد عليهم من قبل الناس من حولنا.
ومع ذلك، هناك مشكلة عندما يكون الخوف من الانتقاد أو الحكم عليك يقوم باغراق صوتك الداخلي، هذا الخوف هو واحد من أكبر الأسباب التي تجعل الناس لا يذهبون الى ابعد مما يريدون.
أفضل رواد الأعمال يكونون قادرين على وضع الحاجة المستمرة جانبا من اجل الموافقة عليها، لا يحترمون آراء الآخرين؟ بالتأكيد يحترمونها ولكن، الصوت الموجود في رؤوسهم دائما يكون أعلى من كل صوت آخر يسمعونه، هذا ما يمكنهم من اخذ خطوة خارج القاعدة، والمضي قدما في طريقهم الخاص وخلق اعمالهم لانجاز امر رائع مفيد ومجدي في حياتهم.
لقد تعلمت بان لا اقوم بوضع الكثير من الوزن على آراء الناس الآخرين والتعلق بها بالطريقة الصعبة، فمع أول أعمالي، جاء النجاح بصورة سهلة، ولكن المؤكد أن الرحلة كانت أصعب بكثير في المرة الثانية.
لفترة طويلة، أحسست بالإحراج فيما يتعلق بهذه الحقيقة، حيث كنت اتخيل الجميع يتهامسون حولي بشان كيف اني كنت محظوظة في المرة الأولى ولكن في الواقع اني غير قادرة حقا على تشغيل شركة او عمل معين.
أنا قلقة ما يعتقده او ما يفكر به الناس عني: جيراني، والدي أصدقاء أطفالي، الناس في هذه الصناعة وحتى زوجي وشريكي التجاري.
لقد كنت محاصرة مع كل ما قد يكون شخص آخر يقوم بالتفكير فيه، وقد اعتمدت على استراتيجية “أنها وهمية وزائفة حتى تتمكن من تحقيق النجاح”.
لقد ابقيت الإنفاق في شركتنا يسير على جميع الاسطوانات الست حتى في النهاية قام المحاسب لدينا بتوضيح الامر لي حين قال باننا نقوم بنزف الاوال، وإذا لم نقم بالحفاظ عليها فقد لا يدوم هذا العمل للعام المقبل، واحدة من أول أفكاري بعد سماع هذا كان، “الجميع يعتقدون باني فاشلة”.
لقد قطعنا شوطا طويلا منذ هذا الوقت، وقد تعرضنا لعدد قليل من نوبات الهلع المخيفة والزخمة والتي كانت لازم لتغيير تفكيري.
لقد وصلت لقناعة ادركت من خلالها أن معظم الناس لا يقضون وقتهم في الحكم علي، أو حتى التفكير بي، هنالك قليل من الناس قد يكونوا قامو بالحكم على أفعالي والقرارات التي قمت بها لديهم امورهم الخاصة ليهتموا بها.
كان هذا الوحي محررا لي بشكل لا يصدق، فقد اصبحت قادرة على اتخاذ القرارات على أساس قيمي الأساسية الخاصة بدلا من القلق المبهم من الآخرين.
في الواقع، كان التغلب على شعوري بالخوف من الإحراج أو الفشل أفضل شيء يمكن أن يكون قد حدث لعملي، ومن هنا اقدم نصيحتي لأصحاب المشاريع الأخرى أو رواد الأعمال الناشئين الذين يهتمون كثيرا فيما يعتقده الآخرون عنهم.
- اعرف قيمك الخاصة
المفتاح هنا هو وجود فهم قوي عن ما هو مهم بالنسبة لك وأين تريد أن تذهب، فعند إبقاء القيم الخاصة بك ورؤية الجبهة والوسط، فسوف تقوم بطبيعة الحال بوضع وزنا أقل على آراء الناس الآخرين.
- توقف عن الحكم على نفسك
بعد ذلك، إذا كنت لا تريد من الآخرين أن يحكموا عليك، تحتاج إلى التقليل منم حدة النقد الداخلي الخاص بك، فأحيانا نقوم بضرب أنفسنا مرارا وتكرارا بالأحكام إلى الدرجة التي نبدأ فيها بالتساؤل حول مدى فاعلية قدراتنا الخاصة واتخاذ القرارات.
- تخيل الاسوا الذي من الممكن ان يحدث
عندما تجد نفسك تنزلق مرة أخرى إلى تلك العادات القديمة في القلق من اراء الآخرين، قم بهذه الاستراتيجية المفيدة للغاية وهي أن تتخيل أسوأ شيء يمكن أن يحدث إذا قام احد الاشخاص باطلاق الاحكام على ما تفعله.
يمكنك ان تقوم باشعال الضوء عندما تشعر ان الوحش موجود في غرفة نومك، وهذا الامر ينطبق على احكام الاخرين كذلك، حيث انك تدرك بأنها ليست مخيفة كما كنت تفكر في السابق.
- قم باتخاذ القرارات بسرعة لكن كن بطيئا عندما تغير رايك
عندما تكون قلقا حول ما يعتقد الآخرون عنك، فإنه من الصعب أن تكون حاسما، حتى في أبسط القرارات من الممكن أن يستغرق أسابيع من التأمل المؤلم،، وفي الوقت نفسه لا تجد بان هنالك أي تقدم إلى الأمام.
أنا أحاول أن اتبع شعار “اتخاذ القرارات بسرعة ولكن أن تكون بطيئا عند تغيير رأيك” وبهذه الطريقة، سوف تكون أكثر عرضة لبدء المزيد من الرحلات والاعمال، وتكون أقل عرضة للاستسلام والتوقف عن العمل.
- استمع الى زبائنك وعملائك
رواد الأعمال لا يزالون بحاجة إلى إيلاء اهتمام وثيق بعملائهم والعملاء المحتملين وما يفكرون بهم، فبعد كل شيء، هؤلاء هم الناس الذين يكتبون الشيكات الخاصة بك.
هناك فرق كبير بين التخلص من الشعور بالخوف من النقد وتجاهل العملاء واحتياجات السوق من جانب اخر فكل منهما يختلف عن الاخر تماما.
خلاصة القول هي أنه كلما كنت خطوت خطوة بعيدة جدا خارج المنطقة الخاصة بك، فهناك فرصة بأنه سيتم الحكم عليك من قبل الآخرين.
وخاصة في المراحل الأولى من عملك أو في مرحلة تنظيم الرؤية الخاصة بعملك، فهل يمكن أن نتوقع بأن العائلة والأصدقاء قد لا يفهمون ما نحاول القيام به.
الناس سوف يقولون لكم انكن مجنون أو مخطئ أو حتى غبي اذا قمت بمتابعة فكرتك، فخلال هذه الأوقات، إن أفضل المشاريع هو من خلال الحفر بعمق والتمسك بالرؤية الأساسية والقيم المتعلقة بعملك.
عند التوقف عن القلق حول ما يعتقده الآخرون، سوف تكون في النهاية قادرا على العيش في الحياة بحسب الشروط الخاصة بك.