كتب – حسن عبد الرحمن
رائدة تغيير عالمية للمسئولية الاجتماعية في القطاع الرياضي، تقول:”طموحي أن أكون ضمن 100 سيدة مؤثرة في الرياضة “.
سيدة خليجية تقتحم عالم الرياضة، مختلفة ولاتقبل التشابه، صاحبة رؤية وتملك مشروعها الخاص في مجال المسئولية الاجتماعية في قطاع تتجنبه النساء، لا يهم دلال الدوسري أن تكون سيدة أعمال عادية وهي قادرة على ذلك بما تملكه من خبرة وتجربة، المهم بالنسبة لها أن تلحق بطموحها التي لم يسبقها إليها أحد في المنطقة.
انتقلت إلى قطر في عام 2010 وعملت من ذلك الوقت لتحقق إنجازاً تلو الآخر، و حاز معها نادي السد القطري على جائزة الطاووس الذهبي، تلك الجائزة العالمية التي حصل عليها كل من فودافون وبنك الدوحة وموانئ دبي وجنرال اليكتريك.
تقول الدوسري :”الأقرب لرؤيتي في ذلك الوقت كان نادي السد القطري، بدأت عملي الخاص معه، وصممت له خطة استراتيجية لأربع سنوات لتحويله إلى مؤسسة رياضية تتبنى معايير المسئولية الاجتماعية في كامل جوانبها وعلى أعلى المستويات ، استثمرت طاقاتي مع السد لأثبت إن الفكر هو ما يصنع الفارق ، وبعد عامين فقط بدأ النادي في حصد الاعترافات وتحقيق الجوائز ، فحقق جائزتين متخصصين في المسئولية الاجتماعية الأولى “الطاووس الذهبي” العالمية والتي كأول مؤسسة رياضية عربية تحصل على مثل هذا الاستحقاق المتخصص في المجال، والثانية على المستوى المحلي كأفضل تقرير في المسؤولية الاجتماعية على مستوى دولة قطر منافساً كل القطاعات.
غياب المتخصصين
تقول الدوسري :” أهم التحديات في مجال المسئولية الاجتماعية هو قلة الخبراء المختصين ، وندرتهم في القطاع الرياضي” وتضيف: ” لنشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية في المنطقة لابد لها من متخصصين يقومون بهذا العمل ، ومع غيابهم اختلطت المفاهيم وأصبح البعض يستغل نافذة المسؤولية الاجتماعية للبروز والتواجد محققين صورة سلبية وغير حقيقية عن هذا العلم، لذلك يتوجب على القطاعات الرائدة الاهتمام بتخريج متخصصين كلاً في مجاله يكون دورهم توجيه المسؤولية الاجتماعية في طريق التنمية الصحيح “.
غياب المعايير الأساسية
لا توجد منصة موحدة لوضع معايير أساسية لتنظيم وتشجيع ممارسات المسؤولية الاجتماعية في القطاع الرياضي العربي والذي أعول كثيراً على الشخصيات الرياضية العربية المؤثرة في أن تتبناه لتطوير المجال، حيث شهدنا خطوات جادة من الأمير على بن الحسين لوضع المسئولية الاجتماعية في صلب استراتيجيات وعمليات المؤسسات الرياضية الأردنية، وأصبحت تصنف بالمركز الأول عربياً في أفضل الممارسات تليها سلطنة عمان ثم قطر ، ما أتمناه أن تجتمع الدول الثلاث وتضع تجاربها معاً للخروج بمعيار عربي موحد تتنافس عليه المؤسسات الرياضية العربية.
مجال الرياضة واسع جداً
مايجعل دلال على خطى الريادة، أنها تقول:” الميزة التنافسية بالنسبة لي هي في ندرة تخصصي، ففي قطاع مهم جداً كالرياضة ما زال مفهوم المسئولية الاجتماعية حديث عهد خاصةً في الخليج ، وحيث أن هذا هو نطاق عملي تقع على عاتقي مسؤولية نشر المسؤولية الاجتماعية “الرياضية” في المنطقة خاصة مع ماقدمته من نتائج من خلال العمل بين مؤسستي “امباكت لحلول المسئولية الاجتماعية” وبين المؤسسات والأندية الرياضية، و لابد من استثمار هذه النتائج في تطوير المجال ونقل التجربة “.
وتضيف:” يشهد القطاع الرياضي تحديات كبيرة ، وهو ما يجعله بحاجة ماسة لاستخدام المسئولية الاجتماعية كآداة فعالة في مجال التطوير و الإعلام والاستثمار وإدارة المخاطر والتسويق وغيرها متى ما وظفت بمنهجية من قبل الخبراء”
وأشير هنا إلى أنني في مرحلة التخصص لشهادة الدكتوراة في السمعة المؤسسية وربطها بالمسؤولية الاجتماعية وماهية التكامل بين الجانبين. وأعتقد أن هذا التوجه هو المسار الذي ستتبناه العديد من المؤسسات مستقبلاً ومن ضمنها المؤسسات الرياضية لتحقق التنافسية في السمعة المؤسسية من خلال المسؤولية الاجتماعية”.
ولكن كيف تحقق المؤسسات الرياضية التنافسية من خلال المسؤولية الاجتماعية؟
هناك العديد من المشاكل الاجتماعية الملحة في منطقة الخليج والتي يتوجب على المؤسسات الرياضية معالجتها مثل البطالة كونها أحد المؤثرات على القطاع نفسه وعلى خطط دول المنطقة، فتقوم المؤسسات الرياضية الأم بوضع التشريعات والقوانين المشجعة لتوظيف الكفاءات من أبناء الخليج ، والاتحادات الرياضية تضع المعايير لممارسة السلوك المسؤول في العدالة والكفاءة في التوظيف بينما تقوم الأندية في تنظيم معارض للتوظيف الرياضي وطرح احتياجات سوق العمل الرياضي كلاً في منطقته ، هذا التوجه يضمن دخول دماء شابة لسوق العمل الرياضي وبدوره يسهم في حل لمشكلة البطالة ، ويبدأ التنافس بين المؤسسات الرياضية في تحقيق سمعة خاصة لكل مؤسسة بالبرامج الاجتماعية المتبناة وفقاً لطبيعة كل مؤسسة وجمهورها وغيرها من العوامل.
مساهمة الرياضة في المسئولية الاجتماعية عالمياً
تقول الدوسري :” تتبنى المظلات الأم للرياضة دعم وتشجيع هذا الجانب بشكل كبير ، فاللجنة الأولمبية الدولية تقدم دعماً مالياً لبرامج المسئولية الاجتماعية المنفذة من قبل الاتحادات الأهلية وهذا بدوره دافع لاعتماد السلوك المسؤول ، وإذا ماتكلمنا عن كرة القدم – اللعبة الأشهرفي العالم، خصص الاتحاد الدولي لكرة القدم – فيفا- في الأعوام مابين 2011-2014 عشرون في المئة من ميزانيته لبرنامج المسئولية الاجتماعية “كرة من أجل الأمل” والتي تهدف إلى إنشاء ملاعب كرة قدم في أنحاء العالم لدمج الأطفال والشباب في عالم كرة القدم كبرنامج مسؤولية اجتماعية لتطوير ونشر اللعبة ، في المثالين إن كان دعماً مالياً أو من خلال برامج على اللجان الأولمبية والاتحادات الرياضية الأهلية التماشي مع هذا التوجه والبدء في خلق مشاريع داعمة للمسؤولية الاجتماعية.
وخلال السنوات الأخيرة خرجت تصنيفات من منظمات مستقلة – مثل تصميف ريسبونبول- لتقييم أنشطة المسؤولية الاجتماعية في كرة القدم الأوروبية بشكل سنوي ، وهو ماجعل المؤسسات الرياضية الأوروبية تبحث عن التنافس في المجال لوجود الدافعين المادي والمعنوي، ففي ذات التصنيف احتلت هولندا المركز الأول في موسم 2015/2016 متجاوزة بريطانيا التي مضى على نشاطهم في هذا المجال أكثر من 30 سنة.
أما في القارة الآسيوية ، فالوضع مازال في مراحله المبكرة ، ولكن الأبرز هي اليابان التي فازت هذا العام بجائزة حلم آسيا وهي الجائزة المقدمة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في مجال المسؤولية الاجتماعية ، فاليابانيون ينظرون إلى كرة القدم كصناعة، عمل الاتحاد الياباني على خلق التشريعات بهدف تعزيز منظومة العمل في القطاع الرياضي ودوره التكاملي في خدمة اليابان الوطن ودور الرياضيين في تعزيز سمعة اليابان آسيوياً وعالمياً من خلال الرياضة ، وقام الدوري الياباني بإنشاء مركز لدعم التطوير المهني يقدم برامج تطويرية لموظفيه الإدرايين والفنيين ويخدم كذلك اللاعبين وتأهليهم في الجوانب المهنية و لحياة الاحتراف والشهرة ومابعد الاعتزال.
أول سيدة وأول شركة
ربما كانت الدوسري وشركتها “امباكت لحلول المسئولية الاجتماعية” الوحيدة في المنطقة في تقديم استشارات المسئولية الاجتماعية المتخصصة للقطاع الرياضي ، والذي يجعلهما يعملان بفكر ريادي يدعو إلى عدم التركيز فقط على أرقام الفوز وصفقات شراء اللاعبين والأخبار المثيرة التي تلهب مشاعر الجمهور، بل المضي إلى تحقيق نتائج أفضل في نشر ثقافة التمكين المستدام في الرياضة.
دلال الدوسري أول شخصية خليجية تتخصص في مجال المسئولية الاجتماعية الرياضية، وهي مدير تنفيذي معتمد في المسئولية الاجتماعية ، حاصلة على شهادة الماجستير في تخصص الإدارة من جامعة كونكورديا، وطالبة دكتوراة مهنية في جامعة نوتنغهام.
المؤسس والمدير العام لوكالة امباكت لحلول المسئولية الاجتماعية الوكالة الاولى والوحيدة لحلول المسئولية الاجتماعية المتكاملة المتخصصة في القطاع الرياضي في منطقة الخليج العربي.
ابتدأت مع رابطة المحترفين السعودي كمديرة لملف الاتحاد الآسيوي التي كانت بوابة انطلاقتها في هذا المجال، ومن خلال عملها في المجال الرياضي أدركت الدوسري الفجوة بين المؤسسات الرياضية والمجتمع، وعقدت العزم على الاستغلال الأمثل لقوة وشعبية الرياضة كلغة عالمية للتواصل تجاه قضايا مختلفة في الخليج العربي.
خلال 4 سنوات من إنشاء الدوسري لوكالة إمباكت قدمت أفكارها للوسط الرياضي من خلال: معايير جائزة العطاء – جائزة المسؤولية الاجتماعية للقطاع الرياضي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب في السعودية ، مشروع رسل السلام بالتعاون مع منظمة السلام الدولية ، نادي السد الرياضي ، لجنة رياضة المرأة القطرية ، مشروع “صوت المسؤولية” للاتحاد السعودي لكرة القدم ، بالإضافة لكونها عضو لجنة تحكيم جائزة قطر للمسؤولية الاجتماعية ومتحدثة رئيسية في مؤتمرات المسؤولية الاجتماعية في المنطقة.