اندريه لافوي
اعرفكم على ماري، انها فتاة متحمسة، موظفة تعمل بجد، ماري تعمل مع شركتها الحالية لأكثر من ثلاث سنوات، وقالت انها تحب وظيفتها ولها زملاء في العمل كما تعتقد انها تتقاضى اجر مناسب وعادل إلى حد ما، وتتلقى فوائد عظيمة، ولكن ماري لا تزال تبحث عن وظيفة جديدة مع شركة جديدة.
ما هو مخيف لكثير من أرباب العمل هو أن ماري ليست وحدها، فقد وجد استطلاع لغالوب في شهر أكتوبر من عام 2015 ان أكثر من 13000 موظف الذين شملهم الاستطلاع مؤخرا قاموا بتغييرالأدوار في حياتهم المهنية، حيث قام كذلك 93% منهم أيضا بتغيير أرباب العمل.
بالنظر في هذا الموضوع، فان العديد من أرباب العمل يقومون بمحاولة يائسة لمعرفة لماذا هذا العدد الكبير من الموظفين يغادرون.
ان استبقاء الموظفين لهذا الامر لم يعد فقط يتعلق بجعل الموظفين سعداء في الوقت الحاضر حيث يجب على أرباب العمل أيضا النظر الى ارتياحهم في امستقبل.
وإليكم هنا ثلاثة أسباب تجعل الموظفين يشعرون أنهم بحاجة إلى ترك الشركة وكيف من الممكن ان يجعلهم ملتزمين بالعمل:
- اصحاب العمل لا يساعدوهم في تحديد مسارهم المهني
قام تقير من لينكدين في عام 2015 بعمل مسح لأكثر من 10500 من العمال الذين لديهم وظائف متغيرة وجدت أن 59 في المئة من المستطلعين فعلوا ذلك بسبب فرص أفضل ومسار وظيفي أقوى، ومن منظور اقل، 54 بالمئة فقط قاموا بالتغيير لوظيفة جديدة من اجل تعويض مالي أفضل.
للموظفين، فان القدرة على النمو والاستمرار في مسار حياتهم المهنية هو امر في غاية الأهمية، حيث انهم ينتظرون من أرباب العمل ليبينوا لهم كيف يمكنهم القيام بذلك داخل شركتهم الحالية.
لمساعدة الموظفين على تحديد مسارات حياتهم المهنية، الطلب منهم حيث يكون هنالك حاجة إلى المساعدة، فكل شخص لديه أهدافه وتطلعاته لحياته المهنية، وما لم يناقش أرباب العمل هذا الامر مع موظفيه، فمن شبه المستحيل أن يكونوا جزءا من هذا النمو.
بدء حوار مع كل موظف حول ما يرغب في أن يفعل خلال خمسة و 10 و 15 عام لمعرفة ما المهارات التي يريد اكتسابها أو صقلها، ونقول لهم ما يحتاج إليه ليكونوا ناجحين ثم وضع خطة وتتبع تقدمهم.
الأهم من ذلك، منحهم الأدوات التي سوف يحتاجون إليها، والتدريب على القيادة وعرض الخبرة في العمل في مجموعة متنوعة من الإدارات وبرامج الإرشاد بحثا عن سبل للاستثمار في مستقبل الموظف.
وهذا سوف يساعد الموظفين على تلبية أهدافهم المهنية، ويساعد أرباب العمل في الاحتفاظ بالموظفين المدربين تدريبا جيدا واصحاب الموهبة العالية في الأداء.
- نجاح الموظفين غير مرتبط بنجاح الشركة
الجميع يحب أن يعلم بأن العمل الذي يقوم به له آثار على شركاتهم، ومع ذلك، يتم تعويض معظم الموظفين على أدائهم، وليس كيف من الممكن يؤثر ذلك على نجاح الشركة، لان هذا الامر جزء من عملية، وليس النتيجة.
إعطاء الموظفين خيارات الأسهم أو الحصص من الأرباح مكافأة لهم لكيفية عملهم ونتيجته في تحسين الشركة ككل، مما يجعلهم يشعرون بانهم جزء لا يتجزأ من المنظمة، بدلا من مجرد ترس في الآلة، كما ان تلقي سهم أرباح أو أسهم شركة يقوي علاقة أرباب العمل مع موظفيهم، ويحكي لهم أن أرباب العمل يدركون أن مستقبل الشركة يعتمد عليهم بقدر ما يفعل المؤسسين أو المدير التنفيذي.
- ارباب العمل لا يقومون بالترقية من الداخل
في اتجاهات التوظيف العالمية فان تقرير 2016 من لينكدين، يقول ان 32 في المئة من 3800 من المهنيين يقومون باكتساب الموهبة التي شملتها الدراسة كاستبقاء من الموظفين للأولوية قصوى من اجل منظمتهم.
والمثير للدهشة، ان التوظيف الداخلي يلقىى الاولوية فقط بنسبة 12 في المئة، لذلك لا عجب أن الغالبية العظمى من الموظفين يشعرون بالحاجة إلى مغادرة شركاتهم للمضي قدما عندما يركزون على عدد قليل جدا من موظفيها الحاليين لملء الثقوب في القوى العاملة.
إذا كان موقف الإدارة الجديد متاح، لا تذهب للتشغيل مباشرة في مجالس العمل للتوصل الى مرشح، انتقل إلى الموظفين الحاليين.
حتى لو لم يكن لديك كل من المهارات والخبرات اللازمة في الوقت الراهن، فإنه لا يفهم كيفية عمل الشركة وما يريد زملائهم في العمل، وما يتوقع من رئيسه، وهذه هي الأفكار الهامة التي يمكن أن تأخذ شهرا في الخارج لفهمها.
فائدة أخرى من تعزيز الأداء العالي إلى موضع جديد هو أن أرباب العمل يقومون بمراقبة مدى سرعة التحول وبهذه الطريقة، يمكن لأصحاب العمل التخفيف من المسؤوليات الجديدة والخروج من تلك القديمة بوتيرة تسمح لهم للحصول على محامل في الدور الجديد، هذه السلسلة من الترويج التي ستعمل على تقليل التنافر للشركة.
على سبيل المثال، إذا تم ترقية ماري، وقالت انها سوف تبقى في منصبها لتدريب جيف، وهو الموظف الذي وظفته الشركة لشغل وظيفة ماري القديمة.
جيف، في المقابل، يمكن أن يقدم الإرشاد لكين، الذي سوف من الآن سيقوم بأداء واجبات جيف السابقة وهلم جرا، بوقت أقل وبموارد اقل كذلك يمكن أن تنفق على تدريب الموظفين كما تنشأ قضايا في المستقبل، فسيكون هناك خبير على استعداد للمساعدة.