طريقي للدخول إلى عالم ريادة الأعمال جاء عن طريق الصدفة، حيث لم أكن أحلم بتكوين شركة خاصة بي أو الاستيلاء على عناوين الصحف من أجل التقييمات والمخارج، لم أسمع يوماً من قبل عن لوح المصطلحات كما أنني لم أعلم ما هي الخطوة الأولى لبناء أو إدارة فريق عمل.
كل ما كنت اعرفه هو انني املك فكرة عن طبيعة الاعمل الذي ارغب بالقيام به، وفي ذلك الوقت فان ذلك الدور لم يكن موجودا بعد وبقي الامر على هذا الحال حتى عام 2009 حين قام احد الاصدقاء بالتقدم باتجاهي للقيام بتجربة والتي تتوافق مع اهتماماتي المهنية.
خلال السنوات الثلاث التالية، هذه التجربة تم تطويرها في احدى وكالات الاعلام الكبرى في الشرق الاوسط، ذا اونلاين بروجيكت.
ما كا في البداية عبارة عن 3 اصدقاء يحاولون اقناع الشركات الكبرى في التواصل مع مستهلكيهم عبر الفيسبوك، بدا بالنمو ليصبح عملا صحيا والذي قام بتوظيف 52 في فريق عمله في مكاتب عبر 3 مدن وبعملاء في 7 دول.
لقد قمنا بالتوقيع مع بعض اكثر العلامات التجارية المعروفة في العالم مثل سامسونج، نيسكافيه وساكس فيفث افينيو، حيث قمنا برعاية صناعة حديثة الولادة وقمنا بتطور فريق عمل قام بانارة الطريق اما الشباب الطموح للتفكير، التنفيذ والعمل بصورة مختلفة.
مثل معظم محاولات ريادة الاعمال، فان بناء ذا اونلاين بروجيكت لم يكن لامعا وبراقا، لكنه كان يحقق النتائج وممتع، كوني في مركز القيادة في هذه الصناعة سمح لي عيش الخبرات التي من الممكن ان تقوم بدفعة لمسيرتي المهنية الى المكان الذي انوي الوصول اليه بها.
هذا الشعور بالتحكم والقدرة على ارشاد مصيري المهني الخاص كان يرجع صدى شخصيتي، هنالك اصرار ياتي مع هذا الامر، وهذا الاصرار والتصميم هو ما جعلني اصل الى سيليكون فالي بعد عقد من العمل في منطقة الشرق الاوسط.
هذا الاصرار هو ما اطلقني خلال سنة من البحث المجنون عن وظيفة والتي توجت بحملة ذاتية انتشرت بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي لفتت انتباه المستثمرين، رواد الاعمال ونظرائهم العالميين.
خلال الاشهر القليلة الماضية استقبلت الالاف من الرسائل من اشخاص غرباء من انحاء العالم يطرحون علي العديد من الاسئلة، والتي كان من ضمنها لما ارغب بالعمل لدى شخص اخر بدلا من البدء بمشروع اخر. كانوا يرغبون بشكل اساسي ان يعرفوا لماذا توقفت عن العمل بكوني احد رواد الاعمال.
الجواب بقي دوما واضحا بالنسبة لي وهو اني لم اتوقف يوما عن العمل بكوني احد رواحد الاعمال، فقد بدات مرحلة جديدة من رحلة ريادة الاعمال الخاصة بي، ولم اكن ارغب بالعمل لدى اي احد في سيليكون فالي، كنت اسعى للعمل مع قائد، شركة لديها فريق عمل مليء بالنجوم وذات تاثير عالمي وواحدة يمكنني ان اتعلم منها.
انني اؤمن بانك اذا كنت ارغب بان اصبح رائدة اعمال اكثر نجاحا في المستقبل، فعلي ان اكون مجهزة بشكل ممتاز لمواجهة التحديات التي لم اختبرها بعد، ارى ذلك كامتداد لطريق ريادة الاعمال وليس انحراف عنه.
عند اختياري بالعمل على اوب وورك وهو موقع الكتروني للعمل بشكل مستقل فقد قمت بالتحدي الاكثر متعة في مسيرتي المهنية لغاية الان. فانا بان كوني جزء من فريق العمل هنا سيجعل مني اكثر تنافسية في اي مشروع ارغب بالبدء به بعد ذلك لاني لم اعد اتعلم فقط من نجاحاتي واخفاقاتي والتي واجهت الكثير منها، فاني اتعلم بالدرجة الاولى من نجاحات واخفاقات فريق عمل والذي يؤدي عمله على مستوى اكبر.
بمجتمع الكتروني عالمي قوي بـ14 مليون مستخدم، فان اوب وورك يعمل على تغيير الطريقة التي يعمل بها العالم، ليس فقط انا في وسط هذا التغيير واشارك في تغيير شكل مستقبل العمل، لكني املك كذلك الفرصة لاتعلم كيف اتعاون مع فرق العمل الموزعة في انحاء العالم.
كوني جزء من هذا السوق يعني ان علي ان اتعلم عن تحديات الدفع العالمية وكيفية معالجتها، لقد بدات بتعلم الحلول العملية والتي من الممكن تطويرها عبر خوارزميات تعلم الالة ونماذج علم البيانات، لقد اتيحت لي الفرصة لاتعلم ع برامج النمو والتي تؤثر على اصحاب العمل الشخصي حول العالم والتعلم حول الفروق الدقيقة والفريدة للمجتمعات في كل دولة.
وكل هذا التعلم يحصل في اعقاب اعادة تصنيف علامة تجارية والتي جعلت من ايلانس اوديسك تصبح اوب وورك، هذا منحني الفرصة مسبقا لاتعرف على التعقيدات التقنية والذي يمر به اعادة تصنيف لعلامة تجارية اكثر من مجرد تغيير شكل الشركة مثل تحديات المدراء التنفيذيين، دمج المجتمعات وادارة توقعات المستخدمين والتواصل معهم.
اصعب شيء بشان ان تكون رائد اعمال للمرة الاولى هو ان كل الدروس التي تعلمتها كانت عبر تجربتي الخاصة وخطأي، اليوم انا محظوظة لتعلم هذه الدروس والمزيد عبر الزملاء المتخصصين في مجالات التي تعمل على تشكيل القطاع التقني.
اذا كان تاريخ مسيرتي المهنية حتى الان يعتبر مؤشرا لمستقبلي، يمكنني القول بكل ثقة باني لا اعرف اين ساكون خلال سنوات قليلة او ما الذي ساكون اقوم به لاحقا.
الذي اعرفه بشكل مؤكد بان رائدة الاعمال في داخلي تم رعايتها حاليا بقدر ما كنت سارعاها اذا كنت اعمل على مشروع شخصين ويمكنني فقط ان اتخيل طرق الصدفة نحو النجاح التي من الممكن انها تنتظرني.