لا تخف من عدم الاعجاب، هذا ما قالته الوكالات الاعلانية لاصحاب العلامات التجارية فيما يتعلق بزر التفاعل الجديد على موقع فيسبوك والذي سيسمح لمستخدمي منصة التواصل الاجتماعي من التعبير عبر سلسلة واسعة من الخيارات عن مشاعرهم اكثر من مجرد التعبير عن الموافقة والاعجاب.
التفاعل السلبي من الاممكن ان يكون امرا جيدا ولصالح عملك حتى لو كان المستخدمين لا يقومون دوما بالتعبير عن اعجابهم لحملاتهم الاعلانية.
“يقدم الفيسبوك منذ البداية مجموعة قوية من المقاييس لما يمكن ان يتفاعل به المستهلك مع المنشورات” كما يقول ويل ساندويك مدير التحليل في شركة ذا بارباريان غروب “والى جانب ردود الفعل مثل اخفاء والتبليغ عن احد المنشورات فمن وجهة نظر مستهلك ذو خبرة فانها تخلق فرصا اكبر للمستهلكين للتفاعل مع المنشورات”.
بعد سنوات عديدة من مطالبة مستخدمي موقع الفيسبوك الى المزيد من الاشعارات والطرق للتعبير عن انفسهم الى جانب زر الاعجاب، اعلن الفيسبوك في اوائل شهر اكتوبر الماضي بانها ستضيف 6 خيارات اخرى جديدة تسمح للمستخدمين بتقييم المنشورات.
الاشعارات الجديدة ( love, haha, yay, wow, sad, angry) لا تبدو صارخه تماما وكانك تقول لا يعجبني امر ما، لكنها في المقابل تسمح للناس لاظهار المزيد مما يشعرون به.
لقد تم اختبار هذه الاشعارات الجديدة في ايرلندا واسبانيا ولكنها ستنتشر في جميع انحاء العالم في نهاية المطاف، لكن الشركة لم تعلن بعد عن موعد نشرها لجميع المستخدمين.
المديرة التنفيذية لموقع سكيملينكس الخاص بتسييل المحتوى اليشيا نافارو تعتقد بان امتلاك المزيد من البيانات التي تعتمد على قدرات التفاعل من الممكن ان تمنح الفيسبوك مجموعة كبيرة من الفوارق الدقيقة التي لا يمكن ادراكها لتدريب الخوارزميات لديهم والتي تحدد ما يمكن ان يظهر على صفحات تغذية الاخبار.
“المعلنون لا يرغبون بالاعلان لكيانات ليست بشرية” تقول نفارو “كما لا يريدون ان يصرفوا نقودهم المخصصة للاعلان على اشخاص غير مهتمين بما يقدمون، فامتلاك هذه المجموعة الجديدة من البيانات ستجعل المعلنين اكثر اهتماما في المستقبل”.
كما يقول ساندويك بان البيانات المحببة التي تمتد الى ما وراء مجرد الضغط على زر الاعجاب وهو الامر الذي يهم العلامات التجارية، بالتاكيد فان شعبية احد المنشورات تعتمد على عدد الاعجابات عليه لكن ساندويك يرى بان وكالات الاعلان والشركات ما يهمها فعليا هو التعليقات ومشاركة المنشورات.
يقول زاك غالاغر نائب الرئيس التنفيذي ومدير الاستراتيجية التقنية لشركة ديوتش بان التعليقات تظهر بان احد الاشخاص عبر عن اهتمامه بالمنشور بما يكفي ليأخذ من وقته من اجل كتابة شيء ما، ويضيف غالاغر بان يكون لديك رد فعل سلبي الى حملة اعلانية ما ليس بالضرورة امر سيء.
“نحب ان نرى مشاركة الند للند اكثر من مجرد التعبير باعجاب لطيف، او الحصول على تفاعل كاف يجعل الشخص يقوم فقط بالغط على زر الاعجاب او وضع وجه مبتسم” يقول غالاغر “نحب ان يكون للافكار وزنها عبر ان يتم مشاركتها بين الاشخاص، وطريقة كبيرة نقوم بها هو عبر محاولة وضع العمل هنالك باقل قدر ممكن من التوتر وهذا من الممكن ان يستقطب الجمهور”.
على سبيل المثال قامت شركة ديوتش باطلاق حملة سوفت اينجل للامهات الوحيدات والتي تمنت لهم من خلالها عيد اب سعيد “لانها تكون رقيقة وقاسية في نفس الوقت كوالدين لطفلها”، يقول غالاغر ان احدى المجموعات التي تدعم حقوق الرجال عبرت عن غضبها من هذه الحملة بقولها بان حملة سوفت اينجل قامت بسحب العيد الوحيد المخصص للرجال.
ولان مواقع التواصل الاجتماعي قادرة على نشر المشاعر واحاسيس بشكل سريع ولابعد الاماكن اضاف غالاغر ان مجموعة فرينج اصبح صوتها مسموعا بالرغم من انهم لا يمثلون الصوت الاعلى لمشاعر الغالبية العظمى من هذا المجتمع”.
“هنالك اقلية حاضرة بشكل كبير والتي تميل اكثر للحديث ويثير العديد من الامور لدى الناس” يقول غالاغر “فهم سيقومون باخذ فكرتنا امام الناس الذين لا يتفقون معهم ويشاركون الافكار التي تقوم مجموعتنا بمشاركتها، واولئك الاشخاص الذين لا يتفقون بالراي معنا هم الاشخاص الذين نتطلع للتواصل معهم، واذا كان هنالك احد الاشخاص الذي لا يشاركنا بقيامنا فهذا امر مقبول تماما”.
اوضح ساندويك بان حملات اعلانية اخرى الذين اخذوا امور سلبية وحولوها الى ايجابية “اعتقد ان هنالك دوما سيكون بعض الانتقادات ليس لما يملي فيه المستهلكون على العلامة التجارية كيف تتصرف، لكن على ان تستمع العلامة التجارية للمستهلكين هذا ما سيملي عليها ما هو المهم”.