“الشركة تكون اكثر قوة اذا كانت محكومة ومقيدة بالحب بدلا من الخوف”، هذا ما قاله هيرب كيليهر شريك مؤسس شركة ساوث ويست للطيران.
عندما سمع كيب تندل المدير التنفيذي لشركة (ذا كونتينر ستور) كلمات هيرب كيليهر لاول مره منذ اربعين عاما مضت، قال بكلماته الخاصة حرفيا، “اخذت بهذه الكلمات كليا”.
في كتاب تندل الرائع (ان كونتينابل) وصف تماما كيف قام هو وفريقه القيادي بتشكيل ثقافة (الموظف اولا) المذهلة لدى شركة (ذا كونتينر ستور)، بطرق واساليب تعكس الحب فقد ارجأ نجاح شركته الى هذه الثقافة التي تم تكوينها فيها بمساعدة الموظفين جميعا.
المرة الاولى التي سمعت فيها كلمة “حب” تنطق في سياق الحديث عن الشركات كانت عندما قمت بعمل ورشة عمل لتعليم روح القيادة لشركة لوك هيد مارتن للطيران، قبل ان ابدا بورشة العمل قام قائد الوحدة الذي كنت اتحدث معه نائب الادميرال المتقاعد من القوات البحرية الامريكية والطيار البحري السابق ويلي مور باخبار القاعة المليئة في معظمها من الرجال بان عليهم ان يحبوا الاشخاص المسؤولين عن قيادتهم.
عندما قال ذلك كان بامكانك سماع صوت سقوط الابره على الارض في تلك اللحظة، خصوصا وان هذه العبارة صدرت عن رجل معروف بخشونته حيث كانت كلمة “حب” غير متوقعة على الاطلاق.
تابع مور حديثه للتوضيح لقادته بانهم قد يكونون بمثابة الاشخاص والافراد الاهم على الاطلاق في حياة الافراد الذين يقودونهم، فقد وصف كيف من الممكن ان يكون الناس في هذه الايام وحيدين، قد يكونون يعيشون بعيدين جدا عن افراد عائلتهم او يملكون القليل من الاصدقاء، لانهم لا يشاركون بالذهاب الى الكنيسة او مؤسسات المجتمع حيث يتم تكوين معظم العلاقات والاصدقاء.
مور لم يكن يعبر عن رايه فقط، فالابحاث في مختلف المجالات تؤكد رؤيته، ففي عام 1970 17% فقط من ربات البيوت كانوا عزوبيين، ومع بداية عام 2013 وفي احدث البيانات المتوفرة حتى الان فان نسبة العزوبيين ارتفعت الى 27.4% وهي الاعلى في تاريخ الولايات المتحدة، العديد من الاطباء واخصائيي الصحة النفسية باتوا يتحدثون اليوم عن انتشار وشيوع الوحدانية وبان نصف الامريكيين يعانون من الادمان والتي كشفت الابحاث بانها بسبب الوحدة.
اذا تجاوزنا عن موضوع مساعدة الوحيدين، فهنالك العديد من الاسباب القهرية الاضافية التي جعلت من قادة عظام مثل كيب تندل، هيرب كيليهر وويلي مور يركزون مباشرة على هذا الامر، خصوصا عند رؤية الفرق الذي من الممكن ان يحدثه الحب في مكان العمل.
- الحب يلهم امتياز ومرونة الاداء
خدمة الاخرين يعد انعكاسا للحب، فقد اظهر احد الابحاث التي قام بها ادم غرانت انه في مجموعة متنوعة من الاعدادات يظهر بشكل واضح كيف ان العمل الذي يعود بالفائدة على اشخاص اخرين ساعد بتحسين الاداء ويحمي الاشخاص من التوتر والضغط النفسي.
فحوصات تقييم باشعة سي تي ازدادت دقة تشخيصها 46% عندما تم اضافة صور لوجوه المرضى لفحوضات السي تي، معلمين المدارس الثانوية الذين كانوا يعتقدون بانهم بتركون فرقا لدى طلبتهم وجد بانهم اقل عرضة للشعور بالوحدة من اولئك الذين لم يكونوا يشعرون كذلك.
اكثر القادة المؤثرين هم الذين يلهمون الناس من حولهم عبر التوضيح لفظيا كيف ان العمل الذي يقومون به معا يساعد اناس اخرين وكيف ان دور كل فرد من هؤلاء الاشخاص في فريق العمل يحدث فرقا.
- الحب يقرب الناس من بعضها
اخذ الوقت للتعرف والاهتمام بالاشخاص الذي تقوم بقيادتهم يحقق لعملك وحدة اكبر، هذه الوحدة تكون مهمة بشك خاص عندما يكون فريق عملك يواجه محنة ما، عندما يكون الحب حاضرا وسط اعضاء المجموعة فانهم يكونون اقرب الى التكاتف والاقتراب من بعضهم اكثر بدلا من الابتعاد او يقوم احدهم بتمزيق الاخر.
الصلة التي يشعرون بها تساعدهم في التغلب على المعوقات والمصاعب التي لا مهرب منها والتي من الممكن ان تواجهها اي مؤسسة او شركة.
- الحب يتغاضى عن الاهانات الصغيرة
عندما يكون الحب حاضرا في فريق العمل، قسم او مؤسسة فان الناس على الارجح يظنون الافضل في الاخرين ويمنحوهم فائدة الشك، فعلى سبيل المثال اذا قام احد الزملاء بقول شيء مزعج قد يميل البعض الى الشعور بحالة من الفتور والركود.
الحب الغائب، بعض الكلمات المهينة، او الاعمال على الارجح قد يلجأ البعض بسببها الى الانتقام او نشوء بعض المشاحنات والتي تؤدي الي تقويض الاداء.
- الحب يقلل التوتر والضغط النفسي
في دراسة لمدة 20 سنة لبية مكان العمل وجد ان الثقافات التي تفتقد الى العلاقات التي تساند بعضها البعض زادت من خطورة معدل الوفيات الى 240%، الامر الذي يبدو ذو معنى عندما يتم اعتبار هذا التوتر المزمن كمساهم رئيسي للموت المبكر، التوتر المسموم يجعل الناس يشعرون بالخوف، خجولين او يشعرون بالعجز، الحب بين افراد المجموعة يساعد في تقليل التوتر المسموم ويجعل الناس يؤدون على افضل صورة ممكنة.
تقول الانتقادات بان الحب يجعل من الفريق، القسم او المؤسسة اكثر رقة، هذا الاعتراض يمكن تجاوزه بسهولة من خلال ايصال المعلومة بوضوح بان يكون عندك النية لتحقيق الامتياز والنتائج امر متوقع.
تطوير وملاحقة المقاييس يساعدك في الحفاظ على هذه الاهداف حاضرة في ذهنك بشكل دائم حتى لا يفقد الناس قدرتهم على رؤية مدى اهميتهم، وعندما لا تتفق هذه المعايير يجب القيام بامر حاسم لاغلاق فجوة الاداء وذلك يشدد بانه الى جانب الحب فان امتياز المهمة والنتائج يكونان اساسيين.
في يومنا هذا القليل من القادة يستخدمون كلمة “حب” لذلك في المرة القادمة التي تسمع فيها احدهم يتحدث عن الحب في اطار كيف يعامل الزملاء بعضهم البعض والعمل معا قم بالاصغاء جيدا، فقد تكون تنظر الى هيرب كيليهر جديد او كيب تندل في طو الانشاء، فالحب هو مصدر قوي للافضلية التنافسية.