يعد إيفان شبيغل من أصغر رجال الأعمال الشباب الذين تفوق ثروتهم المليار دولار، لديه سجل واسع في إعداد التطبيقات التكنولوجية، وقد حصل على ثروته هذه من خلال إنشاء تطبيق “سناب شات” الذي يتيح المراسلة بين الناس عن طريق مقاطع الفيديو والصور بشكل لحظي ومؤقت!.
ولد إيفان شبيغل عام 1990 في الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً في مدينة لوس أنجلوس، في بادئ الأمر إلتحق بكلية الفنون الجميلة والتصميم الداخلي بجامعة ستانفورد، لكنه لم يُكتب له أن يستمر في ذلك المجال، خاصة بعد أن تطور شغفه نحو التطبيقات التكنولوجية الحديثة التي ازداد نشاطها مؤخراً نتيجة لظهور الهواتف الذكية والحواسيب المحملة، والتي باتت في متناول يد الجميع نتيجةً للمنافسة الشديدة والقائمة بين الشركات المنتجة لها، مما أدى إلى انخفاض أسعارها.
لم يفوت إيفان شبيغل فرصة أن يكون له دور في الثورة التكنولوجية، فاقترح على زملائه في الجامعة مشروعًا تكنولوجيًا يتيح إنشاء تطبيقاً فريداً من نوعه يسمح للناس بالتحادث فيما بينهم، بحيث يُشبه التطبيقات الأخرى من حيث المبدأ ويختلف عنها من حيث الطريقة، وافق أصدقاء إيفان شبيغل على هذه لفكرة وبدأ العمل على تنفيذ المشروع الطلابي الذي اكتمل خلال شهر تموز عام 2011، والذي سمّاه إيفان شبيغل “بيسابو”.
أخذ تطبيق إيفان شبيغل الجديد بالانتشار بين طلاب الجامعات بشكل كبير، عندها قرر إيفان شبيغل أن يتخلى عن دراسته الجامعية في سبيل التفرغ لتطوير التطبيق، وبالفعل تم ذلك إلى أن خرج بتطبيق سناب شات في نهاية 2012.
انطلاق سناب شات
تطبيق سناب شات الذي وضعه ايفان شبيغل بمشاركة روبرت ميرفي يُمكن المستخدمين من التقاط الصور و تسجيل الفيديوهات واضافة نص ورسومات وارسالها الى قائمة التحكم من الملتقين، كما يعين الملتقطين مهلة زمنية لعرض لقطاتهم من ثانية واحدة الى 10 ثوانى ثم بعد ذلك تختفي من الجهاز المستلم وتخذف من الخوادم الخاصة بسناب شات .
واجه إيفان شبيغل في بداية انتشار التطبيق مشاكل تقنية تتعلق بازدياد حجم قاعدة بيانات المستخدمين وبالتالي ازدياد عدد المراسلات، وبما أن تطبيق سناب شات يعتمد على المراسلة عن طريق الصور، فإن ذلك أثر على كفاءة عمل التطبيق وحد من قدراته، وقد تم حل مشاكل التطبيق عن طريق تمويله من بعض الشركات المهتمة بالعمل ضمن هذا المجال.
العجيب أنه في عام 2012 لم يسجل سناب شات أي عوائد تذكر، وفي نهاية عام 2013 تم تقدير قيمة الشركة بحوالي 800 مليون دولار أمريكي، وقد تم إضافة الكثير من التحسينات على التطبيق مثل خدمة إرسال مقاطع فيديو صغيرة، وقد تجاوز يومياً أكثر من مليار مقطع فيديو ورسالة متبادلة بين المستخدمين بدون أن يؤثر على آلية عمل التطبيق.
ثم قررت الشركة ان تدعم برنامج سناب شات لمكالمات الفيديو لاستخدام المحادثات البصرية عند الصغط باستمرار على الزر الازرق لبضع ثواني بعدها تضئ الشاشه في وجه من تتحدث اليه مع عدم وجود رنين ولا وجود لمسألة قبول الدعوة ، فكان هذا امراً غريباً حيث يشعر المستخدم للبرنامج كأنه موجود مع الشخص الذي يحادثة في نفس المكان دون حواجز
وقد لاقى تطبيق شبيغل مؤخراً انتشاراً واسعًا في العالم بعد أن حقق أرباحاً من خلال ملائمته لأغلب أنظمة الهواتف الخلوية، بالإضافة إلى إدخال تحسينات على التطبيق مما ساهم في جعله تطبيقًا عالميًا بامتياز.
.
رفض محاولات الاستحواذ
حدثت بعض المحاولات من قبل شركة جوجل وفيسبوك للاستحواذ على برنامج سناب شات بمبالغ كبيرة وصلت الى 4 مليارات دولار ولكن ايفان شبيغل رفض تماماً هذة الفكرة لانه كان مؤمناً ومتيقناً من ارتفاع ثمن برنامجه في المستقبل نتيجة للنمو المتزايد الذي يحققه برنامج سناب شات .
وصرح إيفان شبيغل عدة مرات عن السبب وراء رفضه بيع الشركة الناشئة التي تقدر قيمتها بحوالي 15 مليار دولار ورد ” قالاً: “لقد قيل لي عدة مرات لماذا لا ابيع الشركة، إنها لا تربح الكثير، كما وصفني البعض أيضاً أنا والمؤسس المشارك بوبي ميرفي بالغرور”.
وأشار شبيغل الذي يشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي للشركة إلى أن السبب الذي جعله يعلم أن بيع الشركة هو القرار الخاطئ هو تقديم مبلغ ضخم مقابل للمشروع ، هذا يعني أن الشركة تعمل بطريقة جيدة حتى إن كان لا يدر هذا المشروع أرباح كثيرة.
والآن يملك تطبيق “سناب شات” أكثر من 100 مليون مستخدم شهري يتواصلون سوياً، وبالفعل لا تحقق الشركة أرباح كثيرة ولكن يرى شبيغل أن الشركة في بدايتها الآن والمزيد قادم بالتأكيد، فالتطبيق باتت له قيمة تساوي أكبر بكثير من قيمة الصفقات التي تلوح بها غوغل وفيسبوك ومستقبله بات واعداً.