أن تكون متعدد الاختصاصات والإهتمامات فهذا يشكل إضافة للتميز وللإبداع خاصة إذا اقترن مع العمل الدؤوب على النجاح، وما يزيد الفرص في الانتقال إلى بيئة أعمال نشطة.
كتب – تمام عجمية
هذا ما دفع إيلي المير الانتقال من بيروت إلى دبي، فكيف كانت البداية وكيف تشكلت الفكرة وما الهدف من وراءها؟
يقول المير :” أسست شركتي ATC Advance technology engineering center ، انطلقت الشركة عام 1988 في بيروت، ومنذ عام 2000 إلى 2004 نفذت مشاريع لرجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور في بيروت، حيث قمت بتصميم النوافير المائية الراقصة على الموسيقى وأضواء الليزر على مسرح بوديوم يتسع لـ 1400 شخص”.
في عام2005 انتقل المير إلى دبي، وبدأ في أعمال النوافير المائية والإضاءة وتزين الحدائق، يقول:” قمت بمشاريع كبيرة منها أوتيل الباك إن والرايدسون بلو في ياس آيلند فيراري، ونوافير تتحرك على الموسيقى في قصر الشيخ خليفة، والكثير من الفلل في أنحاء الإمارات بالإضافة إلى تصميم عدة جزر صناعية وحدائق”.
ولأن للإمارات طبيعة مناخية حارة كان لا بد من إيجاد حلول لإدخال تقنيات تخفف من قسوة الطبيعة وإضفاء حالة من الجمالية باتت جزء ومكون أساسي من نمط الحياة في الإمارات، وكان لا بد من إيجاد تصاميم ملائمة ومناسبة وتعطي نتائج مدروسة ومتقنة “يقول إيلي” تلك التصاميم أضفت لمسة منعشة في طقس حار أغلب أيام السنة، كما عملت على تغير ألوان الصحراء الطاغي إلى ألوان زاهية ومشرقة، وهذا جزء من سياسة دولة الإمارات لزيادة المساحات الخضراء، التي تساهم في تغير المناخ إلى الأفضل، من يعيش الآن في الإمارات وكان فيها من عشرة أو عشرين سنة يلاحظ أن الحرارة الآن أخف والشتاء أطول مما مضى، فوجود اللون الأخضر ليس للزينة فقط”.
يقول المير :”هناك بلدان في العالم لديها نفس المناخ، لكن أرضها غير صحراوية وفيها نباتات وغطاء شجري ونباتي، ونحن نقوم بنقل أعشاب وأشجار وورود متنوعة، وزرعها هنا في بيئة حارة ولكنها غير ماطرة، وبعد وقت قصير تتأقلم مع مناخ الإمارات، تتم حماية النباتات من الحرارة الموجودة بزيادة كمية المياه حتى تستطيع التأقلم، أما بالنسبة للأرضية فنقوم بخلط الأرضية بنوعية تراب مناسبة تحفظ الرطوبة، مع إضافة مواد غذائية ممزوجة بمواد كيميائية وفيتامينات خاصة”
رغم الأزمة الإقتصادية التي مرت على الإمارات فأن ذلك لم يؤثر على أعمال إيلي وله رأي في ذلك حيث قال : ” الأزمة الاقتصادية لها وجهان الأول وجه معاناة العالم كله منها ولاستدراكها قمنا بتخفيف عدد الموظفين وخففنا أيضاً المصاريف بإعتبار أن المشاريع عددها أصبح أقل وخاصة أن عدد الشركات في ازدياد وتطرح أسعار منخفضة للمضاربة، الوجه الثاني كانت غربالاً أخرج الشركات التي لا تتمتع بالحرفية والجودة واليوم تراجع عدد الشركات، وجرى تصحيح طبيعي للأسعار والكلف، بقيت الشركات الأكثر قدرة على البقاء”.
يعتقد المير أن السنوات الخمس المقبلة تحمل انتعاشاً قوياً للاقتصاد الإماراتي، فمن المتوقع لأسعار النفط أن ترتفع، والعقار يشهد انتعاشاً واضحاً ومتدرجاً. وتزداد دبي استقطاباً أكبر مع اقتراب اكسبو 2020ونحضر خططاً للفوز بالفرص التي نلحظ زيادتها يوماً بعد يوم، يقول:” ننتظر زيادة كبيرة في المشاريع ونتحضر لذلك. ولأن الوقت محدود سيكون فرصة أن يكون هناك إنفاق أكثر وفرص أكثر لتنفذ المشاريع. سنشهد فرص عمل أكثر وتنوع في الطلب من قبل المطوّرين وأصحاب المشاريع الفردية، ولكننا نتخوف من بروز بعض السلبيات، لأ ن هذا الصعو د سيكون سريعاً وصاخباً ونرجو أن تكون دبي مستعدة للهدوء الذي سيتبع اكسبو 2020 . لأن هذه المرحلة مؤقتة وسيليها هدوء ويجب أن يكون هناك تحضير لما بعد اكسبو، فمثلاً شركتنا وسعت أعمالها وزدنا أعداد العمال والإنفاق استعداداً، ولكن يجب التفكير بما بعد الاكسبو”.
وعن التطمينات التي تتحدث عن اكسبو وكيف يمكن لرجال الأعمال وهو أحدهم أن يفعل حيال ذلك قال : ” يجب أن نقدم منتجات جديدة صالحة لمرحلة اكسبو وما بعد أكسبو، ولا أعرف ما هو مخبأ لكن أثق بالنظرة المتقدمة التي جعلت من دبي ما هي عليه فدبي تفاجأ العالم بما تقدمه ويكون ناجحاً “الانفتاح الموجود باستقبال كل الناس وكل الطبقات وقبول الغير والاستراتيجيات البعيدة المدى الموجودة في دبي والإيمان القوي والإرادة هو ما يجعل دبي على ما هي عليه، لأنك إن خططت ولم تكن مؤمن بالبلد وبالعمل لن تستطيع أن تنجح ولن تكسب ثقة السوق وهذا ما تعمل عليه حكومة دبي والقائمين عليها”.
أما أهم المشاريع التي أقامها إيلي المير فكانت ملفتة ومبهرة منها:
قصر الشيخ خليفة في العين حيث يقول : ” صممت نوافير ضخمة طولها 60 متر تتحرك على برنامج كومبيوتر، أيضا صممت المنطقة الخضراء الخارجية لأوتيل راديسون بلو بمساحة 50 ألف متر مربع بوقت قياسي قبل وصول فريق الفيراري لأن الجميع من سائقين واستشاريين أعجبوا بالتصميمات المبهرة، صمنا أيضاً بيت ميرواس عزيزي وهو مطوّر بناء مشهور، وسونيل فاسواني وأخوته وهو مصنف كواحد من أهم أغنياء العالم، ومن مشاريعنا المهمة أيضاً مداخل منطقة الظهران بالسعودية.
كوادر:
صمم إيلي المير نوافير ضخمة لقصر الشيخ خليفة بن زايد طولها 60 متراً تتحرك على برنامج كومبيوتر، أيضا قام بتصميم المنطقة الخضراء الخارجية لأوتيل راديسون بلو أبو ظبي بمساحة 50 ألف متر مربع بوقت قياسي قبل وصول فريق الفيراري