توقع نجيب بن عبداللطيف العيسى رئيس مجلس إدارة شركة العيسى للسيارات، الوكلاء الرسميون لسيارات نيسان في السعودية، أن يقفز الطلب السنوي على السيارات في السعودية بشكل متسارع نظرا للنمو السكاني الكبير وارتفاع مستوى دخل المواطن في السعودية.
قال نجيب عبد اللطيف العيسى، أن نشرة الواردات التي تصدرها مصلحة الإحصاءات العامة كشفت أن واردات السعودية من السيارات سجلت رقما قياسيا حيث وصلت إلى 76.6 مليار ريال بزيادة قدرها 42 % عن المستوى المسجل في عام 2011.
وشدد العيسى على أهمية تبني الغرف السعودية للشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث تبرز فرص واعدة في البيع والصيانة وقطع الغيار وإكسسوارات السيارات، مشيرا إلى دخول سيارة غزال في حقل صناعة السيارات.
إلى تفاصيل الحوار مع نجيب عبد اللطيف العيسى ــ رئيس مجلس إدارة شركة العيسى للسيارات:
لديكم تجارب جيدة في مجال تصنيع أجزاء من السيارات، اليوم تدخل جامعة الملك سعود في استكمال تصنيع السيارة كاملا، كيف ترى هذا الاتجاه؟
في رأيي أن بعض الشركات المصنعة عن طريق الاستثمار الأجنبي ستنشئ مصانع في المملكة لتصنيع أجزاء معينة من السيارات، ومستقبلا قد تكون لها علاقة بالبتروكيماويات مثل شركتي كيان وينساب، لأن هذا ما يجري اليوم في العالم، فصناعة أجزاء السيارات توزعت في بعض المصانع في عدة دول، ويتم تجمعها في دولة معينة. أما بالنسبة لمشروع سيارة غزال مع جامعة الملك سعود والشركة الكورية سيكون نواة حقيقية لمشروع تصنيع السيارات في السعودية.
كيف تقيم تجربة الشركات اليابانية في إنشاء معهد لتخريج فنيين؟ ولماذا لم تسعَ إلى مثل هذا المشروع شركات السيارات الأمريكية؟
أراها تجربة ممتازة جدا، ونحن شاركنا فيها عن طريق شركة أيسوزو، ويخرج المعهد شبابا ذوي كفاءة عالية جدا، ولهم مستقبل واعد، ويخرج شبابا ممتازين يعملون في ورشنا اليوم.
كيف ترى تعيين شركة العيسى للسيارات كوكيل رسمي لسيارات نيسان في السعودية؟
نحن فخورين بهذه العلاقة والتعاون الجديد، وباعتبارنا إحدى كبريات شركات السيارات في المنطقة وبخبرتنا الممتدة إلى أكثر من 60 عاما في البلاد، تتمثل رؤيتنا ببساطة في توفير سيارات ذات جودة عالية وخدمات ما بعد البيع جديرة بالثقة، وقد بدأنا في توسيع شبكتنا في كل أنحاء البلاد، وأنه مع نهاية العام الحالي، ستطبق عمليات ومعايير «نيسان»، وأنه سيجري الإعلان عن خطط إضافية لعملائنا التي تشكل احتياجاتهم ورغباتهم جوهر كل جهودنا.
هل يمكن أن تحدثنا عن نشاطكم في تجارة السيارات؟
بدأ الوالد تجارته في مجال بيع السيارات في بدايات الستينيات الميلادية، وهذه البداية كانت تزامناً مع بدايات التطور التجاري في السعودية في ذلك الوقت، وقد استشعر بحسه التجاري أن مجال السيارات ستكون له أهمية كبيرة جدا، وتأثير في دعم عجلة الاقتصاد السعودي، ولذلك اهتم باستيراد السيارات مباشرة من الولايات المتحدة، واستثمر استثمارات ضخمة في قطاع السيارات وإنشاء البنية التحتية التي أثمرت نتاجها بالتوسع الكبير الذي تشهده جميع شركات مجموعة عبد اللطيف العيسى القابضة اليوم.
ماذا عن سوق السيارات في السعودية؟
سوق السيارات في السعودية يرتكز على أمرين رئيسين، أولهما المستهلك وتحسُّن قوته الشرائية، وثانيهما الشركات المتخصصة في هذا المجال، وقد أرساها خادم الحرمين الشريفين في خطته لإنعاش الاقتصاد ضمن مجموعة العشرين، فقد وضعت السعودية ميزانية ضخمة جداً لهذا الغرض، وقد أحدثت هذه الخطة الطفرة الملموسة عاما بعد عام نظير المبالغ التي تصرفها الدولة، المتمثلة في انتعاش قطاع السيارات المحلي.
دعني أنتقل إلى حصة السيارات في السوق، بين مختلف صناعات السيارات الياباني، الأوروبي، الألماني، الأمريكي؟
الياباني هو الأول في السوق بحصة تزيد على 53% في المائة تقريباً، ويليه الأمريكي بحصة 19 في المائة تقريباً لوجود شركات كبيرة وتنوع في المنتج كشركات جنرال موتورز مقسمة لسيارات جي إم وشيفروليه وفورد بتنوع منتجاتها، ثم يأتي الكوري في المرتبة الثالثة بحصة 23 في المائة تقريباً، ويتشارك الألماني والأوروبي والصيني في حصة ضعيفة من السوق المحلية تصل إلى 5 في المائة تقريبا.
نلاحظ أن سوق السيارات تشهد تذبذبا في حركة البيع، لكنها لا تشهد تذبذبا في الأسعار؟
الأسعار لا تنخفض؛ لأنه لا يوجد فيها مجال للربح العالي، مجال ربح السيارات من 2 إلى 8 في المائة، ولذلك عندما تخفض السيولة في السوق لا يمكن للوكيل تخفيض الأسعار بشكل كبير؛ لأنه مرتبط بأسعار المصنع، ومع ذلك الأسعار بعض الأحيان ترتبط بالشركات الصانعة بأن لديهم منتجات معينة لمواسم معينة مثل انتهاء الموديل، دخول شهر رمضان تحدث عروض، لكن التذبذب في سوق السيارات ليس عاليا لعدم وجود مجال كبير للربحية في الأصل.
من الملاحظ أن جميع السيارات بمختلف أنواعها انتشرت فيها عيوب تصنيع رغم تطور التقنية، ما الأسباب في رأيك؟
واقع التقنية في السيارات تطور بشكل كبير جدا، ولا بد من ملاحظة أن سيارة اليوم أصبحت تتمتع برفاهية مطلقة الحدود لدرجة أن الإنسان لا يستعمل كل وسائل الرفاهية في السيارة، فكثرة التفاصيل الموجودة اليوم في السيارات هي ما سببت كثرة العيوب المصنعية، إضافة إلى أن العيوب دائما كانت موجودة، لكن الإعلام لم يكن يتطرق لها، وكانت تأتينا ملاحظات من الشركات المصنعة، ونبلغ عملاءنا ونصلحها دون الإعلام، ونعتقد أن ذلك من الأمانة تجاه عملائنا، والملاحظ أن موديلات السيارات أصبحت تتغير بشكل سريع جدا.
هل هناك مشكلة بين شركات التسويق والبنوك في مسألة تغطية التمويل، البعض يشتكي من ضعف التمويل في الفترة الأخيرة؟
اليوم الربح الحقيقي في تجارة السيارات في التمويل، فمن يملك شركة تمويل يستطيع تحقيق عوائد جيدة من المنتجات التي يسوقها، ومن لا يملك شركة تمويل سيواجه صعوبات عدة لعدم وجود مردود على الاستثمار، وأعتقد أن هذا ما سيتغير في سوق السيارات من أنه يتعين أن تكون لديك شركة تمويل وأن تملكها؛ لأن أرباحها تعوضك، وإذا كان لديك شركة تمويل وليست لديك وكالة فسوف تعاني.
كيف ترى تأثير القطع الأصلية في الوكيل، وتأثير قطع الغيار المقلدة في السوق ككل؟
لا شك أن الوكيل لا يرغب في أن ينافسه أي أحد خاصة في بضاعته لا من الداخل ولا الخارج، لكن في رأيي أن هذه المحاربة في طور الانتهاء، وأعتقد أن سوق المملكة من الأسواق المنفتحة بشكل كبير جدا لدخول البضائع، وهذه سياسة نؤيدها وندعمها بفتح السوق، لا شك أن هناك تجارا كثرا يستوردون قطع غيار، وهناك تجار أكثر عددا من تجار السيارات؛ لأن فيها مصلحة وربح جيد، إذا تمت محاربة استيراد قطع غيار أصلية من الخارج سيبحث التاجر عن وسيلة أخرى.
بالمناسبة، سوق السيارات المستعملة، كيف تراه الآن بعد تنظيم دخول السيارات المستعملة؟
لا تتميز سوق السيارات المستعمل بالانتعاش نظراً لعدم تمويل شركات التمويل لها، وقلة قدرة المستهلك على تملك النقد، ولا شك أن قرار الجمارك في هذا الخصوص قرار سليم، ونحن نؤيده بشدة من أجل حماية المستهلك وليس للتجار، لأن المستهلك كان يحصل على بضائع رديئة جدا ويصرف عليها مبالغ ضخمة، وهذا منع دخول سيارات قديمة جدا وسيئة في الاستعمال، قبل القرار كانت سوق السيارات المستعملة في المملكة تعد مردما لنفايات السيارات في العالم، فالسيارات السيئة تصدر إلى المملكة، وقد قضى قرار الجمارك على هذا الأمر، وأنهى هذه السمعة عن المملكة.
ماذا عن سوق أجزاء السيارات مثل إعادة تصنيع الإطارات المستعملة، البطاريات، الزيوت، كيف تقرأ هذا السوق؟
في الواقع، صناعة البطاريات تتطور تدريجيا مع ارتفاع حجم سوق السيارات، قبل عشر سنوات لم تكن هناك مصانع للبطاريات، ونحن أسهمنا مع إخوان لنا في إنشاء مصنع الشرق الأوسط للبطاريات الذي يغطي اليوم جزءا كبيرا من استيراد البطاريات إلى المملكة وهي صناعة سعودية، ليس ذلك بحسب بل نصدر إلى الصين وإلى دول أخرى.
ماذا عن برامج المسؤولية الاجتماعية لمجموعة عبد اللطيف العيسى؟
المسؤولية الاجتماعية في المجموعة لها إدارة مستقلة برئاسة المهندس عبد المحسن العيسى، وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة عبد اللطيف العيسى القابضة، لما نعتقده من أهمية لهذه الإدارة، ولدينا مساهمات في المسؤولية الاجتماعية، ولم نكن نتحدث عنها كثيراً إعلامياً، ولكن سيكون هناك ظهور إعلامي أكبر لبرامج المسؤولية الاجتماعية في مجموعة عبد اللطيف العيسى مستقبلا ولدينا خطط طموحة جدا في هذا المجال.
كوادر:
– مشروع سيارة غزال مع جامعة الملك سعود مع كوريا سيكون نواة حقيقية لمشروع تصنيع السيارات في السعودية
– حصة السيارات اليابانية هي الأولى في السوق بحصة تزيد على 53% في المائة، ويليه الأمريكي بحصة 19 في المائة يأتي الكوري في المرتبة الثالثة بحصة 23 في المائة تقريباً، ويتشارك الألماني والأوروبي والصيني بحصة 5 في المائة
– كثرة التفاصيل الموجودة اليوم في السيارات هي ما سببت كثرة العيوب المصنعية، والعيوب دائما كانت موجودة، لكن الإعلام لم يكن يتطرق لها