من منا لا يستخدم محرك البحث جوجل بشكل يومي ؟؟!! من منا يستطيع الاستغناء ولو جزئياً عن كل الخدمات التي يقدمها المحرك الأشهر؟؟!!.. فجوجل محرك البحث الرائد والأشهرعالمياً على الاطلاق لم يكتسب هذه الشهرة والنجاح من فراغ، وتعد قصة نجاحه في تقديم المساعدة في كافة نواحي الحياة اليومية، بدءاً من تسهيل التواصل مع الآخرين حول العالم وحتى تنظيم العمل من أهم قصص النجاح والريادة في عالم الانترنت.
تعد جوجل أهم شركات العالم الرقمي العملاقة في أمريكا التي تربح من العمل في مجال الإعلان المرتبط بخدمات البحث على الإنترنت وإرسال رسائل البريد الإلكتروني، ويقف وراء نجاحها الدائم جهود حثيثة بذلت في تكوين الشركة العملاقة على يد مؤسسيها لاري بيج وسيرجي برين عندما كانا طالبين بجامعة “ستانفورد”.
البداية كانت فكرة
بدأت فكرة “جوجل” باثنين من الشباب في يناير من عام 1996 هما سيرجي برين ( مواليد روسيا 21 أغسطس 1973) ولاري بيج ( مواليد ميتشغان 26 مارس 1973)، الذان ترعرعا على استخدام الكمبيوتر منذ صغرهما، كما يجمع الاثنين نفس الاهتمامات والطموحات بالإضافة إلى المهارات التي يكمل كل منهما بها الآخر.
تميز كل من الشابين بارتيادهما لمدرسة مونتسوري وهي مدرسة تعمل على تخليق وتطوير قدرات الإبداع والمهارات العقلية في سن صغيرة، كما أن والدا ” سيرجي ” كانا متخصصين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة التجريدية و بالتالي ساهمت العائلة بشكل كبير في كتابة قصة نجاح هذين الرائدين.
تلقى لاري تعليمه الجامعي في جامعة ميتشغان بآن هربر في هندسة الكمبيوتر ودرس إدارة الأعمال للحصول على شهادة البكالوريوس عام 1995، وعمل كرئيس لمجموعة طلاب هندسة الكمبيوتر في ولاية ميتشغان.
أما برين فقد حصل على وظيفة في الجامعة كباحث على معلومات من بين قاعدة بيانات هائلة. وكان هو ومجموعته يقومون ببحث عن ما هي أفضل المجلات التي تباع وكم يحتاج البائع للحصول على عمل مربح من تلك المجلات.
تعرف الشابان الطموحان على بعضهما البعض صدفة أثناء إلتحاقهما ببرامج الدراسة في جامعة ستانفورد، واكتشفا أن لديهما الحلم ذاته وهو (التحدي للحصول على معلومات مهمة من بين مئات وآلاف المعلومات) وتعتبر هذه المرحلة النواة الأساسية لشركة جوجل.
قام الطالبان في 15 (سبتمبر) 1997 بشراء وحجز اسم النطاق “جوجل. كوم” وهي الخطوة التأسيسية الأولى للشركة. ولم يكونا قد تجاوزا الـ 24 سنة من العمر،وأُعلنت الشركة من مرآب خلفي في منزل أميركي متوسط المستوى،وتمثّل الهدف الأساسي من البرنامج الذي صنعه بيج وبرين في وضع كشوفات وفهارس لمحتوى صفحات الشبكة العنكبوتية،التي كانت في عهد إنتشارها الأول.
التأسيس وانطلاق الحلم
في منتصف عام 1998 ووسط تطوير المحرك، بدأ بيج وبرين يبحثان عن ممول لتمكينهم من ملكية البرمجة. ولم يكن ذلك بالأمر الهين فقد كان صعباً جداً، حتى شجعهم صديقهم ديفيد فيلو “مؤسس ياهو بعد ذلك” مؤكداً أنه من الأفضل لهم فتح شركة و العمل على تطوير المحرك بأنفسهم.
ولكنهم كانوا بحاجة ماسة للمال، فتركوا مخططات الدكتوراة التي كانا يسعيان إليها، ورسموا مخطط للشركة والإستراتيجية المتبعة وذهبوا للبحث عن ممول و مستثمر.
قام أحد أعضاء الجامعة بتعريفهم على أحد مؤسسي شركة صن مايكروسيستمنس، ولكنه كان كثير المشاغل لم يكن لديه الكثير من الوقت، فطرحوا عليه الفكرة باختصار واقتنع بها وأعجبته، وأعطاهم مبلغ 100 ألف دولار باسم شركة غوغل، التي بدورها كانت غير موجودة على أرض الواقع ذلك الوقت فلم يتمكنوا من صرف الشيك، لكنهما تمكنا من الحصول على قرض من البنك بمليون دولار و افتتحوا الشركة خلال أسبوعين في 7 سبتمبر 1998 تحديداً.
اختير اسم غوغل الذي يعكس المُهمة التي تقوم بها الشركة، وهي تنظيم ذلك الكم الهائل من المعلومات المُتاحة على الويب ” Googol ” وهذا التعبير يدل في لغة الرياضيات إلى الرقم 1 متبوعاً بمائة صفر، ولكن نتيجة لخطأ إملائي في تسجيل الدومين أصبحت جوجل Google ومع مرور الأيام دخل المصطلح القواميس بمعنى استخدام محرك ” جوجل ” للبحث عن المعلومات.
عملوا ليلاً نهاراً وطوروا المحرك ليكون ليس فقط منافساً لغيره بل الأفضل،وبالفعل حصل المحرك الجديد على لقب” أفضل محرك بحث” من مجلة الكمبيوتر، وفي ذلك الوقت كان محرك البحث جوجل تجيب على 10000 طلب يومياً.
في عام 1999 ضمن جوجل ايضًا تمويل بمبلغ 25 مليون دولار من شركتين في وادي السيلكون وهما سيكويا كابيتال و بايرز اند كلينر بيركنز. وأدى زحام الموظفين الى انتقال جوجل إلى مقره الحالي في كاليفورنيا.
ويقع المقرّ الرئيسي للشركة، والذي يحمل اسم جوجل بليكس، في مدينة “ماونتن فيو” بولاية كاليفورنيا، فيما وصل عدد موظفيها الذين يعملون دوامًا كاملاً ما يزيد على 20,164 موظفًا.
وبالرغم أن جوجل تأسست عام 1998، إلا أنها الآن تملك أكثر من 40 بليون دولار وهو أكثر من احتياطي المال في عشرات الدول ، وخلال بضعة أعوام فقط تحول الشابين إلى عمالقة في التجارة، وتقدر ثروة بيج حالياً بنحو 18 مليار دولار ويأتي في المرتبة 33 في قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم بعد شريكه برين مباشرة، الذي بدوره تزيد ثروته عن 18 مليار دولار.
فن الوصول للقمة
عام 2000 بدأت جوجل باستخدام تقنية وخدمة بيع الإعلانات عن طريق كلمات البحث. هذه التقنية كانت الرائدة لgoto.com وبعدها اشترتها الياهو وأسمتها Yahoo search Marketing. في البداية عملت جوجل و ياهو عن طريق عقد شراكة ولكن فيما بعد اشترت جوجل التقنية.
استطاعت جوجل استعمال التقنية بشكل ممتاز والحصول على دخل عن طريق محرك البحث فيما فشل كثيرين في ذلك، وقدم جوجل فيما بعد شريط البحث (Google Toolbar) حيث يمكن المستخدمين من البحث دون زيارة الموقع واكتسب هذا الشريط شعبية كبيرة وربط المستخدمين كثيراً بخدمات جوجل.
ومنذ بدايته إعتمد جوجل الرياضيات كأساس في عمله، والأهم هو أن أصحابه وضعوا جداول عددية وإستخدموها في صنع كشوف عن محتوى شبكة «الويب»،وذلك لتسهّل عملية البحث عن المعلومات بصورة جيدة وفعالة.
ويُركّز إسلوب البحث عند جوجل على الحصول على المعلومات المفيدة عند الطلب من خلال البرامج والجداول العددية الموضوعة لذلك الهدف،والمصممه لفهرسة بلايين الصفحات التي تحتوي على النصوص والصور والأصوات وأشرطة الفيديو وغيرها.
ويعتبر جوجل محرك البحث الأول حالياً على الشبكة العنكبوتية، بأكثر من مليار مستخدم أسبوعياً و 100 مليار عملية بحث بـ 35 لغة مختلفة شهرياً، وهي أرقام تجعل جوجل من أشهر الأسماء في عالم التقنية وليس من المبالغة إذا إعتبرناه أكبرها، والسبب ليس مجرد خدمة البحث التي يقدمها فقط ولكن السبب الحقيقي هو مجموعة الخدمات المتكاملة التي تمتلكها جوجل وتقدمها للمستخدمين بشكل مجاني أضف إلى ذلك براءات الإختراع الكثيرة والغريبة في بعض الأوقات التي تملكها جوجل والتي تُعبر عن مدى الإبداع والابتكار الذي يتحلّى به مهندسين الشركة، ولا ننسى أيضاً مجموعة الشركات الفرعية التي استحوذت عليها جوجل لتُشّيد بما سبق إمبراطورية تقنية قد يستحيل منافستها في أي وقت قريب.
وقد تطوّر في السنوات العشر الماضية بالنسبة إلى قدرته على البحث عن المعلومات في وثائق متعددة الشكل،ورغم أن صفحة استقباله لم تتغير منذ سنوات،إلا أن الوظائف التي يؤديها ذلك المحرك، وكذلك الخدمات التي يُقدّمها لزواره،إزدادت وتعددت وتشعّبت بطريقة هائلة، وتشمل برامج مجانية من بينها خدمات إعلانية وخدمات الصور ومجموعات النقاش والأخبار والكتب والتسوق والتدوين والموسوعات .
ومن أهم برمجيات جوجل برنامج جوجل ايرث Google Earth الذي يتيح لمستخدميه مشاهدة معظم المدن والمناطق الموجودة في العالم من خلال صور الأقمار الصناعية والجوية.
خدمات قيمة
يعتبر جوجل محرك البحث الأول حالياً على الشبكة العنكبوتية، بأكثر من مليار مستخدم أسبوعياً و 100 مليار عملية بحث شهرياً بـ 35 لغة مختلفة، وهي أرقام تجعل جوجل من أشهر الأسماء في عالم التقنية وليس من المبالغة إذا إعتبرناه أكبرها، والسبب ليس مجرد خدمة البحث التي يقدمها فقط ولكن السبب الحقيقي هو مجموعة الخدمات المتكاملة التي تمتلكها جوجل وتقدمها للمستخدمين بشكل مجاني أضف إلى ذلك براءات الإختراع الكثيرة والغريبة في بعض الأوقات التي تملكها جوجل والتي تُعبر عن مدى الإبداع والابتكار الذي يتحلّى به مهندسين الشركة، ولا ننسى أيضاً مجموعة الشركات الفرعية التي استحوذت عليها جوجل لتُشّيد بما سبق إمبراطورية تقنية قد يستحيل منافستها في أي وقت قريب.
أرباح جوجل تتشكّل بنسبة 97% تقريباً من الإعلانات ما يعني أن اهتمام الشركة الأول ينصب حول ترويج السلعة أو الخدمة المناسبة للعميل المناسب وهذا ما يمكن لجوجل معرفته عبر استخدام الملايين لخدماتها المختلفة.
بجانب الخدمات التقليدية المعروفة التي تقدمها جوجل مثل البحث بأنواعه والبريد الإلكتروني والتقويم والخرائط والترجمة وغيرها هناك مجموعة من الخدمات غير منتشرة بالرغم من أهميتها وفائدتها الكبيرة منها: Google Body، وجوجل المريخ بالتعاون مع ناسا، وخدمة متحف جوجل وهي توفر زيارات رائعة لكل المتاحف حول العالم، كما يوفر جوجل خدمة البحث عن المفقودين وهي خدمة إنسانية لحالات الطوارئ، و خدمة ساعدني وتوفر فرصة التعلم على أيدي خبراء في كافة المجالات تقريباً، كذلك خدمة Google Trends وهي عن الكلمات الأكثر بحثاً خلال العام، reCAPTCHA الخاصة بنقل الكتابات والمخطوطات القديمة للحالة الرقمية، كما توجد خدمتي البحث العلمي وأكواد جوجل.
ازدهار جوجل
منذ عام 2001، استحوذت شركة جوجل على عدة شركات صغيرة جديدة، وتم طرح أسهم الشركة عام 2004 في اكتتاب عام ابتدائي، لتجمع الشركة بعده رأس مال بلغت قيمته 1.67 مليار دولار ، وبهذه القيمة وصلت قيمة رأس مال الشركة بأكملها إلى 23 مليار دولار.
وبعد ذلك واصلت شركة Google ازدهارها عبر طرحها لسلسلة من المنتجات الجديدة واستحواذها على شركات أخرى عديدة والدخول في شراكات عديدة جديدة عام 2005 مع شركات ووكالات حكومية أخرى بهدف تحسين إنتاجها وخدماتها.
وعلى الرغم من أن عالم شبكة الانترنت بمحتواه هو موضع الاهتمام الرئيسي للشركة، فقد بدأت شركة جوجل تجربة التعامل مع أسواق أخرى مثل سوق المطبوعات وكذلك مطبوعات برامج الإذاعة.
في السابع عشر من يناير عام 2006، أعلنت شركة Google شرائها لشركة الإعلان من خلال شبكات الإذاعة شركة “dMarc” التي توفر نظامًا مؤتمتًا يتيح للشركات أن تعلن عن منتجاتها وخدماتها عن طريق الراديو، وذلك يتيح للشركة تجربة بيع إعلانات الشركات المعلنة التي تتعامل معها في الصحف والمجلات الورقية اليومية، هذا بالإضافة إلى توفيرها لإعلانات متميزة مختارة بعناية في صحيفة “شيكاغو صن تايمز” اليومية، لقد شغلت شركة Google المساحات غير المباعة من الصحيفة والتي كان ليتم توظيفها بصورة عادية في نشر الإعلانات المحلية.
وطوال مراحل ازدهار الشركة، كانت ركائزها المهمة هي المحافظة على البيئة وخدمة المجتمع والإبقاء على العلاقات الإيجابية بين موظفيها. ولأكثر من مرة، احتلت الشركة المرتبة الأولى في تقييم لأفضل الشركات تجارية مجلة “فورتشن” كما حازت بصفة أقوى العلامات التجارية في العالم، ولازالت كل يوم تفاجئ الجميع بتطورها ومفاجأتها التي لا تنتهي.
كوادر:
•بدأت فكرة “جوجل” باثنين من الشباب جمعتهما الاهتمامات والطموحات المشتركة، تقدر ثروة كل منهما حالياً بأكثر من 18 مليار دولار
•أرباح جوجل تتشكّل بنسبة 97% تقريباً من الإعلانات، وتملك الآن أكثر من 40 بليون دولار أي أكثر من احتياطي المال في عشرات الدول
•يعتبر جوجل محرك البحث الأول حالياً على الشبكة العنكبوتية، بأكثر من مليار مستخدم أسبوعياً و100 مليار عملية بحث بـ 35 لغة مختلفة شهرياً