بقلم: أولي هانسن، رئيس استراتيجيات السلع – ساكسو بنك
انخفضت سلة واسعة من السلع إلى أدنى مستوى لها في 16 عاما مما أدى إلى التأثير السلبي بشكل كبير على كل المكاسب التي تم حصدها خلال سنوات الطفرة الصينية في العقد الأول من هذه الألفية. ولم يشكل تباطؤ الطلب سبباً رئيسيا وراء هذا الضعف، بل حدث ذلك كنتيجة لزيادة العرض في الوقت الذي لم يكن نمو الطلب في المستوى المطلوب. ولا شك بأن زيادة إنتاج السلع الرئيسية كالنفط والذرة وخام الحديد لم تشهد في المقابل نمواً في الطلب وهو ما أدى إلى هذا الانخفاض لتلك السلع، لفسح المجال أمام الأسواق لتحقيق بعض التوازن بين العلرض والطلب.
الذهب:
يقوم مستثمرو الذهب بشكل متزايد في البحث عن فرص أخرى للاستثمار وفي مجالات ومواقع جديدة. وقد وصل الذهب خلال شهر يوليو الماضي إلى أدنى مستوى له في عدة سنوات، جراء تحفيز صناديق التحوط على عمليات البيع المكثفة واستخدام المستثمرين للصناديق المتداولة في البورصة. وساهم تخفيض قيمة العملة في الصين يوم 10أغسطس الى زيادة التوتر في الأجواء، ولكن في نفس الوقت ساهم في التأثير على السوق ليصل الى 1170. وعلى المدى القريب سيواصل الذهب المقاومة وسط أجواء محفوفة بالتوتر لمعرفة القرارات التي سيتم اتخاذها من قبل اللجنة الفيدرالية للأسواق المفتوحة في الولايات المتحدة الامريكية المتعلقة بأسعار الفائدة. من جهتنا نرى ان المخاطر تأخذ مسار تصاعدي حيث ان عدم اليقين في السوق والانخفاض في أسهم وعملات الأسواق الناشئة سوف تزيد من الطلب على الاستثمارات البديلة. اما توقعاتنا لنهاية العام تبقى دون تغيير عند 1275 دولار، وسوف يتم تعديلها هبوطا فقط إذا رأينا كسر واضح لأقل من 1080 دولار.
الذرة:
من شأن الإمدادات الكافية من أمريكا الشمالية والجنوبية أن تساعد على تعزيز المخزون لفصل الشتاء القادم وما لم تحصل أي مفاجآت في اللحظة الأخيرة قبيل الحصاد فإننا سنلحظ اتجاه تصاعديا محدودا للذرة.
النحاس:
المستهلك الأكبر في العالم هو المقياس الرئيسي المستخدم من قبل السوق لكشف مستوى النشاط في الطلب. بينما استفحل القلق بشأن تباطؤ أكبر من المتوقع في الصين شهدنا تراجع النحاس بنسبة ربع واحد منذ ايار / مايو وهو مسعّر حاليا عند أدنى مستوى منذ الركود عام 2009. وقد ارتفع العرض العالمي تحسبا لاستمرار نمو الطلب القوي من بلدان الأسواق الناشئة، وليس أقلها الصين. مع تراجع ذلك الآن، لم تتحق الاستجابة من المنتجين من حيث إبطاء الإنتاج. على هذا الأساس نرى محدودية إمكانية الارتفاع ولكن في نفس الوقت لا نستبعد رؤية بعض اجراءات التحفيز الإضافية التي تقوم بتطبيقها الصين. نرى النحاس يتعافى من المستويات المنخفضة الحالية باتجاه 5500 دولار أمريكي/ طن في نهاية العام.
الفضة:
تأثر معدن الفضة أكثر من الذهب خلال الأسابيع القليلة الماضية، ارتفعت النسبة التي تعكس تكلفة أونصة واحدة من الذهب مقابل أونصة من الفضة إلى 78 والذي هو أدنى مستوى نسبي للفضة منذ ركود عام 2009. ومع توقعات انتعاش طفيف للمعادن الصناعية قبل نهاية العام نرى الفضة تتفوق على الذهب مع نسبة متراجعة نحو 75 ، والتي بناء على سعر الذهب البالغ 1275، ينبغي ان تضع الفضة عند 17 دولار / أونصة
النفط الخام:
عليها ان تزداد سوءا قبل ان تزداد تحسنا في نهاية المطاف. هذا هو الوضع الحالي لأسواق النفط وهذا هو الراي الذي نجتمع عليه.
يعاني النفط حاليا من زيادة شديدة في العرض تزامنا مع الوضع اليائس من منظمة الأوبك لتوليد النقد، حيث تم مضاعفة الإنتاج في حين ان الإنعكاس المتوقع في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة لم يتجسد بعد. وخلال الأشهر الثلاثة المقبلة، من المتوقع ان يخف طلب مصفاة الولايات المتحدة على النفط الخام ويعود ذلك إلى عوامل موسمية، وذلك سيقود إلى زيادة أخرى في مخزونات الولايات المتحدة التي تبلغ حاليا نحو 100 مليون برميل فوق متوسط الخمس سنوات. في حين أن الاعتقاد العام بأن النفط الخام بسعر 40 دولار هو غير مربح بالنسبة للعديد من المنتجين الأمريكيين. السؤال هو، متى سنرى هذا التأثير من حيث انخفاض الإنتاج. القلق الآخر الذي ظهر في الأسابيع الأخيرة هو ما إذا كان يمكن الحفاظ على التوقعات المتفائلة لنمو الطلب نظرا لحالة عدم التيقن الحالية المتعلقة بالصين، وهي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. أي تعديل هبوطا على النمو في الطلب سيؤدي فقط الى زيادة تكدس المعروضات، مما يترك المجال للتعرض لمزيد من الخسائر قبل تخفيض الإنتاج في نهاية المطاف.
بحلول نهاية العام نرى خام غرب تكساس المتوسط يعود نحو 55 دولار ولكن يمكن أن تكون رحلة وعرة جدا للوصول الى هناك.
“التوقعات” الغربية والدرس الصيني
في تحليله لما شهدته أسواق الأسهم العالمية في الأيام الماضية، رأى بيبي اسكوبار، في مقال على موقع “روسيا اليوم”، أنه كان من الطبيعي أن تنفجر فقاعة الأسهم في بورصة شانغهاي ــ شينجين، بعدما ارتفعت بنسبة 150%، في وقت قياسي من 12 شهراً، حيث اعتقد المستثمرون الصغار، وهم يشكلون نحو 80% من السوق، “أنّ حفلة الإثراء لن تنتهي”، فلجأوا إلى الاقتراض الكثيف ليوظفوا في السوق المذكورة. ويرى اسكوبار أنه كان من المتوقع أن تنفجر فقاعة الأسهم هذه، التي وصلت إلى أعلى مستوى لها في 7 سنوات، على خلفية معطيات وافرة تشير إلى التباطؤ النسبي للاقتصاد الصيني.
لكن اسكوبار يشير إلى أن «التوقعات» الغربية بانهيار الاقتصاد الصيني كانت عبارة عن «تفكير بالتمني»، مستشهداً بتقرير لمصرف «كريدي سويس»، نُشر في خضم هستيريا بيع الأسهم، يلقي الضوء على متانة المؤشرات الأساسية للاقتصاد الصيني. وبحسب التقرير، «ما زالت الصين تتمتع بفائض صحي جداً في الحساب الجاري، ولا يزال حساب رأس المال مغلقاً جزئياً، فيما تمتلك الدولة المؤسسات المالية الأساسية. ومن شأن هذه العوامل مجتمعة أن تسمح للسلطات النقدية بضخ السيولة في النظام المالي، إن شاءت أن تفعل ذلك». ويوضح التقرير أن «نمو الصين الهيكلي سيستمر بالتباطؤ في السنوات القليلة المقبلة»، لكن لن يكون هناك «هبوط قاسٍ (ركود) تسببه أزمة ائتمان، ويمكن المحافظة على استقرار نسبي للنظام المالي ونظام سعر الصرف». ويرى التقرير أنّ من غير الواقعي أن يتأمل المرء عودة ربحية الشركات الصينية إلى مستوياتها في السنوات الماضية، وأنه، في المقابل، «لا أساس للمخاوف من تكرار الأزمة المالية الآسيوية عام 1997، أو الأزمة المالية العالمية عام 2008”.
كوادر:
سعر 55 دولار لبرميل النفط قد نجده في آخر العام
أي تراجعات في الطلب ستؤدي الى زيادة تكدس المعروض
وصل الذهب خلال شهر يوليو الماضي إلى أدنى مستوى له