بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
تراجع الاسترليني بأكثر من 0.5% صباح الاثنين بعد أن أوردت صحيفة الصنداي تايمز البارحة بأنّ 40 عضواً في حزب المحافظين وافقوا على التوقيق على رسالة لسحب الثقة برئيسة الوزراء تيريزا ماي. ورغم أنّ هذا العدد يقل عن المطلوب بـ 48 صوتاً لاستبدالها بزعيم جديد، إلا أنّ ذلك يخلق حالة من الإحباط الكبير في أوساط المستثمرين الذين يريدون إيضاحات بخصوص مفاوضات البريكست. وبما أنّ منصب ماي معرّض للخطر، وبما أنّه لم يُحرز تقدّم كبير بعد ست جولات من المباحثات مع الاتحاد الأوروبي، فإن الاسترليني قد يتعرّض للضغوط خلال اليومين المقبلين علماً بأنّ هناك خطراً بكسر حاجز الدعم عند 1.3024. وقد أضافت الرسالة المسرّبة التي تشير إلى مطالبة بوريس جونسون ومايكل غوف بما يُسمّى “الخروج الصعب” من الاتحاد الأوروبي، المزيد من الضبابية إلى حالة عدم اليقين قبيل اجتماع مجلس العموم يوم الثلاثاء.
كما أنّنا أمام أسبوع مزدحم بالبيانات الاقتصادية المنتظرة في المملكة المتحدة، والتي تشمل مؤشر أسعار المستهلكين، ومؤشر أسعار المنتجين، وبيانات سوق العمل، ومبيعات التجزئة. لكن السياسة ستظل على الأغلب هي العامل المهيمن الذي سيحرّك الاسترليني هذا الأسبوع.
أمّا بالنسبة للمستثمرين الذين يعتقدون بأن ضعف التقلبات هو أمر مضجر فيجب أن ينظروا إلى بيتكوين، هذه العملة الرقمية التي خسرت أكثر من ربع قيمتها بعد أن وصلت إلى 7888$ يوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني. ويبدو أنّ أصابع الاتهام في هذا الانهيار الحاصل قد توجّهت إلى إلغاء الخطة الرامية إلى زيادة حجم كتلة البيتكوين (Segwit2x) يوم الأربعاء، ولكن بما أنّ الأسعار قد انتعشت 400$ يوم الاثنين، فيبدو بأنّ الخبر قد اسْتُوعِب. فخلال هذا العام، رأينا تراجعات حادّة مشابهة في شهري يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول، ولكن في كل مرّة يحصل فيها تراجع كبير، يدخل مستثمرون جدد لتجريب هذه الفئة الجديدة من الأصول. وقد دفع هذا الاهتمام المتنامي من المستثمرين بسوق العملات الافتراضية مجموعة (CME Group) إلى الإعلان عن إطلاق مشتق جديد للبيتكوين قريباً، مما يشير إلى أن المزيد من مدراء الصناديق والمستثمرين المحترفين سيقتحمون هذا الميدان. ورغم أنّ بيتكوين قد لا تكون الفئة المناسبة من الأصول بالنسبة للمستثمرين التقليديين، بسبب تقلباتها، إلا أنني لازلت أرى أن المستقبل يحمل الكثير بالنسبة لهذه العملة.
وبما أنّ موسم أرباح الشركات قد وصل إلى نهايته، فإن اهتمام المستثمرين هذا الأسبوع سيتحوّل بالكامل نحو خطط الإصلاح الضريبي في أميركا. وهناك فرق كبير بين مجلس الشيوخ ومجلس النوّاب في الطريقة التي ستسير بها الأمور، وإذا لم يظهر مسار واضح، فإنني أتوقع حصول المزيد من التراجعات في أسواق الأسهم. فالتأجيل المقترح من مجلس الشيوخ لخفض الضرائب حتى 2019 هو بالتأكيد ليس بالشيء الذي يتطلّع إليه الرئيس ترامب، لذلك سننتظر لنرى ما إذا كان قادراً على دفع الجمهوريين إلى التكاتف بعد عودته من جولته الآسيوية.