الرياض -محمد راعي
استضافت مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، على مدار خمسة أيام، 35 رائد ورائدة أعمال ضمن برنامج “لتنمو” التدريبي المتخصص والمتكامل الذي أطلقه مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال (واعد)، بالتعاون مع كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، وبمشاركة بابسون العالمية، في مسعى لدعم وتنمية ريادة الأعمال وطرح الأفكار والحلول، بهدف تقديم الحلول المبتكرة لرواد الأعمال،
وأوضح المدير التنفيذي لمركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال (واعد) الأستاذ خليل الشافعي أن برنامج “لتنمو” يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة، حيث يقام بشراكات استراتيجية بين 3 جهات محلية وعالمية وهي: واعد، كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، وبابسون العالمية، ومن المأمول أن يسهم هذا التعاون البناء في تنمية أعمال رواد الأعمال ومشروعاتهم ودعم أصحاب الصغيرة والمتوسطة.
وأكد الشافعي أن البرنامج يساعدهم على مواصلة التطور والنمو في سبيل دفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام، مشيراً إلى أن مركز أرامكو السعودية لريادة الاعمال “واعد” تأسس في العام ٢٠١١ من أجل الإسهام في تعزيز ودعم ريادة الاعمال بالمملكة العربية السعودي، ومساندة رواد الأعمال بتأسيس أو توسيع أعمالهم عبر برامج مالية متنوعة إلى جانب الإرشاد والتوجيه، وتوفير المتطلبات الضرورية لتطوير رواد الأعمال وشركاتهم. مشيراً إلى أن المركز استثمر حتى الآن في ٨٥ مشروعاً في مختلف القطاعات بجميع أنحاء المملكة.
وأضاف الشافعي “دائما ما يطمح رواد الأعمال لتطوير مشاريعهم، ولبلوغ ذلك لابد أن يتكيفوا مع ما هو جديد في عالم التقنية ومع ظروف السوق كذلك”. مؤكدا أنها عملية معقدة وتعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل، لكن رواد الاعمال الناجحين يأخذونها بعين الاعتبار ويستطيعون التعامل معها من أجل جعل مشاريعهم أكثر جاذبيه للمستثمرين، والعملاء المحتملين.
من جهته، صرح الدكتور نبيل كوشك، عميد كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال “المخيم التدريبي هو باكورة برامجنا التي ننظمها بالتعاون مع “وعد أرامكو”، والخطوة الأولى التي نقوم بها لنشر وتعزيز المعرفة بريادة الأعمال، والتوعية بأهميتها ودورها المرتقب في الارتقاء بالاقتصاد الوطني”. مضيفاً:”سينعقد المخيم بشكلٍ سنوي، بحيث يسعى القائمون عليه إلى تطوير مهارات رواد الاعمال السعوديين، وسيعتمد نجاح المبادرة على مدى قدرة المشاركين على تطبيق مناهج مبتكرة في المنشآت التي يعملون فيها”.
وقال كوشك: “كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال تعتمد مناهج كلية “بابسون العالمية” مع التركيز على التفكير والتطبيق معاً، وهذا يساعدنا على تثقيف صنّاع القرار في مختلف الشركات والمؤسسات والجهات الحكومية، الذين يمكنهم التفكير والعمل كرواد أعمال ودعم انتقال المملكة إلى الاقتصاد القائم على المعرفة”.
وتابع: “ينقسم البرنامج إلى قسمين عملي وتجريبي لإيضاح مفاهيم المشاركين حول المشاريع الصغيرة والمتوسطة النامية وذلك من أجل تحليل قدراتهم ومهاراتهم، ودفعهم نحو تنمية أعمالهم الريادية من خلال صقل المهارات العملية وتنمية تطوير أفكارهم”.
وثمن الدكتور كوشك الشراكة الاستراتيجية مع مركز أرامكو السعودية لريادة الاعمال ” واعد” التي تهدف للمساهمة في ريادة الأعمال وتخريج القادة والأفراد لتحقيق برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030، مشيراً إلى أن برنامج “لتنمو” يعد أول برنامج مشتركٍ مع مركز ارامكو السعودية لريادة الأعمال (واعد)، وسيركز على الجانب العلمي بالدرجة الأولى، مؤكداً حرص الكلية على أن تتوائم مناهجها وبرامجها مع احتياجات سوق العمل المحلي بالتعاون مع بابسون العالمية.
ويقول الأستاذ عبدالله البراهيم، رئيس قسم تطوير المنشآت في “واعد”، أن برنامج “لتنمو” جرى تصميمه ليلبي حاجة السوق المحلي والإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030 لرواد ورائدات الأعمال، مؤكداً أنه يساهم في تحقيق الأهداف المنشودة للارتقاء بمشروعات رواد ورائدات الأعمال في السوق المحلي ومواجهة تحديات السوق بكل فعالية.
وأضاف البراهيم “البرنامج استهدف رواد و رائدات الأعمال ممن هم على وشك إطلاق مشاريع جديد أو لديهم مشاريع في المراحل المبكرة، ويمكن البرنامج المشاركين من تحديد وتقييم فرص النمو الاستثمارية الجديدة، وتصميم نموذج أعمال ناجح ومبتكر، وتحديد وتقييم فرص السوق للنمو، إلى جانب قياس احتياجات الموارد المادية والبشرية والمالية في أي فرصة اعمال جديدة، وإنشاء دراسة نمو الأعمال التجارية بالتوائم مع استراتيجية دخول السوق وتحليل المخاطر، وإقناع المستثمرين، كما تم خلال البرنامج مناقشة نموذج الأعمال والابتكار، واقعية السوق الحالية، استراتيجيات الجدوى، كيفية عمل خطة تسويقية، كيفية عمل استراتيجية وخطة للنمو، كيفية عمل خطة للتدقيق والنمو، التدفقات النقدية مقابل الأرباح، الحصول على الموارد البشرية، المالية والاجتماعية، في حين تم استعراض طرق عرض المشروع على المستثمرين.
عددٌ من رواد ورائدات الأعمال المشاركون في البرنامج، أعربوا عن تقديرهم الكبير لهذه المبادرة الهامة، والأهداف الطموحة التي يسعى لتحقيقها. فهد منصور سليمان النانيه، صاحب مشروع مصنعٍ للدائن النقية لملونات البلاستيك يتخصص في إنتاج الاضافات البلاستيكية عالية الجودة من ملونات أو محسنات للخواص البلاستيكية باستخدام معدات متقدمة إيطالية الصنع، ويستهدف المصنع الفئات المهتمة بالمواصفات العالية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويشير النانية “كنت بحاجة شديدة لهذا التدريب لمساعدتي في مشروعي بالإضافة إلى تزويدي بفرصة رائعة لتعلم مهارات جديدة متخصصة بمجال ريادة الاعمال، ولله الحمد تعلمت الكثير، والأهم أن البرنامج ساعدني على تحويل الأفكار إلى خطة تنفيذية للعديد من الأمور المتعلقة بمشروعي”.
من جهتها، تقول رائدة الأعمال ريم عبدالعزيز الصويغ: كان البرنامج مفيدا وناجحاً، حضرت برنامج “لتنمو” المقام في كلية الأمير محمد بن سلمان بالتعاون بين واعد والكلية، وفخورة بوجود هذا الصرح التعليمي ذو المستوى العالي والذي يعتبر مماثلاً للجامعات بالخارج،
ويرى رائد الأعمال محمد يعقوب أن المبادرة تجربة فريدة من حيث الاتزان في المحتوي الأكاديمي العالمي ومدى قرابة التطبيقات الى الواقع المحلي لريادة الاعمال في المملكة، إضافة الى روح فريق المنظمين من الجامعة وأرامكو السعودية ممثلة في واعد مما ساهم بفعالية في تعزيز أهداف البرنامج منوهاً بالعمل والتواصل مع رياديين الأعمال في الورش ساهم كثيراً في توسيع أفاق الرياديين من خلال الاستماع ومناقشة الأفكار مع ثلة مميزة من رياديي الأعمال والأكاديميين العلميين.
أما غدير الخثلان، مؤسس شركة نقرة للتقنية ومشارك في برنامج لتنمو، فتقول: يعد من أنجح البرامج المتخصصة وخلق جو تعليمي أتاح للمشاركين التعاون مع المحاضر لاستنتاج أهداف تعليمية، وهذه بالنسبة لي أحد أهم أسباب نجاح أي برنامج تدريبي، البرنامج يعزز بيئة العمل الجماعي ويخلق جو من الحماس يفقدك الاحساس بطول وقت البرنامج.
وعن مشروعها “تطبيق دافور” تقول: “بنقرة واحدة تستطيع البحث في قاعدة بيانات كبيرة من الأساتذة في مجالات مختلفة والاطلاع على جداولهم الدراسية وبياناتهم الشخصية وتقييمات الطلبة لهم، وحجز الوقت المناسب في المكان المناسب. كذلك، هناك مئات المقالات التي تتحدث عن سلبيات الدروس الخصوصية، والتي كثيراً ما يقوم عليها أساتذة غير مؤهلين، في حين يبحث آلاف الآباء والأمهات يومياً في وسائل التواصل الاجتماعي عن مدرس خاص جدير بالثقة وبسعر مناسب لمتابعة ومساعدة أبنائهم. نحن على يقينٍ من أن هذا التطبيق سيوفر آلاف الفرص الوظيفية للمعلمين والمعلمات السعوديين مستمدين ثقتنا من نجاح شركات عملاقه مثل كريم وأوبر”.